| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

 

 

 

الجمعة 10/10/ 2008

 

هوب .. هوب طسة * .. ومال الحكومة

متي كلو
Sabti_kallo@hotmail.com

(
مساحة الحقيقة صغيرة ومساحة الخطيئة شاسعة )
                                                    هنري برجسون

1
بعد قيام النظام الجمهوري في العراق سنة 1958 شرعت حكومة الراحل عبد الكريم قاسم قانونا جديدا للاحزاب والجمعيات ، ووفق هذا القانون قدمت الكثير من الجمعيات ومنها الاحزاب السياسية طلبا ت للعمل العلني بعد ان كانت تعمل بالسر قبل ثورة تموز 1958 ومن هذه الاحزاب ، الحزب الشيوعي العراقي ، حيث قدم زكي خيري ورفاقه طلبا بتأسيس ( الحزب الشيوعي العراقي ) الذي كان من ضمن جبهة الأتحاد الوطني قبل الثورة وفي نفس الوقت قدم داود الصائغ طلبا اخر وايضا باسم ( الحزب الشيوعي العراقي ) وكانت المفاجاة ان حكومة قاسم اجازت لداود الصائغ العمل ورُفض طلب زكي خيري ( الحزب الشيوعي الرئيسي) وبعد عدة اسابيع اتصل داود الصائغ بالحاكم العسكري العام آنذاك ( احمد صالح العبدي ) طالبا النجدة وذلك بسبب تجمع الشيوعيون قرب مقر حزب الصائغ والهتاف ضد حزبه و ماجوريته للحكومة ، وسأل العبدي كيف تهاجم من قبل الشيوعيون وانت ممثل الحزب الشيوعي ! اجابه الصائغ ( مو احنا حزب مال الحكومة )

