| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. محمد الكحط

mk_obaid@hotmail.com

 

 

 

                                                                                   الأحد 9/10/ 2011

 

مبادرة تستحق التقدير والدعم
دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق

محمد الكحط - ستوكهولم

تحت شعار حماية البيئة والإرث الثقافي في وادي الرافدين سيقام مهرجان "الزهاوي" العلمي – الثقافي السنوي الأول، برعاية مؤسسة البيئة والتنمية الألمانية في مقاطعة شمال الراين للفترة من 1نوفمبر 2011م حتى الثلاثين من أكتوبر 2012م، في مدينة كولون الألمانية وبدعم من حكومة مدينة كولون المحلية.

 

يهتم هذا المهرجان بمشاكل البيئة والمياه في بلاد الرافدين، وبتاريخها القديم حيث كانت بلادا خضراء، وبتاريخها الحضاري والمدني والزراعي وكيف كانت هذه البلاد في الزمن القديم القريب وكيف أمست اليوم بعد حروب متعاقبة حيث اضطر أهلها على هجرتها بسبب نقص المياه الذي خلف آثارا مأساوية على حياة البشر والحيوان والتنوع البيولوجي خصوصا في مناطق الأهوار.

ولهذه الأسباب  بادر الديوان الشرقي الغربي في كولون لإقامة مهرجان سنوي  علمي ثقافي يتناول جوانب هذه المشكلة التي يتوقع أن تتفاقم لاحقا لتكون أكثر مأساوية، ويعد هذا المهرجان أول مبادرة من نوعها تبحث في علاقة شعـب بلاد الرافدين بدجلة والفرات.

وستكون هنالك العديد من المحاور الأساسية للمهرجان، منها البحث في مخططات ومشاريع دول الجوار الهادفة إلى تجفيف مياه النهرين كمشاريع السدود، وبحث قضية التلوث الناتجة عن تلك المشاريع، ويتناول قضية قطع وتحويل مجاري وروافد المياه التي كانت تغذي نهر دجلة والفرات من دول الجوار، كما يتناول محاور أخرى تتعلق بالقضايا القانونية والسياسية وموقف القانون الدولي من سياسات تركيا وإيران.

ويهدف المهرجان إلى التوصل إلى استنتاجات لحل مشكلة المياه في العراق والعمل على إدخال قضية المياه العراقية كأحد البنود للمحادثات التركية الأوربية أمام مفوضية المجموعة الأوربية، وهي مـــــن شروط معاهدة (ماستريشت) التي تلزم أية دولة تطلب الدخول للمجموعة الأوربية ان تحل مشاكلها العالقة مع دول جوارها، ومشاكلها الداخلية، ذلك لضمان امن واستقرار دول المجموعة الأوربية، والضغط عبر محكمة العدل الدولية ومنظمات المياه والسدود الدولية لاعتراف تركيا بنهري دجلة والفرات كنهرين دوليين، وكذلك الضغط على إيران للالتزام بقواعد اتفاقية (رامسار) التي وقعت دوليا في مدينة (رامسار الإيرانية) في عام 1971 للحفاظ على المياه الطبيعية والاهوار وعدم الإضرار بالحياة البيئية لتلك المياه، وغيرها من الأهداف المهمة الأخرى.

كما سيهتم المهرجان بالجانب الثقافي وتقديم الوجه الثقافي الناصع لأبناء وادي الرافدين في المجالات الثقافية المختلفة كالمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والآداب المختلفة عبر التاريخ والى اليوم.

هذا وسيكون برنامج الافتتاح حافلا بالعديد من الفقرات الثقافية والفنية والعلمية، علما ان نشاطات المهرجان تستمر طيلة سنة كاملة، ولا شك أن مهرجانا بهذا الحجم وبهذه الأهداف له أهمية كبيرة لبلادنا ولشعبنا، لذا نأمل من الحكومة العراقية والسفارة العراقية في ألمانيا والباحثين العراقيين والمقيمين في ألمانيا من المساهمة في هذه الفعاليات بكافة ألأشكال، من أجل الاستفادة من نتائج الطروحات والدراسات التي ستقدم وتوظيفها في برامج الحكومة العراقية وخططها السياسية والاقتصادية بأفضل شكل. علما كان ألأولى بنا وبحكومتنا أن ترعى وتهتم بهكذا فعاليات نوعية تهتم بمستقبل العراق ومصير شعبه.

فتحية لمبادرة الديوان الشرقي الغربي في كولون والذي نتمناه النجاح لهذه الفعالية المهمة.

 

 

 

free web counter