| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى غافل الشطري

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 8/6/ 2011

     

هناء أدور تعني ما تقول

موسى غافل الشطري      

أثارت الناشطة هناء أدور قضية على غاية من الخطورة . فموضوع الاعتقال للشباب الأربعة ، و إسلوبه يذكرنا بالأسليب البوليسية أيام كان نظام صدام حسين يمارسها ضد القوى الوطنية المخلصة و يفبرك مبرراتها .

و بالطبع لا بد لنا أن نصر ، على أن الحاشية التي تحرك الوضع السياسي و تلهبه ، و تنحدر به نحو مزالق خطرة ، و من ثم تأزيمه ، و الوصول به إلى حافة النتائج ألتي أودت بنظام صدام حسين إلى الدمار، و لكن بفارق الوسائل ، بعد أن تمّ دق ناقوس الخطر ، على يد الشيوعيين الذين أصدروا بيانهم بعد الحملات الشرسة التي مورست من قبل النظام ضدهم ، كاشفين عن خطر تحوّل النظام السياسي نحو اليمين ، و ما يهدد بخطر ماحق . و هذا ما حدث فعلاً. و لكن كانت نتائج هذا الإعلان هو تقديم الشيوعيين فاتورة الحساب المدمر . ثم بدأ الوضع السياسي بالذات يمعن بسيره جانحاً نحو الكشف بكل وضوح ، وفي العلن ، عن الشروع بإعلان نزعته المعادية للشعب و لكل القوى المعارضة النزيهة ، ومن ثم المضي نحو التورط بالغزوات الحمقاء .

للأسف هذه العناصر وهذه الحاشية قد تكيفت مع الوضع السياسي الحالي ، من رجالات الأمن والجهاز البيروقراطي وبعض الساسة والعسكر والأتباع .

هذه الفئات ارتدت اليوم ثوب الموالاة للوضع السياسي الحالي . وبالطبع هذه لعبة خطرة تعودنا على ممارستها، كفئات وصولية إنتهازية منذ عهد عبد الكريم قاسم والتي سهلت الإطاحة بنظامه .

لكن الموضوع الآن اتخذ مساراً خطيراً جداً.

هؤلاء يسحبون القيادة السياسية الحالية إلى منزلق في غاية الخطورة . هذا المنزلق وضع القيادة السياسية الحالية في مفترق طريقين لا ثالث لهما ، إن لم تكن هي ماضية أصلاً في هذا الطريق و نتمنى أن لا يكون هذا منهجاً مُتّبعاً . ذلك إن عملية الفرز بين قوى الشعب ، بكل مكوناتها الخيرة ، من الديمقراطيين واللبراليين والمتدينين ، والتي تقف بالضد مما يجري ويمارس بما لا يغري في نتائجه ، وبين قوى الفساد و الفاسدين والقطيعة لا بد آتية مع القوى الخيرة . فحكومة السيد المالكي ، التي تنقاد يوماً بعد يوم نحو العزلة عن قوى الشعب ومصالحه. وتغاضيها عن المصاعب التي تواجهها ، من عملية قضم الحدود وحرمانه من مياهه . وغموض التصرف بالنفط وهشاشة الحزم تجاه الخروقات الوقحة من قبل بعض الجيران ... الخ ، كل ذلك ينذر بشر مستطير .

لكننا ملزمون أن ننبه السيد المالكي ، إلى أن الطريق الذي تسلكه حكومته ، هو غير الطريق الذي يأمله الشعب .

إن الموضوع على غاية من الخطورة ، ولما يتوقع من مواجهات قادمة ستجد الحكومة نفسها متورطة فيها . وهو طريق يؤدي إلى الإنجرار إلى المنزلق الذي تعدّه تلك العناصر السيئة والفاسدة وعصابات القتل .

هذا الإعداد ينبغي الانتباه له. وينبغي أن لا يتكرر الانحراف الذي يحدث دائماً لمتابعي الطريق الذي يغادر اصطفافه مع الشعب .

ومن الضروري أن ننبه السيد المالكي : إلى أن حكومته وسياسته تتعرض إلى وضعها في مسار يؤدي بها إلى ذلك المنزلق، كما يؤدي إلى افتراقها عن الشعب بشكل مكشوف . وبسبب تكرار وعودها السرابية الحرجة أمام ما يتوضح من مغالطات وأوهام خادعة .. وإنها تفترق عن الشعب وتعادي طموحاته وتبقي على المصاعب التي تواجهه . وهذا مما يعني التعارض مع آمال الشعب والظهور بمظهر معاداته .

وبالأخير لا نود أن نرى الوضع السياسي ينحدر إلى ما إنحدرت إليه الأوضاع السياسية في الدول العربية التي تعاني من الانتكاسة والجنوح نحو السقوط.

لقد استهزأت تلك الحكومات التي سقطت والتي في طريقها إلى السقوط بما يقال على أنها لا تقهر . وهذه الدول لها من الانتكاسات والمبررات ربما لم تنشأ لدى الممالكي ، أو على الأقل يمكن تلافيها . ولكن تلك الدول سقطت ومن بقي قائماً حتى اليوم فهي تترنح .

وعليه : إن أرادت حكومة المالكي أن تراجع نفسها ، فإن عليها أن تدعو الشعب للوقوف بجانبها . ومن ثم تقوم بثورة حقيقية ضد القوى التي عشعشت وأنشأت لها صرحاً كونكريتياً ، وسوف لن يكون من السهل على المالكي التخلص منها بسهولة .

لكن الاستعانة بالشعب وبالشباب والذي يقف بكل بسالة ليطالب بالإصلاح وتطهير الأجهزة الحكومية من العتاة والمارقين والقذرين ، إنما هو الطريق المضمون للخروج من الكارثة .

لذلك ينبغي الإنتباه لما أقدمت عليه الناشطة هناء أدور على أنه تنبيه إلى ضرورة اليقضة وتعديل المسار بالإتجاه الصحيح لإنقاذ الوضع الذي يمضي مسرعاً نحو الإنحدار .

 


 

free web counter