كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

السبت 10/5/ 2008

سهل نينوى .. ليس للبيع متي كلو "مهما بلغ طول رقاب الزرافات فانها لا يمكن ان تصل الى سحابات السماء .." اتصلت بكاتب معروف وله باع طويل في التاليف التاريخي والغوص في اعماقه و تربطني به رابطه صداقة متينة وبعد ان سالته " وبعد اشلونك " استفسرت منه عن اخر ما في جعبته من الجديد في التاليف بعد مضي فترة طويلة من الركود في النشر ، اجابني : - طبعت الطبعة الثانية من كتابي (.) وسوف اطبع طبعة جديدة من كتابي (.) بطبعة منقحة مع ملحق وهوامش جديدة كان فرحي كبير لاني اكن لهذا الرجل الجليل من المودة والتقدير ومن باب الفضول والمداعبة قلت له : - الظاهر ان ا امورك المالية والمطبعية قد توفرت وتيسرت. - لا هذا ولا ذاك . صمت مندهشا لحظات قبل ان اسمع اجابته : - ان " الاشقاء " سددوا الفواتير واكيد سمعت بانهم يقدمون الملايين من الدولارات لبناء دور سكنية لابناء شعبنا في سهل نينوى وانهم قاموا بترميمات كبيرة " للصرح " الفلاني كلف اكثر من مليون دولار، وخصصوا رواتب مجزية لرجال الدين الافاضل و.... وهنا قاطعته وانا اسف ان اقاطع هذا الرجل الجليل : - وهل هذه المبالغ كلها من اجل ابناء سهل نينوى ومن اجل عيونهم ! ام لوجه الله سبحانه وتعالى ! اجابني بسرعة فائقة : - ليس كل الناس تفكر مثلك المهم " تقبض " و" تنشنش " بعد ان اغلقت سماعة الهاتف انتابني احباط جديد بعد احباطات الاخبار الكثيرة والجديدة والسريعة واليومية في العراق الجديد ، احباطات للاسئلة الكثيرة التي اخذت تظهر امام شاشة مخيلتنا ومنها هذا السخاء اللامحدود من اجل سهل نينوى من قبل الاخوة" الاشقاء " !! لا نريد هنا ان نتصفح صفحات مطوية من كتب التاريخ لشعبنا والماساة المريرة التي تذوقها من قبل " الاشقاء " عبر التاريخ لان هناك من يتهمني باني دائما اعرض صفحات تاريخ قديم ، ولكن ما اعرضه اليوم ليس بالتاريخ القديم ، بل الى تاريخ " طازج " و " ان كنت ناسي بفكرك " الى اصابع الاتهام التي اتجهت الى "الاشقاء " في سهل نينوى في سرقة حق الانتخابات في الاقتراع الذي جرى في كانون الثاني 2005 والتي صودرت فيه اكثر من 150 الف صوت ناخب في ذلك السهل وظهرت عشرات المقالات مستنكرة (و الان بعض اصحاب تلك المقالات غيروا أفكارهم ومبادئهم !!!! مزاج ام الله يعلم !!) و كما تعالت اصوات ابناء السهل وسارت المظاهرات مستنكرة هذه الجريمة ، كما قدمت المئات من الاحتجاجات الى المفوضية العليا لمعالجة الغبن في ممارسة حقهم الديمقراطي المشروع ومحاسبة المسؤولين والمقصرين ، ولكن دون جدوى ، واغلقت الشكاوي ضد مجهول كما تغلق الالاف من الاضابير في الجرائم الكبرى في عراقنا " الجديد " و" على عينك يا تاجر!" كتبت وكما سبقني الكثير من الاخوة الاخرون بالكتابة حول هذا السهل وطرح ما يحيط به من علامات الاستفهام وحول " الشك " الذي يراودنا تجاه " الاشقاء " حول النية من هذا السخاء من اجل سهل نينوى !! وفي نفس الوقت هناك من يزعق بالحان التمجيد ويكتب الخطب الرنانة والطنانة والمبهرة والقصائد النارية والمديح الذي كنا نسمعه من المتسلقيين والنفعيين والوصوليين في مدح النظام البائد لقاء " البارازيلي " واحدهم وفي موعظة دينية شكر الله سبحانه وتعالى على نعمته حيث قال " حتى جاء العون من العناية الربانية على يد ......... بتخصيصات سخية " ركزوا معي " بتخصيصات سخية " ... و تعالت اصوات تطالب بانشاء " حكم ذاتي " للمسيحيين في سهل نينوى تابع او ملحق مع " الاشقاء " و التائيد المطلق من " الاشقاء " لهذا " الحكم " واصبح المطلب يروج له بدون حرج كل الهاتفيين باعلى اصواتهم ! بحجة استهداف المسيحيين في العراق وهذه الحجة نفاها اخيرا الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم ؟ والتكريد ليس بشئ مستجد بل هناك المئات من القرى في شمال العراق تم تكريدها وما زالت وان التصريحات التي تقول بان القرى سوف تخلى من " محتيلها " مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي ولا يمكن ازاحة اي " كردي " من تلك القرى و منذ سنة 1961 والى الان ، لان الحلم هو تاسيس " كردستان الكبرى " . وما زالت هذه المحاولات تزداد قوة يوما بعد اخر ، حيث قامت مجموعات مسلحة بحملة لاجبار سكان نينوى على توقيع طلبات بالانضمام الى اقليم كردستان وبالامس تم تحشيد الالاف من ابناء شعبنا في تجمع جماهيري كبير غير مسبوق بمنطقة فيشخابور من اجل تائيد الحاق سهل نينوى "بالاشقاء" كذلك تم توزيع استمارات خاصة في قضاء تلكيف واجبار الاهالي من قبل " الاشقاء " لغرض املاء هذه الاستمارات والتوقيع عليها وعلى متن هذه الاستمارات المطالبة بالانظمام الى " الاقليم " وهذا يذكرنا عندما قام حزب البعث بتنظيم " عرائض " واجبار ابناء سهل نينوى بالتوقيع عليها بعدم رغبة اولياء الطلبة بتدريس اللغة السريانية لاولادهم وبالفعل تم حرق الالاف من الكتب التي كانت جاهزة لتوزيعها على الطلبة وتبدد حلم الاباء على ضوء قرار منح الحقوق الثقافية في سنة 1973،وتحقق حلم البعض بان ينال شرف العضوية في الحزب القائد تقديرا للجهود المبذولة في جمع التواقيع ! كما يحلم الان البعض بان ينال " شرف " منصب وزاري او اداري او " مكرمة " ونسوا ان سهل نينوى جزء من الوطن وكما ان الوطن ليس معروضا للبيع كذلك سهل نينوى ليس معروضا للبيع او الايجار بعقد طويل او قصير الامد ومهما " تنشنشوا "