| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى غافل الشطري

 

 

 

الأربعاء 19/1/ 2011

     

حذار أيها الشعب التونسي

موسى غافل الشطري  

تُعلمنا قوة الإصرار في تلاحق أحداث تونس من خلال تتابع النهوض الجماهيري ، و هو نهوض لم تخمد ناره بعد، و الذي يرفع شعاراته بما يتناغم مع طموح الجماهير المطالبة برغيف الخبز و الحرية ، تعلمنا قوة هذا التدافع و الاستماتة حتى النهاية ، نحو تحقيق هذا الشعار الرائع الجبار ، الذي ينم عن الوعي بمصالح الشعب الكادح ، و يبتعد عن الشعارات الفئوية و القومية الضيقة .

و إن كانت الجماهير المنتفضة في كل البلدان المضطهدة تصبر علا مضض فإن ذلك إلى حين ، و بعدها تحدث الهبة الجماهيرية التي تكنس أنظمة الدكتاتورية و التي تستهين بإرادة الشعب .

إن أحداث تونس تذكرنا بانتفاضات ووثبة الشعب العراقي، فهي درس عميق ينبغي دراسته ، من قبل القوى صاحبة المصلحة بتغيير الأنظمة الفاسدة و المترهلة .

وهي أيضاً درس حتى للإنتفاضة الجماهيرية التونسية ، التي تتعرض تجربتهم للخطر ، والتي نكتب مقالة التحذير هذه من أجلها. ذلك الخطر الكامن في رحم الانتفاضة، و هو خطر جرى الابقاء على عناصره ، والمتمثل في الإبقاء على تكوينات وزارات الدفاع و الداخلية و الخارجية من رأسه إلى أخمص قدمه . هذه الوزارات هي قنبلة موقوتة. هي اكمات يختفي في دهاليزها المتآمرون .

إن هؤلاء أشبه بالذئاب التي تنتظر الفرصة المناسبة للإنقضاض على الإنتفاضة و تصفية مكتسباتها ، بغية إعادة الدكتاتور السابق المتربص و المدعوم من قبل النظام الليبي برئاسة القذافي. بطل اجهاض الانتفاضة السودانية في استيلائه على الطائرة المقلة للقادة السودانيين الأحرار .

و يبدو إن هذا الصمت الذي تبديه قوى الردة ومن يسندهم من الحكام الرجعيين العرب، إنما هي عملية انتظار لما بعد امتصاص غضب الجماهير ، حتى يحين افراغ جذوة الحماس الجماهيري .

فإذا لم يتم تدارك المحذور فإن هذه الإنتفاضة ستكون مهددة من خلال ما تحمل في رحمها من بذور الفناء المتمثلة ببقايا النظام السابق داخل أخطر أجهزة الدولة و الحاملة للسلاح بمختلف مكوناته من الطائرات إلى المسدس .

إن فسحة الوقت لعناصر الردة لا زالت مؤاتية و إن وأد الانتفاضة التونسية ستكون كارثة عظمى لكل الآمال التي تداعب مخلية و آمال القوى الجماهيرية الشعبية . و ستكون ردة الفعل قاسية جداً للطبقات الكادحة و لقياداتها الحرة المناضلة .

و على هذا الأساس ينبغي و بجدية استثنائية السعي إلى نبذ و رفض وزراء العهد التونسي المباد ، ما نسميهم ببذور الفناء في رحم الانتفاضة . و الاصرار على أخذ المبادرة من أيدي عناصر الردة بأسرع و قت، ووضعها بيد الجماهير التي وفرت الأمان و الحفاظ على المال العام و ممتلكات المواطنين . بالعصي وقضبان الحديد ، وهي حارس أمين مضمون.

فالتغيرات في تونس هي مرعبة لكل الأنظمة الدكتاتورية و المتخلفة و الفاسدة، وسارقي قوت شعوبهم. والعقليات غير المؤهلة و التي تسللت للحكم و المواقع الحساسة . سواء في العراق أو في أي بلد مغتصبة ثرواته . درس بليغ لا نريد له أن يراوح في موضعه . لأن المراوحة معناها التوقف عن متابعة المسيرة الشعبية الظافرة. ثم الاستسلام إلى ظروف ملائمة لإنقضاض المتآمرين التي لا تبقي و لا تذر. و ستغرق الشوارع بالدماء . وستكون فرصة للأنظمة المعادية للجماهير لتصفية حساباتها معها في كل مناطقنا ، ووأد أية بؤرة جماهيرية، و تصفيتها تماماً و بكل قسوة، لكي لا يتكرر ما حدث في تونس .

لذلك .... على قادة الإنتفاضة التونسية أن يواصلوا تقدمهم ويوحدوا صفوفهم ، دون إتاحة أية فرصة للذئاب الغادرة . التي هي ، في كل الأحوال ، ذئاب تنتظر الظرف الملائم للهجمة الشرسة .



 

free web counter