| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى غافل الشطري

 

 

 

السبت 5/2/ 2011

     

الكارثة في التراجع غير المنظم

موسى غافل الشطري     

مع هذه الأنظمة الشمولية تتوضح الحالة بجلاء ، إلى ضرورة أن يلعب الجيش الدور الحاسم في أي انتفاضة شعبية، تعتمد على استثمار الوقت الطويل لطرح عناصر انتصارها ، دون الاعتماد على السلاح .

وقد كانت عناصر الضعف ، أمام أجهزة قمعية ، مثل الأجهزة الأمنية لنظام حسني مبارك واضحة في تعادل غير متكافئ.

وجزء من الأسباب يعود لما لعبه الحرس الجمهوري ، المنتقى بكل دقة من قبل النظام حتى تكون عناصره مخلصة له ويعوّل عليه في الملمات .

لا توجد عناصر من قوات الجيش غير الحرس الجمهوري التي هي بالتأكيد خزيناً هائلاً للضباط والجنود الوطنيين الشرفاء . وبالتأكيد عندما نزلت هذه القوات للشارع ، إنما كانت معدّة سلفاً وتحظى بالثقة التامة بها من قبل النظام المصري .

وأسباب عناصر الضعف هذه نابعة من كون الشباب الذين قادوا الانتفاضة ـ مع تقديرنا وتقديسنا العالي ـ هم من الشباب غير المجربين لخوض معارك تتقن لعبة ( فن المعارك ) مع عدو متمرس في أساليب الخداع والاحتيال والغدر .

بل وحتى القوى المعارضه بمختلف انتماءاتها ، لا يمتلكون الرد المناسب لمواجهة الخطط المنظمة والمعدة سلفاً للطوارئ التي لا بد وأن تكون جاهزة لأي احتمال على نحو ما يحدث الآن .

و يتوضح ذلك من خلال المعالجة التي أدّت إلى امتصاص فورة الانتفاضة التي أوشكت أن تتحول إلى ثورة بكل المقاييس المكملة لشروطها .

ورغم القدرة غير الاعتيادية التي تتسم بها الانتفاضة الشبابية ، غير العفوية فإن هذه القدرة بقيت واضحة المعالم. ويذكرنا ذلك بانتفاضة الشعب العراقي عام 1991 والتي أُجهضت من قبل تعاون أمريكا مع نظام صدام بتحجيم تحركها وتدمير مخزون السلاح حتى لا يقع بيدها ولكي تواجه النظام الصدامي بأيدِ عزلاء . مما أتاح المجال واسعاً لوأدها بكل قسوة .

إن ذلك ـ مع الفارق في التفاصيل ـ يتشابه مع موقف الحرس الجمهوري المصري، الذي حجّم الانتفاضة المصرية وشلّ حركتها ، وتواجد في نقاط استراتيجية، لها أهمية بالغة لضمان سلامة النظام المصري ، مثل محطة التلفزيون وغيره، بغية الحيلولة دون استيلاء الشباب المنتفض على نقاط هامة . علماً أن الحرائق التي نشبت عمداً في دائرة الأمن ومقرات الحزب الوطني المصري تدلل على هلع وتطيّر النظام من مجريات الحراك الشبابي العاصف .

إن إجهاض هذا التحرك الثوري سيسبب كارثة مدمرة للمنتفضين بل وللشعب المصري بكامله. وستوغل الدكتاتورية ذبحاً بالشعب المصري وبكل قسوة وتشفي .

فالإستماتة والمضي بالحراك الشبابي ، هو مسألة حياة أو موت ، ليس لهذه الإنتفاضة ، بل ولكل مشروع ثوري في بلدان المنطقة ، وحتى بالنسبة لمستقبل انتفاضة تونس .

والآن ترد الأنباء عن الصلف الدكتاتوري حين يطلق تصريحه المتشفي بقوله : (( فليبقوا في الميدان إلى حيث شاءوا )) ؟؟؟؟

هذه هي معطيات ما يخبئه المستقبل المظلم، لو مضت الأمور نحو هبوط مقياس عنفوان المنتفضين .

في كل الأحوال : تجاه نظام مدجج بالأسلحة حتى الأسنان، فإن من الملح واللازم أن تعتمد الجماهير على قوة عسكرية ، صاحبة احساس وطني تؤدي إلى حسم الموقف لصالح الشعب.

دائماً الحراك الجماهيري مثل هذا ينبغي أن لا يتوقف ، ولا يكون في موقع دفاع حتى النهاية ، وإنما عليه أن يتقدم دائماً لأن حالة الدفاع تؤدي بالتالي إلى الهزيمة .

إننا نأمل ـ من أجل الشعب المصري أولاً ومن أجل كل شعوبنا ثانياً ـ أن لا تنحر الانتفاضة .

ولأجل ذلك .. ما دام جنرالات الجيش المصري حتى هذه اللحظة لم تهز ضمائرهم مصائب شعبهم ، ندعو الشباب والقادة المصريين المشتركين في هبّة الشعب ، إلى توجيه نداء فوري للعالم من اجل حماية الشعب وقواه المعارضة من انفراد قطعان الفاشست والبلطجية بهم وذبحهم .

بدورنا نناشد وبقوة كل القوى العربية الغيورة ومنظمات المجتمع المدني ، نناشدهم من أجل توجيه نداء عاجل لشرفاء العالم ولهيئة الأمم المتحدة للوقوف إلى جانب الشعب المصري وحمايته من العواقب الوخيمة .
 

free web counter