| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

الخميس 9/6/ 2009



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي !
(4)

متي كلو

شاهدت
اتصل احد الاصدقاء هاتفيا ليبلغني بوفاة والد احد اصدقائنا في الوطن و سوف يقيم مجلسا للعزاء على راحة نفس الفقيد في احدى قاعات المدينة واتفقنا للذهاب معا ، وفي اليوم المحدد كنا معا لتقديم التعازي لذوي الفقيد ، شاهدنا الكثير من الاطفال في الفسحة التي امام القاعة ، بعضهم يهرول خلف الاخر والبعض الاخر يتقاذفون الكرة بينهم ، قلت لصاحبي هل انت متأكد من العنوان ! اجابني بالطبع•• متأكد من ذلك كما أني متأكد أنك تسير بجانبي الان ، دخلنا القاعة ووقفنا دقيقة حدادا على الفقيد، ثم اخترنا مقعدان لنجلس مع مجموعة من الحاضرين حول طاولة دائرية ، وكانت بعض الاحاديث الخاصة تصلنا بين حين واخر بشكل مسموع وبعض القهقات هنا وهناك ، وعدد اخر من الاطفال يجوبون انحاء القاعة ذهابا وايابا .
وعند خروجنا التقينا بصديق مع زوجته مع طفليه متجهين الى القاعة لتقديم التعازي ايضا ، والتفت الى صاحبي قائلا:
- من تقاليد تقديم التعازي احترام هذه المناسبة الاليمة ومشاعر اهل الفقيد ، ودائما ما يحضر محالس العزاء من ينوب عن العائلة وغالبا ما يكون رب الاسرة او احد من اولاده الكبار ولم اشاهد سابقا من استصحب اطفاله الى مجالس العزاء !
اجابني بأسى واسف :
- في هذه المدينة يا صاحبي هناك عادات استحدثت من البعض بعيدة كل البعد عن تقاليدنا ومفاهيمنا الاجتماعية واحترام مشاعر اهل الفقيد وهذه الظاهرة استفحلت بشكل غير طبيعي في هذه المدينة , واصبحت مجالس التعازي مكانا لجلب العائلة وقضاء وقتا طويلا وطقوسا لاحتساء القهوة والشاي والاحاديث الخاصة واحيانا يتخلل هذه الاحاديث النقاش السياسي والتشنج والعتاب المسموع و ....
قاطعت صاحبي قائلا : هؤلاء يبحثون عن الاختلاف دائما وشعارهم " خالف تعرف "

سمعت
هجر بلده لاسباب كثيرة ووصل الى احدى مدن الشتات ليمارس مهنته كطبيب في هذه المدينة ولكن كان لابد ان يدرس فترة جديدة لكي يستطيع ان يزاول مهنته التي زاولها اكثر من 10 سنوات في وطنه ، وقرر ان يرجع طاليا مجتهدا و يعادل شهادته بفترة قياسية ويكون من المتفوقين بين اقرانه ويعمل في احدى العيادات الخاصة ، واخذ يستقبل المرضى في هذه العيادة التي يملكها احد اطباء جاليته واخذ يعمل بكل جهد و اخلاص وتفاني ، وبعد حوالي الشهرين من عمله واثناء توديعه لاحد المرضى قابله " الدكتور" صاحب العيادة ليقول له :
- استغرقت حوالي نصف ساعة مع المريض وهذا وقت كبير ! . اجابه
- ولكن المريض كان بحاجة الى فحوصات دقيقة واسئلة تتعلق بمرضه ,, قاطعه صاحب العيادة :
- دكتور ارجو ان تشاهد 5 مرضى على الاقل كل ساعة وخلافه ان العيادة " تخسر "
رد عليه الطبيب الشاب :
- ان مهنة الطب ليست مهنة تجارية ، بل مهنة انسانية واخلاقية ويتجلى ذلك في " قسم بقراط " .
نظر صاحب العيادة الى الطبيب الشاب قائلا :
في عيادتي عليك ان تنسى " بقراط " وقسمه !
لم يرد الطيبب الشاب بل اتجه الى غرفته و عندما انتهى من فحص اخر مرضاه وضع سماعة الفحص وجهاز الضغط وما يخصه شخصيا في حقيبته وغادر العيادة على ان يبحث عن عيادة اخرى تؤمن " بقسم بقراط " .

قرأت
من " مجرد مرآة مستلقية " لسعدية مفرح :
" تاريخ "
وضعت الورقة على الطاولة
وامسكت بالقلم الرصاص
لاكتب نشيدا في مديح الحرية ونبذ العنف وحق الاحياء المطلق في الحياة
عندما انتهيت
بدأ غناء ثلاثي للورقة والطاولة والقلم
يحكى تاريخ ثلاث شجرات قضت نحبها دونما سبب مقنع !


 


 

free web counter