| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 24/3/ 2010



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي
(14)

متي كلو

شاهدت
من خلال الصداقة التي تربطه مع الهيئة الادارية لمؤسسة اجتماعية تم الطلب منه باصدار مجلة فصلية ثقافية اجتماعية تاريخية واعطيت له كل الصلاحيات لاصدارها كرئيس تحريرها طوعيا ، شمر عن ساعدية بالرغم من ظروفه الصحية رغبة منه في خدمة ابناء الجالية وابراز شأنها واظهار ذلك عن طريق مطبوع فصلي في المغترب ، واتصل باصدقائه ومعارفه من الكتاب والمثقفين لرفد المجلة بما تجود بها اقلامهم من مواضيع تفيد ابناء الجالية كما استعان باستاذ قدير يحرر يعض الصفحات باللغة الانكليزية ليستفاد منها الشباب الذي يجهلون اللغة العربية ، وبالرغم من انها كانت تأخذ من وقته الكثير ومن جهده الاكثر ولكن كان يعتبر ذلك واجب عليه لخدمة ابناء جاليته وكان يبذل قصارى جهده و يتنقل بين المطبعة والمعلنين من اجل ان تغطي المجلة كلفتها بدون الاستعانة بمالية المؤسسة واحيانا كان الدعم المادي يفوق كلفة المجلة .
استمرت في الصدور في مواعيدها المقررة لاكثر من اربع سنوات ، واصبح لها كتابها الدائميون وقراء يستفسرون عنها من الداخل والخارج ونمت كالنبتة لتصبح شجرة وافرة الاغصان وبدأت تتطور بسرعة بين عدد واخر اخراجا وتبويبا وتحديثا وتميز كتاباتها واصبحت لها ابواب خاصة دائمية لها قراءها .
بعد اربع سنوات استحدث تقليد جديد في المؤسسة وهو تكريم الهيئة الادارية السابقة عند استلام الهيئة الجديدة اعمالها واقيمت احتفالية بسيطة من اجل ذلك ، وتم تكريم اعضاء الهيئة الادارية باجمعهم بالرغم من ان بعضهم لم يحضر اجتماعات الهيئة سوى الاجتماع الاول ولم يقدم اي خدمة تذكر للمؤسسة كما كرم احدهم من خارج الهيئة الادارية لامور شخصية . .
استغرب رئيس التحرير من تهميشه في هذه الاحتفالية وانسحب بهدوء بدون ان ينبس بنبت شفة لاحد ، وعندما حان موعد صدور العدد الجديد اتصل به رئيس الهيئة الادارية مستفسرا اجابه :
- اعتقد ان الكلمة والثقافة لا تساوي شيئا في قاموس هذه المؤسسة .. واعتقد ان الثقافة لا تهم القائمون على شؤون المؤسسة .
اجابه رئيس الهية الادارية :هناك من يقوم بديمومة اصدارها بمواعيدها .
ومنذ 2005 والى يومنا هذا لم تستطيع الهيئة الادارية السابقة او اللاحقة بكل اعضائها ان تصدر صفحة واحدة ، لان لا احد من هؤلاء مكترث للهم الثقافي وبارعون في القيل والقال .

سمعت
احرز معدلا عاليا في الامتحانات الثانوية وبالرغم من قبوله في عدة اقسام من الجامعة ولكن كانت الهندسة المعمارية اختياره ليحقق طموحه بان يتخرج مهندسا معماريا ويفتح له مكتبا ، فاختار ذلك ، وتخرج من الجامعة بالامتياز ليستمر في الدراسة ويحصل على الماجستير وليحصل مقعدا مع التدريسيين في نفس القسم ، واصبح من الاساتذة المرموقين في الجامعة وقبل ان يبلغ منتصف العقد الثالث قدم استقالته وليكون له مكتبا معماريا في وسط المدينة واصبح لاسم مكتبه شهرة واسعة في العاصمة والمحافظات وعندما كان مكتبه يدخل في اي منافسة فكان يحصل على افضل تصميما معماريا ، في هذا الكم الهائل من العمل والشهرة نسى نفسه بانه مازال اعزبا ولا بد ان يكمل نصف دينه ولابد ان يستجيب الى رجاء والدته بان يبحث عن بنت الحلال لكي ترى اولاده وهو الوحيد لها بعدما فقدت والده في حادث مؤسف .
في هذه الاثناء تعرف على اعلامية ووجه تلفزيوني فكانت ضالته وعندما اخبر امه بذلك طارت من سعادتها ، وشجعته بالاقتران بها ، وتم خطبتهما في حفل بهيج ضم الاهل والاصدقاء ، واستمرت هذه الخطبة اكثر من ستة شهور ولابد ان يحدد يوم الزفاف في فرح كبير ، واخذ امه الى دار خطيبته ليتفقا على الموعد وترتيب ما يلزم " لليلة الكبيرة "
سألت الام والدي الفتاة سوف يكون الحفل كما ترغبان ونحن علينا التنفيذ لان لا شئ يساوي العش الذي يجمع ولدي وابنتكم ، تملل الاب في جلسته وقال لاشئ سوى ان يجهز بيتا مستقلا قبل اتمام الزواج ، قال المهندس ، كما تعلم يا " عمي " ان بيتنا كبير فارجو التوضيح ! اجاب الوالد بحضور زوجته وابنته ، اقصد ان يكون الدار مستقلا وانت ما شاء الله عليك في وضع ميسور فتستطيع ان تشتري دارا صغيرة للوالدة ...
نظر الى خطيبته وطلب رأيها فكان ردها كما طلب الاب ، وايدت امها ما طلب الاب وابنته .
نهض وطلب من امه كذلك وقال مخاطبا الفتاة قبل ان يغادر المكان :
كل ما قدمته لك هو هدية ولكن لن اتخلى عن العيش في كنف من كانت لي الام والاب والاخ والاخت في حياتي .

قرأت
ذكريات بغدادية - موسى الشابندر - دار رياض الريس للكتب والنشر- لندن - قبرص
"لوالدتي في قلبي أجمل الذكريات واطيبها ولها ، في اعماق روحي حزن لا يزول وحرقة لن تنطفئ ما دمت حيا وفي هذه الدقيقة وانا اكتب هذه الكلمات يخفق قلبي الما وتدمع عيناي وتتطلب روحي اللقاء بها . وقد مرت اكثر من ثلاثين سنة على وفاتها .اكون كاذبا لو قلت انني احببت أحدا من البشر كما احببت امي أو انني شعرت نحو أحد من البشر بمثل العطف والحنان اللذين كنت اشعر بهما نحوها .. أو انني ذقت يوما مرارة مثل التي ذقتها بسبب وفاتها .... "




 


 

free web counter