| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

السبت 19/6/ 2010



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي
(18)

متي كلو

شاهدت
كنا لا نفترق سواء في المدرسة حيث كان يجمعنا صفا واحد او عندما كنا نذهب معا الى الحديقة العامة في المدينة من اجل المطالعة ، وكثير من الاحيان كنا نتسكع في امسيات شوارع المدينة حالنا حال شباب مرحلة الثانويات في ذلك الزمن الجميل ، وتسكعنا لم يكن يخلو الحديث في احلام الصبا والدراسة والانتقال الى مرحلة الجامعة ، ولكن صديقنا كان لابد ان يحضر الى الكنيسة مساء كل احد بعد ان نفترق عند باب الكنيسة انا وصديقنا الاخر نذهب الى مساكننا وهو يدخل الى الكنيسة ، وكان لا يستطيع التخلف عن ذلك لاي سبب من الاسباب لان والديه سوف يغضبان عليه ان لم يحضر طقوس الكنيسة ليوم الاحد ، وفي احد الايام وقبل ان نفترق من طقوس جولتنا قال لنا انتظراني خمسة دقائق فقط وانتظرناه خارج سور الكنيسة ورجع وقال لنكمل الجولة ! استغربنا منه وسالناه والاهل ّ!! اجابنا علمت من هو الكاهن وعندما يسالني احد الوالدين سوف اقول لهم اني كنت حاضرا والدليل كان الكاهن الفلاني يقوم بطقوس الصلوات لذلك اليوم لاني دائما اجلس في اخر المقاعد .
واصبحنا كل احد يتركنا امام باب الكنيسة ليتفقد من يقوم من الكهنة باداة الصلوات لذلك اليوم وعندما يرجع الى المنزل و يساله احد والديه عن اسم الكاهن فيجيب فورا ويبتهجان الوالدين بان ولدهم يحضر الصلوات ويباركان هذا الحضور .
في احد ايام الاحد وكان الازدحام شديدا في الكنيسية بسبب احدى المناسبات الدينية ولكنه تاخر اكثر من المعتاد وعندما خرج استفسرنا منه عن هذا التاخير ، اجابنا ان الازدحام كان شديدا ولم استطيع ان ارى الكاهن وتاخرت لكي استمع الى صوت الكاهن لاميزه عن الاخرين ..
في صباح اليوم التالي وعندما التقينا في المدرسة شاهدناه ضجرا ..!
سالناه ما سبب ضجره !! قال هو ويبتسم هل تعلمان بان اهلي سخروا مني لان الكاهن الذي ذكرت اسمه قد غادر المدينة قبل 3 ايام في اجازة وان الذي سمعت صوته هو صوت كاهن اخر ويشبه صوته !! وقال لي ان والديه قررا ان يصحبهم مساء كل يوم الاحد دخولا وخروجا !!

سمعت
بعد الانتهاء من المؤتمر المهني للجمعيات والنقابات بلغ مسؤول النشاط الاجماعي في احدى الجمعيات بتنظيم حفل عشاء لجميع المشاركين في المؤتمر وضيوفهم في حديقة جمعية ... وسوف يحضر الحفل احدى الشخصيات البارزة في الدولة .
اتصل مسؤول النشاط بالاخرين لمساعدته في انجاح حفل العشاء واجتمع معهم واتفقوا ان تكون الوجبة الرئيسية " القوزي العراقي " اي " الخروف المحشي " باللوز و الكشمش والمطيبات لان هناك وفود عربية مدعوة لهذا الحفل و ولا بد ان تكون المائدة عراقية مائة في المائة ، وتم الاتصال باحد محلات تجهيز " القوازي " في منطقة " الكرادة خارج " وطلب منه تجهيز 25 خروف محشي في اليوم المقرر وان تصل الوجبة قبل نصف ساعة من موعد العشاء ليكون " المحشي " ساخنا !! مع اكلات اخرى عراقية ومنها " كبة موصل والبورك وبتيتة جاب ". مع سلاطة الموسم !!
وصلت " الصواني " في الوقت المحدد وتم توزيعها على الطاولات المعدة لهذا الغرض وقبل ان يتم اعلام الشخصية البارزة بالتفضل مع ضيوفه للعشاء جاء مرافق الشخصية البارزة وهمس في اذن مسؤول النشاط الاجتماعي قائلا له :
- " عمي " يسلم عليك " لابلاغ عمال الخدمة بوضع " قوزي كامل " في السيارة !
اجابه : حاضر .
ثم اكمل قائلا ولا تنسى للاحتفاض بقوزي اخر في مكان " امين " لعائلتي وسوف ارجع اليه بعد ان ارافق عمي الى البيت ، فاجابه مسؤول النشاط : حاضر . ثم نادى على عمال الخدمة لوضع القوزي في صندوق سيارة الشخصية البارزة واكمل المرافق : ولا تزعل عمي عليك ! وانت تعلم عندما يزعل عمي !
اجابه مسؤول النشاط الاجتماعي : اهم شئ انك لا تزعل !!! وتمتم بينه وبين نفسه " الله يبعدنا عن زعلك وزعل عمك "

قرأت
من كتاب " التأوم المفقود" – سليم مطر – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – الطبعة الاولى 2001.
"يقول شيخي الحكيم ن مثلما للافراد ارادة ، كذلك للجماعة او الشعب ارادة عليا مشتركة ، يصنعهما التاريخ والعقيدة . اذا كانت ارادة الفرد تكمن في عقله وضميره ،فان ارادة الجماعة تكمن في حكامها وحكمائها . اية جماعة لن تحيا وتزدهر ما دام عقلاؤها لا يمتلكون ارادة الحياة وحرارة الامل ،وما دام الياس والكذب والتحاسد ينخر في دواخلهم مثل السرطان في خلايا الجسد .."

 


 

free web counter