| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

الأحد 9/1/ 2011



اعرضوا "حسن ومرقص" على الطلبة !!!

متي كلو

1
ثقافة العنف والتطرف الديني الارهابي الذي اخذ يعصف بارواح الناس الابرياء من المسيحيين في العراق ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق في 2003 وامام مرأى ومسمع العالم وبوجود اكثر من 170الف جندي امريكي على ارض العراق محملين بصناديق مليئة بالديمقراطية والحرية والشعارات الرنانة والطنانة وبمستقبل مشرق للعراقيين ، وبعد كل مجزرة يخرج الينا احد المسؤولين القابعين في المنطقة الخضراء معلنا بالقاء القبض على مرتكبي الجريمة وكشف خيوط الجريمة وتنظيمات الامارة الاسلامية و احالتهم الى المحاكم المختصة وسوف يتم الكشف عن التفاصيل ريثما ينتهي التحقيق !! وقبل ان ينتهي التحقيق يقوم الارهابيون بجريمة اخرى وتستمر المجازر ويستمر التحقيق فلا المجازر تنتهي ولا التحقيقات تنتهي ولا احد يعلم كيف جرت جلسات المحاكم واحكامها ولا اسماء المتهمين بل كل ما يحدث هو تقديم التعازي و شجب ما حدث من قبل القابعين على السلطة واعطاء الوعود بان الحكومة الرشيدة سوف تشدد الحراسات على الكنائس وحماية المسيحيين والطلب بعدم الهجرة والتمسك "بالارض".

2
الكل اطلع على الدستور العراقي الذي قسم العراق طائفيا ومذهبيا وقوميا وبداية للجرائم الارهابية والتي قامت بها المليشيات المذهبية والطائفية بعضها بحق البعض الاخر ولكن المسيحيين كانوا المواطنين الوحيدين الذين لم يمتلكوا السلاح ولم يؤسسوا مليشيات بل تشرذموا وتفرقوا لعدم ايمان بعض مؤسسي احزابهم السياسية بان مصيرهم واحد وهذا كان احد الاسباب لكي يكونوا لقمة سائغة لكل من هب ودب وعبر الحدود السائبة تحت انظار الاجهزة الامنية والعسكرية والدبابات الامريكية ولم تقم الحكومات المتعاقبة ولا رجال الدين المسلمين عبر منابرهم في المساجد والحسينيات والى الان بتوعية المواطنين بان الجميع لهم حق المواطنة وان حقوق المسيحي او الايزدي او المندائي لا تقل عن حقوق المسلم بل كانت جميع مواعضهم حول الكفار والجهاد وبعضها تدعو علنا الى استباحة دماء "النصارى" واعراضهم..

3
في كل انحاء العالم يدرس الطالب تاريخ بلاده وحق المواطنة للجميع ما عدا في العراق حيث يدرس الطالب ما يقرره النظام من منهج محشو بالطائفية والمذهبية فيتلقى الطالب الف باء الغاء الاخر ، ففي العراق تستطيع وزارتي التربية والتعليم العالي القيام بواجباتها تجاه التطرف الديني والمذهبي وادخال شعار ان "الدين لله والوطن للجميع" وتفسير ذلك الشعار للجميع وان العراق هو الوطن والعيش المشترك للمسلم والمسيحي والايزدي والمندائي وفتح دوارات تثقيفية للمدرسين والمعلمين لكي يدرسوا الطلبة بان التطرف هو ضد الاديان وزرع روح التسامح وتقبل الرأي والرأي الاخر ورفض التعصب والتطرف بكافة انواعه وترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان وفق لوائح الامم المتحدة والتي وقع العراق عليها منذ صدورها وان المسيحيين كان لهم الدور التنويري في العهد الإسلامي حيث قام العلماء المسيحيين بدور الترجمة من الثقافة اليونانية إلى العربية عبر السريانية فكان حدثا هاماً في قيام النهضة في البلاد العربية.
من المستغرب بان هناك لجان منذ سبعة اعوام في وزارة التربية لتغيير المناهج المدرسية ولم تنجز شئ سوى بعض ما تسرب هنا وهناك عن هذه اللجان بان ارتباطها بالوزارة من الناحية الشكلية فقط ولكنها تتلقى تعليماتها من المرجعيات الدينية وان هناك جدلا كبيرا بين ما تسرب من اعتراضات من ديوان الوقف السني !! اذ ان المناهج سوف تتغير مذهبيا او طائفيا والسؤال كيف تستطيع الدولة ان توقف الحقد والكراهية والتطرف الديني عندما يدرس الطلبة التطرف المذهبي او الديني !! وبالرغم من عدم تسرب ما تم حشوه في هذه الكتب المدرسية ولكننا على ثقة تامة بعدم تدوين وعلى متن اي صفحة من صفحات جميع المناهج بان هناك المواطن المسيحي والايزدي والمندائي ، وان المسيحيين ليسوا طائفة او جالية طارئة على العراق بل هم الاصلاء واصحاب الوطن .

4
نقترح على الحكومة العراقية تخصيص نسخة واحدة من فلم "حسن ومرقص" لعادل امام وعمر الشريف لكل مدرسة ويعرض للطلبة لكي يطلع كل طالب على العلاقات المسيحية الاسلامية في العيش المشترك والوطن الواحد ، ونعتقد ان هذا لا يكلف مبالغ ضخمة من خزينة الدولة و ان المبلغ يقل كثيرا عن راتب ومخصصات وامتيازات اي نائب في البرلمان العراقي !!
 


 

free web counter