| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى غافل الشطري

 

 

 

الجمعة 16/7/ 2010

     

حانت ساعة الاصطفاف المنظم

موسى غافل الشطري

تتكشف يوما بعد يوم حقيقة الصراع الدائر بين الأقطاب التي يمكن أن نسميها ( رواد الكراسي العالية) . هؤلاء المتيمون بشهوانية لا تمت بصلة لعواطف الإنسان ، ينحدرون يوما بعد يوم إلى درك الصراع الضاري ، ولم يتحسسوا مقت الشعب العراقي و احتقاره لهذا الصراع القبيح ، والذي طلّق ما كان الشعب يتوخاه منهم .

إنهم في حقيقة الأمر يساهمون بخلق فجوة بينهم و بين الجماهير الكادحة . لم يعد هناك من علاقات ودية بينهم و بين الشعب . لم يعودوا يخجلهم ما يتهمهم به الشعب في كل لحظة بأنهم خيبوا أمله و أنهم لا يستحقون الثقة و أنهم في واد وهو في واد آخر .

و من المؤكد أن عدم اهتمامهم بما يصمهم به العرقيون و يعتبرونه سمة من سمات الديمقراطية . إنما هي ديمقراطية الأقلية. ذلك ما دامت قوى ذات المصلحة بتغيرات جذرية غير مهيمنة على الساحة ، فمن الواضح أن قوى الأقلية لا يهمها ما يقال من نقد واتهام يومي كون ذلك لم يحرك الشارع ضمن برنامج منظم و هادف ، وله أبعاد تستطيع أن تبني الحياة الجديدة التي يطمح لها الشعب العراقي .

صحيح إن الظروف الموضوعية هي جداً ملائمة ، لكن الظرف الذاتي لم يصلب عوده ، بحيث يكون مؤهلاً لقيادة الجماهير بحنكة سياسية و بإرادة قوية مؤثرة غير هيّابة ولا مبالية بتهديد المتصارعين .

إن الفرز بين الشعب الكادح و هذه الفئات التي انفصمت علاقتها و إلى الأبد عن الشعب ، يحتم على القوى الديقراطية بما فيهم الحزب الشيوعي و القوى الوطنية من بقايا قادة 14 تموز و المثقفين و منظمات المرأة العراقية الديقراطية ، ذات الدور الاستثنائي و الهام جداً ، اًو اللاتي تعودن أن يتقدمن المعارك الوطنية . كل هؤلاء مدعوون لكي ينزلوا إلى الشارع و يدربوا الجماهير على نحو متواصل لتغطية الساحة النضالية الخاضعة لردود الأفعال العفوية .

لقد توضح بشكل مكشوف كيف تتيح هذه الفئات المتصارعة الفرصة الذهبية الناضجة للقوي المتربصة من أعداء الشعب العراقي ــ بالأخص هذه الأيام ــ للإنقضاض على السلطة و اختطافها مهما كانت الخسائر الدموية التي سوف يتكبدها الشعب العراقي و بنيته التحتية التي هي أساساً مدمرة .

بكل صراحة سوف لن تسفر معركة القوى المتصارعة من أجل الكراسي ، من أعلى فرد فيها إلى أسفل بل ستتعمق و ستطول . و سيجري الصراع على هذه الوزارة أو تلك . ولا يمكن أن ننزه أحداً من هذه الصراعات اللاوطنية . فنحن نتهم كل القوى القومية و الطائفية بكل انتساباتها كونها فقدت نزاهتها . فقدت و طنيتها . فقدت ثقة الشعب بها . تخلت عن مقدساتها .

ينبغي أن نقتنع أن الثقة بهذه القوى مضيعة للوقت . وإن هذا الوقت يهدر. وأن الذئاب تنتظر من فوق التل متحينة الوقت المناسب . لكننا نثق ثقة مطلقة بولاء الجيش و الأمن الداخلي للشعب و ينبغي أن نسعى لذلك . لكي لا يسمح لمثل هؤلاء بتكرار مآسي الماضي .

أما هؤلاء عشاق الكراسي و الدولار فهم بالتاكيد : متى ماتعرض الوضع لخطر جسيم ، فسوف يغادرون العراق إلى حيث عوائلهم في الخارج و ما اختزنوه في البنوك .

بالتأكيد حانت ساعة العمل . حانت ساعة اليقظة . حانت ساعة الاصطفاف المنظم .



 

free web counter