| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

 

 

 

 

الأربعاء 20/2/ 2008

 

المسطر

متي كلو

جائني صوته عبر الاثير :
هل تتذكر " المسطر " !!
اجبته مندهشا :" المسطر " ! !!
قال : نعم .
قلت : هناك اكثر من معنى لكلمة " المسطر "
وهنا اجابني : احقا هناك اكثر من معنى !!
اجبته نعم يا صاحبي ، ان المعنى الاول
- هو التعداد للمسجونين السياسيين في سجن ابي غريب ويتم صباحا ومساء من قبل حراس السجن او من قبل عملاء السلطة من المسجونين و من داخل السجن نفسه.
- والثاني !
- كل البغداديون يعرفون " المسطر " في ساحة الطيران ، ويقصد به مكان تجمع العمال الذين يبحثون عن فرصة عمل ، واغلب هؤلاء هم من العمال غير المهنيين وكما يسمونهم " البغادلة : بـ " العمالة " ! حيث يتدفقون الى هذه الساحة منذ الصباح الباكر بانتظار فرصة عمل ليوم او اكثر من اجل كسب لقمة عيش نظيفة لعائلاتهم وعندما يصل احد هؤلاء الذين يحتاجون الى عامل او مجموعة عمال لكي " يحمل الطابوك " لبناء بيت او نقل " الزميج " لتسوية حديقة ، او اي عمل بدون خبرة مهنية.
اجابني : نعم واروي لك هذه " السالفة " :
- في احد الايام جاء احد " البغادلة " واوقف سيارته في ساحة " الطيران " ونزل منها ليتمعن بوجوه الموجودين باحثا عن احد العمال الذين سبق وان عمل معه ، وتجمع عدد كبير حوله من " العمالة " عسى ان يفوز احدهم بفرصة عمل لذلك اليوم ، وفي هذه الاثناء تقدم (محمدين) احد الاشقاء المصريين الذين كانوا (ضيوفنا) في سنوات الحرب العراقية الايرانية ومضى على وجوده في بغداد بضعة ايام وقد عمل بنصيحة ابن خالته (حسنين) بان لا يقول لا اعرف بل اعرف كل شئ وسال :
- عايز خدمة يا بيه !
فاجابه البغدادي : اني ابحث عن واحد كردي و...
وقاطعه (ضيفنا) على الفور مبتسما :
- انا اشتغلت ثلاث سنوات (كردي) يا سيادة اللوا !!
قهقهت من اعماقي وسالته ولماذا خطرت بذهنك " المسطر " وهذه " السالفة " !
قال : تذكرت هذه السالفة وهذا " الجدع " الذي يعرف كل شئ !! وانا اشاهد هذا الكم الهائل من " الكتاب " باسمائهم وصورهم في المواقع العنكبوتية التي امتلئت بهم ساحات الشبكة وانت تقرأ لمن يطلق على نفسه " الكاتب " على ما يكتبه وبما يسميها بالمقالة او النص الادبي واحيانا يكتب المقدمة والمؤخرة ويسميها بحثا او دراسة ! وفي مختلف المواضيع وربما بعدة اجزاء وبمقدمة ليس لها علاقة بالعنوان ! واالاخر يكتب عن القومية واسسها ومتى ظهرت ومتى انشطرت وعلاقتها بالحصة التموينية ! ولكن لا يعرف شيئا عن ساطع الحصري او عبدالرحمن عزام ! او يكتب عن المنطق وعلاقته بالفلسفة " الجاجيكية " ومدى علاقة العولمة بشربت الحاج زبالة وتاثير منطقة الحيدرخانة على نكهة هذا الشربت وهو لا يعرف اين تقع الحيدرخانة ! والاخر يشكر الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا على ادخال الديمقراطية والحرية الى ارض العراق! وهو لا يعرف هؤلاء الا عن طريق الدولار والباون

والاخر يكتب عن تاثير باجة " ابن طوبال " و " الحاتي " على الطائفية والمذهبية ويصفهما بالخنجر المسموم الذي يطعن عراقنا ولكن كل احاديثه مع الطائفية والمذهبية الى حد النخاع !! واحدهم يكتب عن ماساة تلعفر وعلاقتها بغلق مقهى " الزهاوي" وهو لا يعرف طريق المقهى !! واحدهم يكتب عن تاخير انتخاب رئيس جمهورية لبنان وتاثيرها على طبقة الاوزون ! والاخر يكتب رسالة الى " السيد الرئيس " يطلب فيها تدريس مقالاته لطلبة الدراسات العليا في جامعة بغداد !! ولا ينسى الاخر ان يصف عبدالكريم قاسم بالزعيم (الخالد الذكر) وبعدها يذرف دموع غزيرة على العهد الملكي !! ثم يكتب بالم وقشعريرة عن جرائم النظام السابق ثم يطالب باطلاق سراح من شارك بجرائم ذلك النظام !! اما الاخر فانه يدغدغ ويغازل التجربة الكردستانية في العراق لربما يحصل على دعوة مجانية مع اقامة في فندق خمس نجوم (واكل شارب نايم مع مصرف جيب) لمشاهدة تلك التجربة ، والاخر يهدد من يقف حجر عثرة بافكاره التي تعب وجاهد في سبيلها وقضى زهرة شبابه في معتقلات صدام حسين ! عفوا متسكعا في سوق مريدي !! و..
قاطعت صاحبي قائلا : ولماذ تستغرب ! الم نتفق بانه الزمن الردئ !
اجابني : ولا تنسى بان هؤلاء " العرضحالجية " يسطون على افكار واسطر وجمل في كتابات الاخرين !! ولا يفرق الكثير منهم بين الذاء والزاء وعندما تقارن بين حديثه وبين الذي يكتبه تشعر بالغثيان من جراء غبائه .
هذه النماذج الفريدة للزمن الردئ اخذت تسرق عبر الشبكة العنكبوتية واصبحت تكتب كما هائلا من " الشخبط شخابيط – مع الاعتذار لنانسي عجرم" وتوزعها عبر البريد الالكتروني مذيلة باسمائها الكريمة و" صور ببوزات " وجدولا طويلا من المصادر لتاكيد " مصداقية " البحث والتنقيب " وهم لا يملكون مصدرا واحد من تلك المصادر !
وقاطعته :ولماذا الاستغراب ! كما هناك لصوص المال ، كذلك هناك لصوص الكلمة .
قال : نعم والكارثة ان لا احد منهم يرى ان نسبة التقييم على " مقالاته " لا يتعدى اكثر من 20 او 25 بالمائة و ربما 14 ؟؟
- الووو .. الووو ..
الظاهر بطاقة التلفون " انكضت "

 

Counters