| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

الخميس 15/10/ 2009



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي !
(9)

متي كلو

شاهدت
كنت مسؤولا عن احد المجمعات التجارية للقطاع العام في " محلة الجوادر " في مدينة الثورة ببغداد ، واتصل بي معاون المدير العام التسويقي ليبلغني بان المجمع يجب ان تبقى ابوابه مفتوحة لاستقبال المواد المستوردة عن طريق محطة قطار الشالجية ، لعدم استيعاب مخازن الكمارك للكميات الهائلة التي وصلت فجأة " كثيرا ما كان يحدث بدون تخطيط " من البصرة وسوف تصل تباعا الى المخازن والمجمعات التجارية لكافة المنشآت فطلبت منه تهيئة كادر اضافي من العمال " العتالة " من اجل انجاز العمل بسرعة ، فأجابني هناك اوامر عليا بعدم الاستعانة بغير الكادر المتوفر على الملاك الدائم وهناك حوافز مادية لجميع الذين يساهمون بهذه الحملة وبعد الظهر اخذت تصل تباعا شاحنات محملة بالمواد .

وفي حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جاءني المعاون التسويقي ومدير المجمعات و مدير التسويق وهم في وضع لا يحسد عليه من احتساء الخمرة ، وشاهدوا ان العمل جاري على قدم وساق في تفريغ الشاحنات وترتيب المواد وجهود كبيرة يبذلها هؤلاء العمال وكثرة العرق الذي يتصبب من اجسادهم ، وسألني " المعاون التسويقي " هل هناك معوقات فأجبته كما ترى ان التعب اصاب الجميع ولابد ان يتم تأجيل الشاحنات المتبقة الى صباح اليوم التالي ، فأجابني على الفور وبكلمات متقطعة هو يترنح بين زميليه :
- ان التوجهات من جهات عليا بإستلام كافة الشاحنات هذا اليوم واود اعلامك بأننا تركنا السيد المدير العام في النادي مع السيد رئيس المؤسسة وربما يزوركم في اي لحظة وكرر بأن " الاكراميات " لجميع المساهمين والعقوبات لمن يتلكأ في العمل .

في اليوم التالي صدر امرا اداريا وعلى متنه ما يلي :
استنادا الى الصلاحية المخولة لنا وللجهود المبذولة للسادة المدرجة اسمائهم ادناه تقرر منح مكافاة قدرها مائة وخمسون دينار لكل منهم مع منحهم علاوة اضافية اعتبارا من تاريخه :
1 - معاون المدير العام للتسويق ...
2– مدير المجمعات السيد ...
3 – مدير التسويق السيد ...

وكل الذين كانوا " معزومين " و " سهرانين " في النادي مع السيد رئيس المؤسسة والمدير العام.والذين اشرفوا على مائدة السيد رئيس المؤسسة والمدير العام العامرة فقط .

سمعت
في جلسة ضمت عدد لا بأس به من الاصدقاء تكلم احدهم عن الاغتراب والمحبة وما يجب عمله من اجل التكاتف في الغربة وما يجب ان يقدمه كل واحد تجاه الاخر ، واستغرق حوالي عشرة دقائق والكل مستمعون اليه بأذان صاغية و بشغف لما يحمل كلامه من المعاني السامية التي يجب ان يتحلى بها الانسان في المغتربات ، بعدها قال احدهم : اود ان اضيف على ما قاله الاستاذ ... وانتهت الاضافة بعد عدة دقائق وبعدها استرسل بموضوع اخر ، و انتهى منه بعد دقائق حيث بدأ بموضوع ثالث لا يمت بأي صلة الى ما قبله ولا على الاضافة ثم اخذ قسطا من الراحة ليضيف موضوعا رابعا ، واستغرقت اضافاته اكثر من ساعة وكل اضافة تختلف عن الاضافة التي قبلها ، ، وبدأ الملل يتسرب الى الاخرين .

خرجت قبل الاضافات الجديدة ، وانا اتذكر ما حدثنا به احد اساتذة الاجتماع قبل اكثر من خمسة عقود :
لا تأخذ دفة الحديث وحدك ، ولا تكون الشخص المتحدث الوحيد في اي جلسة ، واسمح للاخر بأن يدلو بدوله في الحديث ، واستمع الى اراء غيرك ، وتقبل اراء الاخر بكل شفافية ، ولا تقاطع حديث الاخرين وارائهم ولتكون اضافاتك مختصرة لكي لا يصيب الملل الاخرين او التمطي والتثاوب .

قرأت
من " مرثية الفتى السماوي - كتاب الاحزان " حيدر حيدر (
ورد للطباعة والنشر- سورية 2005 ).
" اذا رأيت المغنى الجوال حاملا قيثارته افسح له مجالا في الدروب لينشد أغنية الوداع للزمن الافل .
المغنى الجوال في عجلة من أمره . لأن الوقت ضيق لا يتسع له .

تقول الأغنية بأن الرجال الانقياء يولدون مصادفة في الزمان الخطأ ويرحلون في الفجر . كنقطة دم ، ثم يومضون في الليل كشهاب على عتاب البحر .

 


 

free web counter