| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى غافل الشطري

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 22/6/ 2011

     

مثلث برمودا العراق

موسى غافل الشطري      

من سوء حظ العراق أو من حسن حظه : أن تكون زلازل (تسونامي) قد غيرت المواقع الجغرافية ليقع العراق تحت طائلة مثلث برمودا المميت و المليء بالنتائج المباغتة و المرعبة ، هذا المثلث حكايته معروفة و عززتها أحداث العراق و كشفت جزءا ربما تكشف من اسرارها .

فما أن تمر البواخر و الطائرات ، المثقلة بالقرارات الجاهزة و المهيئة للإقرار . ذات الإلتزامات ، السياسية وصناديق مليارات الدولارات و المواد الغذائية العراقية، حتى تبتلع برمشة عين. و تتوقف أنشطة الرصد الجوي و الأرضي بالكامل ، و تضيع معالم الإختفاء و الابتلاع، في مساحات جغرافية لا تتجاوز مئات الكيلو مترات. ثم ينشط أبطال اللعبة، و تدخل عوامل الذبح و القتل و التفجير ، و إلصاق التهم و التخوين و الولاءات. و تنكر تماماً: أن هناك قضية ضاربة أطنابها ، إسمها العراق .

و السبب واضح يتعلق بأقطاب مثلث برمودا التي اصطحبت العملية الأمريكية حبالها معها ، و ألقت بشباكها على كل مكان ، ثم وضعت شواخص واضحة المعالم لأصحاب اللعبة الذين ، كما يبدو ، مدربون وعلى مقدرة متقنة من التدريب بإدارة العملية .

وأقطاب اللعبة ، أو لنقل : المكلّفون بشرف الأدوار الموكلة إليهم ، فقدوا الكثير من مستلزمات الحياء والتوازن. فهي في كل يوم تفاجئ العراقيين ، بدل الحلول بمصائب وغرائب ، والكل من صغيرهم الى كبيرهم لا نسمع منه سوى الكلام المعسول وهو متكئ على أريكته دون ان يتنسم بردا أو حراً ، أو يشاهد مرتفعاً أو منخفضاً خارج باب عرينه ، مما آلت إليه حال العراق من خراب ودمار . فالجماعة يقرطون ( حجي ) لا أكثر ولا أقل ولم يحركوا ساكناً ولم يشاهدوا ما يجري على مسافة عشرات الأمتار من عرائنهم ، ولا نعرف البركة بأية حباية ، سوى ما يثرمونه من بصل برؤوسنا .

ومع كل ذلك لا يبدو على أقطاب مثلث برمودا، ذو الثلاث قرون المدببة الحادة أي موقف من الخجل ، بل ضاعت معالم الشعب تماماً، وتحولت عملية رفع معاناته وفقره ومصائبه، وملماته الخرافية التي لا يستوعبها العقل ، تحولت إللى عملية بيع وشراء . وأخذ و رد . ومزايدات في ساحات المضاربة، وابتذال في تجاهل ما هو مخجل .

واستغلال لكسب الأصواب بطرق ملتوية وثعلبية . ثم شراء المساحات التي رسمتها الإحتجاجات . وباتت ساحة التحرير لا تخلو من شقاوات بغداد ، عودة لذلك التراث العفريتي في الأربعينات والخمسينات . وبلطجية القرن الواحد والعشرين ، واتهامات وطعن ومزايدات عن الولاء للشعب . واحتارت يافطة التي بين أيديهم و يراد منها أن تتجه مع اتجاه الرياح التي تخدم المعنيين . وبالتالي ما يراد هو إمحاء مصطلح الشعب من خارطة العراق . والخارطة تطول وتعرض وتنغمر بسخام الخسائر الجاهزة .

بل وتحولت الحالة إلى مسألة تدافع وتراشق وعرض عضلات ، والسير الحثيث ( عمداً ) إلى الهوة السحيقة ، أما مسألة الشعب ( فإلى جهنم و بئس المصير ).

لكن إنشاء الله و بفضل أبنائه الناهضين سيخرج من هذه اللعبة القذرة الفاسقة ، من تفريخ صراعات هذا المثلث اللعين ، الذي لم يفلح العراق من ورائه غير الويلات و المصائب و الاحتراب و الخسائر الجسيمة و تخريب البنية التحتية . و إلغاء قضية إسمها العراق ( عينك .. عينك ) و الصراعات تدور على تربته و على الحدود .

إن الشعب العراقي لا يأسف على مصير مكونات الرؤوس الحادة و القاسية، و الغلظة لما يضم هذا المثلث. ويأمل بقدرة الخيرين الذين سيتولون ، وسط المخاض العسير، و الذين سيردعون تجاذباته الشيطانية. قناعة من أننا لم نكن في تبعية لا لأمريكا و لا لإيران ولا للسعودية و لا لتركيا ، أو أي كان .

و الشمس طلعت على الحرامية . و اعتقد أن من الأفضل لهذا الشعب ، أن يجد حلاً، دون الاعتماد على قوى أثبتت و جاهرت بلا مبالاتها بقضايا الشعب . و ظلت تتصارع و هي في المنتجعات العالمية أو في المنطقة الخضراء. أو هنا و هناك . من أواوين أصحاب الأمر و النهي و التوجيه من الجيران و غيرهم ممن لم يقصروا بسيئة لإهانة و إذلال الشعب العراقي .

و كان من اللازم أن نتمسك بشعار جندنا على واجهة سيطراتهم ( إحترم تحترم ) .


 


 

free web counter