| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 24/2/ 2010



اقسمت ان لا اقرأ لطائفي او مذهبي مهما انبطح ونطح  ..؟

متي كلو
 

"ليست الشجاعة أن تقبل الرأي الذي يعجبك، بل الشجاعة أن تتقبل الرأي الآخر" ... أحمد حسن الزيات

بالرغم من اني  انبهه بعد كل مكالمة هاتفية بان هناك فرق الوقت بيننا تقريبا ثمان ساعات   واحيانا عشرة ساعات فيعود بعدها  ليقضني  في غمرة نومي فجرا او في ساعة متأخرة من الليل ،  ولكن الصداقة  الطويلة والجميلة  في الوطن الجريح " عشرة عمر " التي تربطنا معا  لابد ان استمع اليه بكل شغف ومودة ومهما كان الوقت متاخرا او متقدما وجاءني صوته  كعادته مازحا :

والله اعلم ان الوقت غير مناسب ولكن رغما عنك تسمعني ،  ثم سألني هل تقرأ ما يكتبه فلان الفلاني  وعلان  العلاني فقاطعته  قائلا :

على مهلك يا صاحبي  ،  قطع صوتك الالاف من الاميال لتسألني  هل اقرأ  عن الفلاني والعلاني ، انا لم اقرأ لهذين  وامثالهم منذ  زمن طويل بالرغم من غزارة انتاجهما   وتنوع كتاباتهم  في الازدواجية والخضوع والانحناء والانبطاح  والانتهازية  و اتجنب  قراءة ما يهذرون به ولا يستحق احد من هؤلاء ان اهدر وقتا من اجل  جمل  وكلمات مكررة  وطروحات  عثمانية  ، وكما تعلم في الحقيقة أنني أعاني من مشكلة أرتفاع ضغط الدم  واستخدم حبتين صباحا ومثلهما مساء  فأتجنب كل ما يعكر مزاجي وصفوي وهدوئي كي لا استخدم حبة اخرى ولكن  اقرأ بشغف كل ما يكتب في المواقع والصحف بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعنصرية  واقرأ الرأي  والرأي الاخر والمناقشات الشفافة واستمتع بمقالات الكثير من الكتاب الذين اختلف معهم بالرأي ولكن تكون طروحاتهم منطقية و تدعو الى المناقشة وتقبل رأي الاخرين واستمتع بكل مقال هادئ  وانا احتسي  "  استكان الشاي المهيل "  الذي يتصف بالشفافية  واكون في  غاية الانشراح  واشعر بسعادة وبالتالي يشعر بسعادتي جميع المحيطين بي ويكون الجو العائلي لطيفا وشفافا فكيف تريد مني ان اقرأ لهؤلاء " العرضحالجية " الذين وضعوا على عقولهم عازل التفكير  اما  الفلاني والعلاني ومن في معيتهم فوصلت الى قناعة تامة بان كتاباتهم ليست الا لسان حال  بعض الصعاليك الذين كانوا في سبات عميق وفجأة وبعد احتلال العراق في نيسان 2003   برزوا  كمنظرين  لمجموعة من الاميين الذين كانوا بالامس  يصرخون  .. يا .. يعيش ...  وقاطعني صاحبي  كعادته عبر الالاف من الاميال قائلا :

-   نعم يا صاحبي ، ولكن سؤالي كيف  يستطيع  كل  واحد من هؤلاء ان يضع رأسه على مخدته ويغمض عينيه وهو يرى من يحيطه ينظر اليه  بالحزن والشفقة للمرض الذي يلازمه وهو يكتب ما يقزز الاخرون ويثير الاخرون ويكون مثار السخرية  من اقربائه  قبل الاخرين .. قاطعنه قائلا  :

-   بالرغم من ان الفلاني والعلاني على  طرفي نقيض في  كل الاراء .. قاطعني مرة اخرى  :

-   نعم ولكن يلتقيان  في تأجيج الافكار المتطرفة  وكل واحد منهم  يبحث عن مقعد مهزوز  ليتربع  على مجموعة  لا تتعدى اصابع اليد  لتصفه بالمثقف  والمنظر  والكاتب و " المؤلف "  ومنهم من كان  يمجد لجهة  ويدافع عنها دفاعا مستميتا والان انقلب عليها واخذ يسرد   من خياله   من مفارقات   باتت احيانا مثيرة  للاستغراب  واحيانا اخرى مثيرة للسخرية ، ليس لسبب سوى انه تبخر حلمه بان  يخصص له مقعدا  واي مقعد  يبرز " هيبته "  ويكون اسمه  مع اول  القابعين واول التابعين .. قاطعته مرة اخرى :

-    ان هؤلاء حالهم حال الصحف الصفراء  التي يسودها قلة الاخلاق في التعاطي مع مشاعر الناس والتي تغلب  في ما يكتبون لغة التحريض  ,والمليئة بالقدح والذم والافتقار الى المصداقية والميل الى المبالغة وكتابة التاريخ المحرف والكاذب  وتهميش الرأي الاخر وغرقهم حتى اذانهم في الطائفية والمذهبية وترويج الفتنة بين الشعب الواحد لان اقلامهم  من طباعهم  في التشهير  في هذا الزمن الرديء سياسيا وثقافيا بعيدا عن الكلمة الرصينة والمغروسة في الجذور الاصيلة  .  

اسمح لي ان اروي عن  كاتب  له  "كتب" والمقالات والمحاضرات  والمقابلات " المدفوعة الاجر "  هنا وهناك وكلها كانت تمجد كيان معين وكان  طموحه بان  يخصص له مقعدا  قياديا في  التشكيلة...   ولكن الكيان وجد باخر اكثر منه اتزانا وعقلانية وهدوءا  فانقلب هذا الكاتب  على الكيان  واخذ يكيل التهم  جزافا .

 ربما استطاع " البعض " في فترة من الزمن ان  يستقطب  " البعض "  ولكن سرعان  ما انكشفت نواياهم  واخذت تتساقط اوراقهم  كتساقط اوراق الخريف  واخذت الايام تكشف  نواياهم الشخصية  وهم الان في النزع الاخير  لتسقط الورقة الاخيرة  وتظهر عورتهم  واقنعتهم  التي  صنعها لهم  الاخرون !! وانهم كالبالونات  ممتلئون   بالهواء وعلى شفا الانفجار لأدنى لمسة او وخزة دبوس  . ولهذا قررت  واقسمت ان لا اقرأ لاي طائفي او مذهبي  من امثال هؤلاء  مهما انبطح  ونطح .


 


 

free web counter