| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

السبت 14/8/ 2010



برطلة والكويت وما بينهما

متي كلو

1
بعد دخول النظام العراقي السابق الى الكويت والاعلان عن ضمها الى العراق كمحافظة رقم 19 وبعد ان نهبت وزاراتها ومؤسساتها ومراكزها التجارية ومؤسساتها الخدمية ، تم ارسال لجان من اغلب الوزارات لبيان ما تحتاجه كل وزارة من " الكويت " وكان من نصيب صديق عزيز يشغل منصب مدير عام ومستشار ان يرأس لجنة مشتركة لعدة وزارات وكان يضم عدد من الخبراء والاختصاصيين في مجال التجارة والصناعة والمال وتقديم تقرير مفصل " وبعد مكوث اكثر من اسبوع عاد الصديق ولجنته وقدم تقريرا بتفاصيل الزيارة وجاء على متن التقرير ، بما ان الكويت اصبحت محافظة عراقية فتبقى المصانع كما هي من ناحية الجدوى الاقتصادية لان المواطنين في المحافظة بحاجة الى هذه المصانع لاستمراريتها في العمل سواء في توفير فرص العمل والجانب الثاني ان المحافظة بحاجة الى منتوجات هذه المصانع واما في حالة نقلها الى المحافظات الاخرى فتترتب كلف عالية اضافة بان هناك مصانع في العراق تفوقها جودة اما اذا كانت النية الانسحاب من الكويت فهذا شان اخر ، وتلقى الصديق العزيز بعد التقرير اقسى انواع العقوبات الادارية لذكره على متن التقرير كلمة “الانسحاب” وحمد الله وشكره بان العقوبة كانت ادارية و ليست اعتقالية ويعتقد بان السبب لان الصديق شخصية اختصاصية مرموقة ويشهد له بالمثابرة والاخلاص وتمسكه القيم والمبادئ طوال حياته الوظيفية ومازال .

2
بعد الانفجارات والقتل الذي طال المسيحيين في محافظة نينوى وخاصة في سهل نينوى ومازال يعصف بالعشرات بين حين واخر وبعد ان اصبح الذهاب الى مدينة الموصل كالذهاب الى المصير المجهول وهناك المئات يغادرون منازلهم في بلدات سهل نينوى للعمل في المدينة كموظفين وعمال واصحاب المهن الحرة والطلبة الجامعيين ولكن في الفترة الاخيرة قرر اغلبهم عدم المخاطرة بارواحهم والتغيب عن الدوام سواء كانت الوظيفة او الجامعة ، كما قررت نخبة من ابناء هذا السهل وضع هذه المأساة على طاولة المسؤولين الادرايين في المحافظة ووضعوا على طاولتهم ما يحدث لابناء هذا السهل المترامي الاطراف ، فقرر المسؤولون الاداريون تخصيص مساحة من الارض في برطلة يشيد عليها مصنعا لالبسة الاطفال لكي يعمل فيها ابناء هذا السهل وخاصة العاملات اللواتي يعملن في معمل "ولدي" في مدينة الموصل لان النسبة الكبيرة من عاملات المعمل هن من بلدات سهل نينوى وخاصة برطلة وقرة قوش وبعشيقة وبحزاني ، فتنفس اهالي العاملات الصعداء بهذا القرار الحكيم وخاصة في هذا الوقت من الانفلات الامني علاوة الى دخول الصناعة المتطورة والمصانع المنتجة الى المدن الصغيرة ، وبدأ بتشييد هذا المعمل ووصلت عملية التشييد مراحله الاخيرة ولكن !! فجأة والعراق الجريح اصبح وطن المفاجآت!! حيث حضرت ثلة من احد الاحزاب السياسية وامرت بوقف العمل بهذا المشروع وعندما سؤل عن السبب لم يبطل العجب ومازال العجب قائما !!
ان السبب يا سادة يا كرام بان برطلة وما فيها من اراضي وسكان وتاريخ وجغرافية وما جاورها من بلدات يدخل تحت المصطلح الجديد في العراق الجديد والزمن الجديد وهو "المتنازع عليها " !!!! نعم توقف المشروع لهذا السبب !! ونوجه سؤالنا الاول الى تلك الثلة التي اوقفت العمل ، اذا كانت هذه الاراضي سوف تضم الى "كردستان الكبرى" فما هو الضرر ان ينتقل المصنع الى " الكبرى " واذا لم تضم فما هو الضرر بان يعمل هؤلاء في بلدتهم وبعيدا عن "النيران الصديقة" التي اصبح اهل سهل نينوى حيارى بمصيرهم واحتاروا في التمييز بين اجندة “الحدباء” و”المتآخية” ، اما سؤالنا الثاني نوجهه الى الذين ينتمون الى الكيانات السياسية او المتحالفين مع المشاريع السياسية في هذا السهل ونقول اين انتم مما حدث ولماذا لم يطالب احد باحقية المشروع لابناء هذه البلدات، واين اصواتهم ومظاهراتهم ! ام صمتوا خوفا من قطع "الارزاق" .

3
تحية الى صديق الصبا والشباب الذي مازال في بغداد عاشقا لبغداد والعراق ولم يهاب سوى الحقيقة وراحة الضمير وكتب برؤية صادقة بدون تزييف او تملق لكي ينال مكرمة او وساما والاسف كل الاسف بان "الوجهاء" في سهل نينوى فضلوا الصمت عن الحقيقه ومواجهتها ... ولكن الى متى !!.

 


 

free web counter