| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 15/1/ 2010



شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي !
(12)

متي كلو

شاهدت
" ابو رنا " صديق وزميل الوظيفة ، عملنا معا اكثر من عشرين عاما وعملنا في عدة لجان سواء داخل الشركة في بغداد او في الفروع المنتشرة في كافة المحافظات ، وخلال هذه السنوات اعيرت خدماته الى جامعة الدول العربية عندما كان مقرها في تونس ، سافر ولم تنقطع اخباره عني . بعد انتهاء الاعارة لمدة اربع سنوات عاد الى بغداد صديقا ومديرا زميلا في احد اقسام الشركة ، وجمعتنا مرة ثانية لجان متعددة وصداقة داخل الوظيفة وخارجها ، وبعد حرب الخليج الاولى تأزم الوضع الاقتصادي للمواطنين فقررت ان اقدم طلبا لاحالتي على التقاعد لكي اتفرغ لشؤوني التجارية الخاصة ، وقد سبقني صاحبي ببضعة اشهر ليعمل في احد المكاتب التجارية للاستراد ولم تنقطع الاتصالات بيننا بين وقت واخر . وبعد حرب الخليج الثانية وبدء الحصار الاقتصادي من قبل امريكا وحلفائها وسوء الحالة الاقتصادية وبدء " الانفلات الامني " في اليلاد ، قررت ان اغادر الوطن مغتربا ، وقبل سفري بيوم واحد ذهبت الى صديق السنوات الجميلة " ابو رنا " لكي اودعه ، ذهبت الى مكتبه في ساحة الطيران وخرجنا معا في ذلك المساء الربيعي وتجولنا في ازقة منطقة " الاورفلية " و " الباب الشرقي " مرورا بشارع ابي نؤاس الذي كان قد فقد الكثير من رونقه و جماله وطقوسه ونكهته البغدادية واقفر من رواده ونحن نتجاذب اطراف الحديث عن الغربة ، حدثني عن قساوة الغربة التي عاشها بالرغم من توفر الامان والعيش الرغيد ونظر الي نظرة الاخ الى اخيه ونظرة الصديق الى صديق العمر وقال :
- انظر يا صاحبي الى جدول الماء الاسن الذي يجري في هذا الزقاق ، انك سوف تشتاق اليه وانت في قمة سعادتك في الغربة مهما طالت الايام والاشهر والسنون .
غادرت الوطن وتنقلت بين مطارات و محطات الغربة لاكثر من سنة ونصف الى ان استقر المقام في هذه القارة ، وكما قال صاحبي مرت الايام والشهور والسنون وبالرغم من الملاذ الامن والعيش الرغيد و بعد خمسة عشر عاما رفعت سماعة الهاتف لكي ابلغه بأني اشتقت الى ذلك الجدول والى كل شبر من بلدي الجريح وكذلك لم انسى قول الشاعر" بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان جاروا علي كرام " ولكن لم انسى ايضا اني في بلد قدم لي كل ما لم يقدمه اي نظام في بلدي !!

سمعت
اتصل بأحد اصدقائه من الشباب في احدى الدول الاسكندنافية الذي يشرف على موقع الكتروني واستفسر منه مستغربا بعدم اجراء لقاء او حوار مع شخصية كان لها حضورها المتميز في الوطن ومضى على وجوده اكثر من سنة في مدينته الاغترابية .. قاطعه قائلا : لا اعتقد ان هناك شخصية مميزة ولا ارغب باللقاء او الحوار معه ، وعندما ذكر اسمه ، اجاب قائلا ، نعم عندما كان في وطننا كان شخصية مميزة وله بصمة في الحقل الذي تميز فيه وما زال اسمه يذكر في اروقة ذلك الحقل ، ولكن يا صاحبي ان هذا الرجل قد اساء الي سمعته بعد فترة وجيزة منذ وصوله الى هذه المدينة قبل ان يسئء الى سمعة بلده ولا اريد ان اطيل عليك الحديث حوله ، بل اود ان اعلمك بانه قد تحايل على البنوك وباسماء مختلفة من اجل قروض شخصية وعلى شركات التأمين اكثر من مرة واصبح حديث الناس وبشكل يعترينا الخجل من ذلك وانت كما تعرفني بان موقعي الالكتروني له المصداقية في نقل الحقيقة لقرائه وما زال محافظا على سمعته الطيبة بين اعضائه واصدقائه والداعمين له ، وهل يرضيك بان اكون منافقا وابتعد عن الحقيقة ! هل يكفي هذا يا سيدي ام تريد المزيد وبالتفصيل الممل ! قاطعه .. كفى لا اريد المزيد ولكن لابد ان اقول مع الاسف !

قرأت
من كتاب " مدن ورجال ومتاهات "
لعبد الوهاب البياتي – دار الكنوز الادبية .
" في العالم الثالث بالذات لم تعد الأوطان توفر اي طقس او مناخ روحي ومادي للمثقف والكاتب ولهذا فانه يظل يعض قيده وينقر قضبان قفصه حتى يموت او يحاول استبدال القيود بالقيود والمنافي بالمنافي حتى يموت ويكتشف الانسان وهو ينفي نفسه او ينفي انه مقبل على ربيع الانسان ولكنه يكتشف بعد وهلة انه وقع في منفى جديد لا يقل قسوة عن منفاه السابق " .
 
 


 

free web counter