د. محمد الكحط
mk_obaid@hotmail.com
فيلم "سنوات الجمر والرماد" يحل في ستوكهولممحمد الكحط - ستوكهولم
تصوير: بهجت هندي
بعد جولات في عدة مدن وعواصم في قارات مختلفة، حل أخيراً في ستوكهولم الفيلم الوثائقي العراقي "سنوات الجمر والرماد"، حيث استضافت رابطة الأنصار الديمقراطيين ورابطة المرأة العراقية، ونادي ١٤ تموز الديمقراطي العراقي، مخرج الفيلم الفنان علي رفيق، مساء يوم الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٣ في ستوكهولم، تميزت الأمسية بالحضور النوعي من جمهور مهتم بالفلم من الأنصار وعوائلهم وأصدقائهم، اكتظت بهم القاعة رغم تزامن الأمسية مع مباراة العراق مع الإمارات على نهائي دورة كأس الخليج 21، ورغم كثافة الثلوج ودرجات البرد المتدنية التي تعيشها ستوكهولم.
بعد الترحيب بالحضور والمخرج، تم عرض الفلم الذي يوثق لمرحلة مهمة، بل سامية من تاريخ نضال شعبنا ضد الدكتاتورية، حيث خاض الأنصار البواسل، أنصار الحزب الشيوعي الكفاح المسلح في ظروف صعبة للغاية ضد نظام عرف بدمويته وهالة منظومته العسكرية والأمنية، وحجم الإمكانيات الكبيرة التي يسخرها للنيل من معارضيه.
تعرض الفلم إلى جوانب عديدة من حياة الأنصار العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلاقات والمشاكل اللوجستية التي كانت تواجههم محاولا تسليط الضوء على أكبر قدر ممكن من تلك التحديات التي لا يمكن لفلم واحد أو حتى عدة افلام أن تلم بها.
بعد عرض الفلم كانت هنالك جلسة حوارية مع المخرج الفنان علي رفيق، أدارها النصير عباس الدليمي (أبو فائز)، حيث روى المخرج جانبا من فكرة الفلم وطبيعة الظروف التي عمل بها لإخراج هذا العمل، مستدركا أن هنالك نواقص وجوانب لم يستطع تلافيها، واعدا الجمهور بأفلام أخرى مستقبلا، شاكرا كل من ساعده في الوصول إلى هذه النتيجة، وخصوصا الأنصار والمخرج الفنان فاروق داود، بعدها تداخل العديد من الحضور مثمنين الجهود المبذولة لعكس هذا الجانب المشرق من نضال شعبنا الذي يكاد أن ينسى ضمن دوامة الصراع السياسي القائم في العراق على طبيعة وشكل الدولة العراقي التي تبنى على أنقاض الدكتاتورية، وتم تكريم المخرج علي رفيق والمخرج فاروق داود بالزهور من قبل رابطة الأنصار ونادي 14 تموز ورابطة المرأة العراقية.
إن حياة الأنصار الشيوعيين العراقيين كانت غنية في كل جوانبها، وقد نجح الفلم الوثائقي أن يستذكر ولو بمساحات بسيطة معظم تلك الجوانب، ولا يمكن تجاهل صعوبة التحدي الذي واجه المخرج، فقد كانت مهمة ليست باليسيرة، ولو استثنينا الجوانب الفنية، فالفلم يعتبر مادة وثائقية دسمة يمكن مستقبلا أن يكون قاعدة ومرجعا لأفلام وثائقية أخرى وحتى درامية أو سياسية تحكي قصة مشرفة من تاريخ شعبنا ونضاله، وللتعرف على فترة تجربة النضال الأنصاري المجيدة.