| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

 

 

 

الأثنين 25/5/ 2009



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي !
(1)

متي كلو

شاهدت
كنت جالسا عند صديق يملك متجرا لبيع الهدايا والسيجائر ودخل احد الاصدقاء ايضا مع ولده الذي لا يتجاوز الحاديه عشر من عمره ليطلب " كارتون" من السيجائر المفضلة لديه ودفع سبعون دولاراّ عداّ ونقدا ثمنا لسجائره المفضلة ، وقبل ان يخرج طلب منه ولده ان يشتري له لعبة الكترونية وقع نظره عليها في المتجر ، وسأل الوالد صاحب المتجر عن سعرها فأجابه ثلاثون دولارا ، وهنا التفت الرجل الى ولده وقال له :
- لعبة بثلاثون دولارا ولا تستمر عندك اكثر من شهر ! حرام عليك .
وبنباهة الولد الذكي قال لوالده :
- ولكن " كارتون " السيجائر بسبعون دولار !! ولا يستمر اكثر من اسبوع !! اليس هذا حراما يا " بابا " !!!

سمعت
في احدى مدن الاغتراب ، الصق احد اصحاب المتاجر الصغيرة التي تسمى " Mini Market " اعلانا بارزا باللغة العربية بأن المتجر بحاجة الى عمال ، من اجل مساعدة ابناء جلدته في الحصول على فرصة عمل في متجره ، وجاءه اولهم عارضا خدماته للعمل ، فسأله صاحب المتجر بعد ان رحب به :
- ممكن اعلم ماذا كنت تعمل في بلدك !
اجابه :" اي ... اوف .. انا كنت ملكا في بلدي ولكن خطورة الظروف الداخلية اجبرتني ان اغادره مجبرا "
- اهلا بك ، وقبل ان يغادره طلب منه رقم هاتفه ليسجله في دفتر الملاحظات مع اسمه .
وجاءه شاب اخر مفتول العضلات وسأله ايضا :
- ماذا كان عملك في بلدك ! اجاب الشاب بعد ان اخرج الحسرة من اعماقه:
- آه من الزمن ، صدق انا كنت ملكا ! لولا الظروف الاقتصادية التي كانت سبب هجرتي الى هذه البلاد ، ثم ترك اسمه و رقم هاتفه عند صاحب المتجر املا ان يختاره ويتصل به .
وخلال اسبوع كان على متن دفتر الملاحظات اكثر من عشرون اسما عملوا ملوكا في اوطانهم !! فقرر ان يستغني عن الاعلان وان يبذل جهودا استثنائية مع اولاده عوضا عن احد هؤلاء الملوك !

قرأت
من " مقامات بغدادية " للفنانة سحر طه
"كل ما يحصل لك اليوم بغداد هو أضغاث احلام وكوابيس . انت باقية ، تعيشين في ثنايا الضلوع وفي الحنايا . سيبقى أهلك أوفياء مهما أساءوا لك . ستبقى بيوتك هناك ، كما هي متألقة ، متلاصقة يسند بعضها البعض مثل قلوب بيضاء نقية , تطل اسطحها على بعضها البعض ، تفتح ابوابها وتشرعها لكل مار وعابر وضيف .
سنعود ، نعود ونعيش صيفك الحار نهارا البارد ليلا ، نلتحف اللحاف وننام هانئين على سطوح بيوتنا . نتمدد، كما كنا صغارا على ظهورنا ، نتأمل نجوم سماءك ، نحاول أن نعدها ثم نتوقف مخافة أن يطفح على جلودنا الفالول * . أشتاق سماءك التي لا تشبه سماء أخرى ، ونجومك التي لا مثيل لجمالها ولمعانها "


* الفالول : هو التألول . نوع من انواع الحبوب الجلدية ، تبعا لحكاية أو أسطورة تقول بأن من يعد النجوم ، تظهر على جلده حبات التألول .


 


 

free web counter