| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

السبت 25/7/ 2009



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي !
(5)

متي كلو

شاهدت
كنت في ضيافة مدير ادارة نقابة المحاسبين والمدققين العراقيين (حسين . م ) في مقر النقابة الكائنة في شارع الجمعيات بالمنصور ، وحضر الاستاذ ( ح . ر ) بوصفه نائبا للنقيب لكي يباشر عمله مساء ذلك اليوم ، وذلك تطبيقا للجدول المعد لاعضاء مجلس النقابة بالتناوب بينهم يوميا لانجاز العمل اليومي ومنها اصدار هوية النقابة ، او تجديد الاشتراك او كتاب تأييد للعضو بانه منتسب للنقابة وغيرها من الامور التي تخص العضو النقابي .
كنا نتبادل الاحاديث العامة والحالة الاقتصادية في ظل الحصار الذي كان مفروضا على العراق من قبل المجتمع الدولي انذاك بقيادة امريكا ، ومهنة المحاسب او المحاسب القانوني وضريبة الدخل والتخمين العشوائي والضرائب والبطالة التي تزداد يوما بعد اخر بين اعضاء النقابة حالهم حال جميع الشرائح العراقية وهجرة اصحاب الشهادات الى الخارج وتفشي الرشاوي في جميع مرافق الدولة ، واثناء الحديث دخل احد المراجعين من اعضاء النقابة لطرح مشكلته امام السيد نائب النقيب وهي رفض تزويده بكتاب تأييد كونه عضوا في هذه النقابة بالرغم من انه قد دفع كافة المستحقات المالية المترتبة عليه ، وعندما سأله من رفض طلبه اجاب العضو بان موظف الادارة امتنع بتزويده بمثل هذا الكتاب ، نظر الاستاذ ( ح . ر) الى مدير الادارة مستغربا وقبل ان يسأل مدير الادارة استدعى الموظف المختص ، و سأله عن هذا الاجراء ، اجاب الموظف انه اجراء سليم لان التأييد موجه الى احدى الشركات التجارية في الامارات العربية المتحدة اي خارج العراق ، وهنا امتعض الاستاذ ( ح . ر ) مستفسرا وما المانع في ذلك اذا كانت النقابة قد استوفت كافة الاجور المترتبة على العضو ! لم ينبس الموظف ببنت شفة وظل صامتا !! حيئنذ طلب الاستاذ ( ح . ر ) تنظيم كتاب التأييد فورا وجلبه لغرض التوقيع ، وبعد ان استلم المواطن طلبه موقعا شكر وخرج.
التفت الاستاذ ( ح . ر ) الينا قائلا : حصار خارجي .. وحصار داخلي .. ثم استاذن قائلا " يلا مع السلامة "

سمعت
- سوف أهاجر وأترك هذَه الظروف غير الطبيعية في البلد وارجو ان تدبر امري بالسفر الى الخارج ، قالها " محروس " لوالده.
لبى الاب رغبة ولده ، حيث عرض منزله الصغير للبيع ، بالرغم من تدني الاسعار في تلك السنة و اعطى لولده اغلب ما حصل عليه وخلال عدة اشهر كان " محروس " يفتح باب احدى مدن الاغتراب للاقامة .
وصل المحروس وخلال سنة اخبر والديه بانه عثر على " بنت الحلال " وسوف يقترن بها قريبا ، فتلقى التهاني من والده و" الهلاهل " من والدته عبر الهاتف وفي المساء وزعت ام محروس " الحامض حلو والشربت " على اهل" العكد " *.
ومرت الايام والسنين وزحفت الشيخوخة الى والديه فاتصل " ابو محروس " بولده واعلمه بان وضعه المادي لا يحسد عليه وبدأت امراض الشيخوخة تتسرب إليه رويداً رويداً.
جاءه الرد من " محروس " بان يبيع ارضه الصغيرة في مسقط رأسه ويتجه الى احدى الدول الشقيقة والانتظار لكي يرتب موضوع وصوله الى مكان اقامته .
لم يتردد الاب مرة اخرى ببيع ارضه الصغيرة وهي اخر ما تبقى له وليصل خلال اشهر مطار المدينة التي يقطنها " محروس ". ، واستقبل " محروس " ابويه ومعه زوجته وابنته التي بلغت 14 عاما وابنه الذي بلغ 12 عاما وانهارت مقلتي الوالدين انهارا من الدموع وهما يقبلان احفادهما .
استصحب المحروس والديه الى المنزل وبعد ان استمتع الوالدين بلقاء ابنهما واحفادهما قال محروس :
بدأ النعاس يتسلل الى عينكما فلا بد ان تريحان بعد مشقة السفر الطويلة وقد هيئت لكما فراشا وثيرا في "مرأب سيارتي " لان منزلي كما شاهدتم يتكون من 3 غرف فقط واحده لنا والاثنتان لكل من ابنتي وابني ومضطر من اجلكما ان اركن سيارتي امام المرأب.

قرأت
من كتاب " ذاكرة عراقية " لرفائيل بطي – الجزء الاول – دار المدى
" احب من الموضوعات الادبية والفلسفية والاجتماعية ولي غرام بالمفردات الفصيحة والاساليب البليغة واقدس الحرية الفكرية واتمرد على القديم البالي من التقاليد زاهدا في الحياة لا اتناق في مأكلي او مشربي او مجلسي ولا التذ الا بالامور الفكرية واميل الى العزلة والانفراد للتفكير او مناجاة الطبيعة او قراءة كاتب قدير او الى مجالس الحسان او اخوان الادب ورجال الفنون . اسلوب ولي الدين يكن ومفردات الرصافي وشعر بشارة الخوري لها في قلبي منزلة عالية .


*
العكد - الزقاق باللهجة العراقية الدارجة .
 


 

free web counter