2
مرة اخرى تنظم مظاهرات لابناء شعبنا ، للمطالبة بالحكم الذاتي وتحت شعار (الحكم الذاتي في المناطق التي يقطنونها حاليا ) مكرر ( حاليا !!! ) وقبل فترة نظمت مظاهرات اخرى وتحت شعار ( الحكم الذاتي لمناطقه التاريخية ) وقبلهما تحت شعار ( الحكم الذاتي في سهل نينوى ) وكما نرى تم اضافة ( حاليا ) على الشعار السابق وطبعا هذه الاضافة وتغيير الشعار لم يتم اعتباطا او لمزاجية منظمي هذه التظاهرات ! بل لابد هناك اسباب موجبة لتخدم اجندة الاخوة الاكراد الذين اطلقوا شعار الحكم الذاتي للكلدان الاشوريين السريان عن طريق عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني السيد سركيس اغاجان ، والذي استطاع ان يجّند العشرات افرادا واحزابا للمطالبه في تحقيق " الحكم الذاتي التابع " والحاقه بكردستان الكبرى عندما تلحق مدينة كركوك وقضاء خانقين والجانب الايسر من الموصل وبيت حمة رش في شارع الكفاح وبيت الفقهي أحمد الحجي بن محمد الكردي في الكويت و المطربة والمذيعة والممثلة الاردنية رانيا الكردي وما مدون في ادراج وزارة شؤون مناطق خارج اقليم كوردستان لتأسيس " دولة كردستان الكبرى " !
لا يخفى على احد بان اكثرية ابناء شعبنا رفضوا رفضا قاطعا لتأسيس هذا الحكم في سهل نينوى واستقطاعه من العراق والحاقه بالخارطة التي تتنشر في بعض المواقع الالكترونية لاخواننا الاكراد وبعد هذا الرفض تم تغيير الشعار الى ( المناطق التاريخية ) والظاهر عندما اطلقوا هذا الشعار نسوا ان حتى اربيل هي من المناطق التاريخية لشعبنا والتي كانت تسمى في عهد البابليين وفي عهد حمورابي (كشان - كلامما) وفي عهد الاشوريين كانت تسمى (أربيلو او Arbela) وكما كانت تسمى دهوك ( نوهدرا ) اضافة الى عشرات القرى والقصبات التي استكردت بعد مذابح سميل في سنة 1933 وعشرات غيرها بعد الحركة الكردية المسلحة بعد ايلول 1961 و بعد انتفاظة اذار 1991 ، ولهذا غيّروا الشعار واضافوا اليه ( حاليا ) اما تلك الاراضي والقرى التي كان يسكنها ابناء شعبنا وسكنها الاخوة الاكراد قد تم مصادرتها بموجب هذا الشعار الذي يرفعه بما يسمون بممثلي " شعبنا " .
كلنا نعلم بأن النظام البائد اغدق الملايين من خزينة الدولة من اجل تعريب المناطق التي يسكنها الاكراد ولتأسيس احزاب كردية كرتونية بديلة عن الاحزاب الكردية التي كانت تناضل من اجل حرية الاكراد كما اغدق الملايين لشراء ذمم الكثير من الاكراد الذين كانوا يساندون النظام ضد ابناء شعبهم امثال طه محي الدين معروف و أرشد الزيباري و عبد الوهاب الأتروشي وأبراهيم طاهر سلام السكرتير العام للحزب الثوري الكردستاني (تنظيم النظام) والشيخ سعاد الطالباني والشيخ صلاح النقشبندي ومحرري جريدة التاخي والمئات غيرهم من مستشاري الافواج الخفيفة بعد اتفاقية الجزائر في اذار 1975 و انتكاسة الحركة الكردية في شمال العراق !
كنا مع الاكراد عندما وضع الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري على رأسه قبعة " عـَرَقـْچـِين " وكتب عليها " كردستان أو الفناء " وكنا .مع الاكراد في الانفال ومع الاكراد في مجزرة حلبجة ومع الاكراد عندما بدأ النظام البائد بتعريب المناطق الكردية ولكن اليوم الاخوة الاكراد يحاولون بنفس الاساليب بمصادرة وتكريد مناطق شعبنا التاريخية ، وكما اغدق النظام البائد الملايين من خزينة الدولة لتأسيس جهات موالية له نرى اليوم الاخوة الاكراد يغدقون الملايين لتأسيس احزابا و جوقات فردية هنا وهناك من ابناء شعبنا لخدمة اجندتهم وتحقيق " كردستان الكبرى " ، وكما اغدق النظام البائد الملايين على وسائل الاعلام من صحف ومجلات وعقد مؤتمرات ومهرجانات ومنها مهرجان المربد ودعوة العشرات من الكتاب من الوطن العربي لزيارة العراق ثم الكتابة حول منجزات " الثورة " وقائدها ، نرى اليوم الاخوة الاكراد يغدقون الملايين ايضا على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وبعض " الامميين " واستضافة البعض من ابناء شعبنا في المغتربات للوقوف على التجربة " الديمقراطية " وطبع مؤلفاتهم وزيارة مجموعة من الدور السكنية التي شيّدها الحزب الكردستاني لاقامة بعض العوائل " بدون طابو "!!!
ان رفع شعار (الحكم الذاتي لمناطقه التاريخية التي يقطنها حاليا ) هو التنازل عن المناطق التاريخية لشعبنا واقرار من هذه " الجوقات " والمتنكرة للحقيقة و رافعي الشعار الجديد بأبتلاع مناطق سكان العراق الاصليون .

3
اننا جزء من العراق ولسنا جزء من جزء ، و لا احد يستطيع ان يقوم بإلغاء او تزييف منطق التاريخ والحقيقة وعلى قارعي الطبول للاخرين ان يعلموا بأن اوقات اللعبة المزدوجة انتهت و الذي يريد مصادرة اراضيه والغاء شعبه من الوجود وفصله عن العراق عليه ان يقرأ تاريخنا وتجارب شعبنا المريرة عبر العصور وسوف يجد ان التاريخ لا يلغيه احد او جوقة او مجموعة او امثال داود الصائغ من " مال الحكومة "
وهوب .. هوب طسة .


*
طسة كلمة بغدادية تعني المطب

 

free web counter