| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى غافل الشطري

 

 

 

                                                                                    السبت 31/3/ 2012

     

كلمة القيت في مقر الحزب الشيوعي فرع قضاء الحي
بالمناسبة الخالدة للذكرى الثامنة و السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
 

قضاء الحي .. في احتفال الذكرى 78 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
 

موسى غافل الشطري      

بإسم الشيوعيين القدماء، حاملي العبء التاريخي المشرف لهذا الإرث الوطني و القومي و الأممي العظيم .
نتقدم بترحيبنا الحار بهذه الذكرى الخالدة لتأسيس حزب الطبقة العاملة و سائر الكادحين .

هذا الاحتفال الذي شُرِّعت أبوابه لأول مرة ، لنشوء قوى شبابية وطنية خلاّقة ، ترسم مسار النور الماضية قُدُماً نحو تكوين البنية الخلاقة لتأسيس و انطلاقة الوعي الجماهيري و الذي يعلن لأول مرة . غير أن هذا التوجه الذي روّع الحكم القائم آنذاك ، نظام الاعتماد على المفاهيم المشينة المستثنية لدور الشعب ، الأمر الذي أدّى إلى الرد القاسي . دور اتباع لغة الرصاص و المشانق و السجون و الإبادة الهمجية .

إن أزمة الامبريالية في الشرق الأوسط ، المتمثل بالاستعمار الكولنيالي ، بدأت منذ باكورة النضال الذي خاضه الحزب الشيوعي العراقي من أجل التحرر و الرغيف . مما أدى إلى انعكاسات مرعبة و مزلزلة للحكم الرجعي الاقطاعي الكولنيالي . و تمكن هذا الحزب و المنظمات الديمقراطية بقيادته ، من اسقاط الحكومات المحلية في العراق و بوقت قياسي بشكل لم يسبق له مثيل . في فترات التفّت على الزمن و طوّقته تحت قدميها العملاقتين .و لتعلن انتصار الجماهير الهادرة في وثبة كانون و انتفاضة تشرين . و انتفاضة عام 1956 ثم انطلاق ثورة الحسم عام 1958 أبان ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة . و لتأخذ الجماهير مسارها الكاسح للسلطةالملكية ، و الذي بات من الصعب السيطرة على اندفاع الجماهير . ومن ثم توالت الانتفاضات ، بعد ثورات الردة التي قادها حزب البعث الفاشي بدعم من الرجعية المحلية و الاقليمية و الامبريالية .

و من بعد .. تواصلت الانتفاضات ، التي هي وليدة شرعية ـ مهما قيل ،و من ادعى ـ للوعي الجماهيري الذي أرساه الحزب الشيوعي ، حتى أثناء الضربات المدمرة و غياب الحزب أثناء هيمنته على الشارع من ضمنها انتفاضة آذار التي التحمت بها فصائل الشعب بضمنها ا الشيوعيين و أنصاره . و قواه الديمقراطية و الدينية . كما أبلت قوات البيش مركة الشيوعية بلاء حسناً لطرد فلول البعث الفاشي من منطقة كردستان ، جنباً إلى جنب مع القوى الكردية حاملة السلاح .

و اسمحوا لي أن أعلن لكم الحقيقة التي لا تحجبها الظلمات ، من أن الحزب الشيوعي العراقي كان من الطلائع الأمامية ، دون منازع طيلة حقبات من السنين ممن قدم أفواجاً من الشهداء الميامين .

إننا عندما نتحدث عن تغيير جذري لأي نمط من الحكم العراقي فسوف يتوضح لنا فقدان أي حكم الجوهر الثوري ما لم يعزز مساره على وفق التعاون الخلاق و الودي ، مع حكمة و بلاغة التجربة التي يمتلكها الحزب الشيوعي العراقي . و لسنا من يتزلف بقول ذلك . بل أن العدو و الصديق يقر هذه الحقيقة و يعرف المعدن النقي للشيوعيين . و يعترف بالحاجة الماسة لتجربتهم القيّمة .و ليس بالضرورة و لا الوارد الآن أن يفكر الحزب الشيوعي بطموحة لنيل السلطة . و هو قد حدد أهدافه الاصلاحية و ملتزم بها .

بيد أنه ينبغي أن تخضع أية عملية لاستشارة العقل الخلاق لهذا الحزب ، بغية تلافي الإنحرافات المدمرة التي عانت و انساقت نحوها الحكومات ، التي استهانت ، و استخفّت بأهمية مقدرة تصميم مهندس المسيرة ألتي يراد لها أن تكلل بالنجاح . ألحزب الغني بالتجارب . حزب الجماهير الكادحة بلا منازع.حزب تشخيص الانحرافات الكارثية ، لتخطي المعضلات بنجاح ، و بأقل الخسائر .

كل مسيرات الحكم التي تنفصل عن حلقة الربط التي لا تنفصم هي حلقة العلاقة الودية مع القوى الديمقراطية التقدمية ، و في مقدمتها الحزب الشيوعي صمام الأمان . كل المسيرات التي تنفصل عن ذلك إنما تعود في آخر المطاف بخفي حنين .

إن عدم الاستجابة لهكذا نصيحة ، و شلّ فعالية الحزب الشيوعي . و اختيار الطريق المناقض ، قد فشل فشلاً ذريعاً و مأساوياً. و دفعت الجماهير ثمناً باهضاً جراء مسلكه ، منذ حماقات حزب البعث . و اختيار الطريق الصعب ، و حتى هذا اليوم ..

إن الإخفاقات ، و الانحرافات و الصدود عن قضايا الشعب الجذرية . و سلب المال العام . و انتهاك حقوق المعوزين . و تبديد الثروات و ازدياد بؤس الشعب و اغتصاب كل شيء . ممن هم ليسوا بكفء و لا من أهل النخطيط العلمي المبرمج ..

كل ذلك قد تأتى بسبب معاداة الشيوعية . هذا الوبال الأحمق القاتل . قل لي ما هو موقفك من الشيوعية أقل لك من أنت .

شرطٌ مصيري لمن تهمه قضية نجاح المسيرة : أن يلعب الحزب الشيوعي و القوى الديمقراطية و الخيّرة ، الدور المؤثر في توجيه و دعم أية مسيرة جادة ، نحو الطريق الصحيح ، و ليس طريق النكبات و الخسائر المتلاحقة . و هدر الوقت .

و شكراً .












 

free web counter