موسى غافل الشطري
هل يُحصد سوى الريح؟موسى غافل الشطري
يجري تنفيذ القرار الصادر بغلق مقرات الحزب الشيوعي العراقي و حزب الأمة ، في ظرف دقيق جداً . و يبدو أن الموضوع يتعلق بردود الأفعال المتأتية من دقة و موضوعية الشعارات للتظاهرات التي انطلقت في ساحة التحرير .
و الحقيقة إن معالجة الأسباب ألتي أدت و تؤدي إلى تعاظم المظاهرات هي أسباب لا تحصى، منها الفساد المستشري، و الذي يعتبر العدو الأخطر لما له امتدادات في الساحة العراقية ، و يلعب الدور المؤثر في مسيرة الوضع السياسي برمته .كذلك غضب الجماهير ألذي لم ولن يتوقف . و مطالبتها بالعديد من المطالب التي تلكؤ تحقيقها ، و ربما تعمدت ذلك ، دون الركون إلى ضرورة تحقيقها لصالح الجماهير .
إن غلق مقرات الحزب الشيوعي و حزب الأمة سوف لن يعالج الأزمة أو يحد من غضب الجماهير ، و التي لم تشترط غلق هذه المقرات ، بل طالبت بتحقيق شعاراتها الواضحة وضوح الشمس .
إنما معالجة الأزمة تكمن خلف أبواب مقرات السلطة الحاكمة نفسها ، و هي واضحة كما نوّهنا لا لبس فيها ولا غموض .
فالجماهير لم تعلن غضبها المتأتّي من مكابداتها من نشاط الحزب الشيوعي و حزب الأمة .
و بالتأكيد سيتعاظم غضب الجماهير و سيهدد استقرار السلطة . و ستكون الدعوة لا تراجع عن القصاص من اللصوص و المنتفعين . و ستمضي الجماهير دون العودة إلى المربع الأول . بل هي خطت خطوات واسعة إلى أمام .
و هذه مسألة مفروغ منها ، و لا يمكن معالجتها بغلق مقر أو مقرّات بعينها دون سواها .أو تعويق انطلاقة المظاهرات .
ستخرج هذه المظاهرات و ستكون مألوفة للعين و سيتصلّب عودها ، و ستتغير شعاراتها على وفق ما يتطلب الظرف السياسي و معطيات الظرف الراهن التي تأتي بها الأحداث المتلاحقة ، بما فيها ممارسات الحكومة و أجهزتها الأمنية . و ستكون الجماهير هي التي تتحكم في أحداث الساحة .
إن الأحداث التي و قعت في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و البحرين و السعودية و مسقط و غيرها . هذه الأحداث تبرهن على فشل المعالجات القمعية أو الترقيعية أو محاولة إيقاف ردود الأفعال باستخدام القوة .
ستنعطف الجماهير حتماً إلى جانب الجماهير و ستطالب اليوم أو بعد اليوم بضرورة تلبية المطاليب الجماهيرية.وستسلك القوات المسلحة ، باكثر استجابة .
لذلك من الأفضل و الأنسب و الأكثر عقلانية للسلطة أن تتوقف عن نهج الأنظمة القمعية السابقة من عدائها للقوى الديمقراطية و في مقدمتها الجزب الشيوعي و حزب الأمة التي هي حتماً ستجرها إلى ممارسات أخرى لأحزاب قد تشاركها في الحكم .
و حتى تنفيذ هذا الإجراء المعادي للديمقراطية ألتي قررت السلطة أن تسلكه ، و هو منزلق خطير جداً . فهل باستطاعتها ، لو أمكنها ذلك ، أن توقف نشطات شباب الفيسبك؟
إن الإنحراف نحو منزلق إعلان الحرب على القوى الديقراطية و العلمانية طرّاً ، إنما يعطي علاوة واضحة على أن السلطة تتجه بعدائها هذا لكي تحفر بيدها خندقاً شديد المنزلق يهددها بأخطار جدّية .
فموقفها هذا يدلل على أنها تتجه بعناد و عدم حكمة نحو التخلي عن النهج المقرر باتجاه إرساء مبادئ الديمقراطية الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية دون تفريط بواحدة منها .
و لابد لنا أن نرجع القهقرى لنستذكر أيام بدأ صدام في حربه ضد الحزب الشيوعي ألذي أدى به أن يرسم الخطوط العريضة لوقوعه في متاهة العداء لقوى الشعب كله ، ما أدّى به ذلك إلى أن يحفر قبره بيده .