| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد الكحط

mk_obaid@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 16/11/ 2007



أدب المنفى أم أدب المغتربين أو الملتصقين بالوطن...؟

محمد الكحط - ستوكهولم -

أقام إتحاد الكتاب العراقيين في السويد يوم الأحد 11/نوفمبر/2007 في ستوكهولم، أمسية تكريمية للمبدع الشاعر والباحث الدكتور (سعيد الجعفر)، حسين)، و للمبدع الشاعر(محمود بدر عطية)،بمناسبة صدور ديوانيهما الجديدين.
خيمت ظلال الوطن على الأمسية فها هو العراق بتضاريسه وفسيفساء تنوع مكوناته القومية والدينية، بهوائه وبدجلته وفراته، بسهوله وجباله ووديانه، بنخيله وأهواره، ، كانت أحلام الطفولة وما بقي مخزوناً في الذاكرة من الوطن هي الهاجس الذي خيم على الأمسية، ولم تبخل الذاكرة ولن ينضب التخيل، فبحر الجميع إلى تلك الشواطيء التي أمست بعيدة لكنها تنبض مع شرايين القلب، غادروا الوطن منذ عقود وهاهم كأنهم جاءوا تواً منه مبللين بمياهه معفرين بترابه تفوح منهم أنسامه.
كانت الجلسة الأولى مخصصة للمبدع الشاعر والباحث الدكتور سعيد الجعفر والذي قدمه الأستاذ احمد حسين بكلمات رقيقة قائلا، ((أنه قادم من أعماق الهور العراقي مبلل بتلك الحضارات المائية من بدء الخليقة المليئة بأسرار البناءين الأوائل يبحث معهم عن سر هذه الأرض التي أمتلئت بالرواقم الطينية والمسطحات المائية والطلاسم شأنه شأن الكثيرين من أبناء هذا الجنوب الساحر الذي رفد الكثير؛ من ثورة الزنج إلى الفراهيدي والحسن البصري...كما عرف بنتاجات الجعفر في مجال الترجمة وكتابة الشعر ووجه له العديد من الأسئلة عن مسيرته الإبداعية والتي أجاب عنها مشكوراً ومنوها أن عوالمه ما زالت هي تلك المدن التي عاشها وعاشته منذ الطفولة والصبا والشباب في الناصرية والبصرة وكربلاء والحلة ولكل واحدة لها بصماتها المسكونة فيه وفي تكوينه النفسي والاجتماعي والفلسفي فالبصرة أتاحت له الانفتاح على العالم كما المدن الأخرى... ))، ومن ثم تحدث الدكتور سعيد الجعفر عن بداياته وعالم الطفولة والبيئة الأولى التي لا زال طعمها ونكهتها يغذيان ذاكرته ونتاجاته، وتشعب الحوار إلى مديات أخرى متناولا المثقف وهمومه وعلاقته بالسلطة والسياسة وغيرها من القضايا المهمة.
بعدها قرأ بعض قصائده نقتطف منها:

قباب زرق وفضة
أرى الهور يدعو الشمس
اقبلي يا زبد وفضة
أطفئي لهاثك
فوق قبابي الزرق
أرى الشمس تدعو الهور
خذني يا حصاناً من موج
خذ زِبدي وفضتي طعاماً لكواسجك
لحمحمات البدو
لعيونهم الشرهة
إذ تغزل دوماً لهبي
سدى وأغنيات للحمة الحرب
هلاهل ونشوق
أهلة لنهود البدويات
خذني يا سيد المفارق
يا جالساً عند عنق الحضارات
تخزن في فخارك رحيق الحكايا
ضفائر العذارى وكحل المساء
خذني يا طلاسم من طين
ياسر الصدف البعيد
المطبق على أحلام بحارة سود
أرى الهور يدعو الشمس
نافخاً صليله وزَبَده
والشمس تنسلخ عن ربها
تطفو فوق حمحماته الزرقاء
تترنم كعذراء مأخوذة
تلقي بفضتها إلى البدو
وذهبها في دورة الخصب

تشرين الثاني 1991

عرس الطلع
أذكر حين أمسكت يدها القلقة
وأخذتها عند حافة نجمة مجهولة
تتبعني كانت مغسولة بماء الطلع
تتبعني كانت سكرى بسر مجوسي
وأنا الذي أوقدت سنيني
كي أضرم الحركة في جسد الريف
أذكر حين استفز القلق
لحظاتي المذهبة بأنفاسها
كانت النجوم من فوقنا
تترجرج كضحكة طفل
والأزرق المديد يطوق خصر القرية
والمساء يكحل الألوان بالأسود الوقح
لكنني كنت أهجس عيونها
تتربع بسوادها فوق عرش الليل
أذكر
حين انزلق زورقي
يفتش في خجل الماء
عن عمق مجنون
أذكر حين اقتحم مجدافي غفوة الماء
فأرداه شبقاً ثملاً بالحركة
أذكر حين ألقينا كونين من لذة
عند زمان القصب
أذكر حين باركنا الله
يابنتي "الفاتنة"
يا ولدي "السعيد"

كانون الثاني 1991

النخل الأزرق
من يأخذني نحو الغيم
نحو شتاء حلو
نحو قبائل سومر
من يسرقني من مهد التكنولوجيا
من ثلج المنطق
ويبعثرني في صرخات الأهل القدماء
من يمسكني من ثوب قصيدي
يفرشه كي يغفو فوقه غجر الريبة
من يحمل ضحكي المتهدم
يرميه على طرقات الشمس الريفية
ويدثرني بثغاء طيب.. كالقمر الساذج
كالعنبر إذ يلمس أثداء القرويات..خجل حلو
من يهشم في العقل المتسرطن
ثم يجرجرني نحو الريف
هنالك حيث العاطفة البكر
ترتب لي أغطيتي
من يبتاع سلاحي الذري المخصي
ويعيد إلي رماح جدودي الوقحة
هل من قابيل
يزدرد الثلج الماثل في روحي
كي ابعث عند وصيد القرية
نخلاً ...نخلاً أزرق

كانون الثاني 1990

عطور
على غير موعد
أتيت عجولاً بلا حجب أو زوايا
ألقيت عند قراي رؤاك
على غير موعد
أتيت ألهاً من الفرح الغض
من عرس الريف
بقيا عصور "الفهود"
أمن ضحكك امتد ضحكي
أم من قراي أطلت قراك
على غير موعد
فاجأتني
فاجأتك جموع قطافي
ولكننا قبل أن نحرق الأسئلة
قبل أن نختبر بعضنا بالحسابات
كنت عطراً رهيفاً تراني
وكنت بيادر غيم أراك

آيار 1989

آخر عبد الله

في غرناطة
يبدو الصبح شفيفاً
طفل من زرقة
للطرقات البكر عطر أندلسي
يبدو في غبش الأيام
ملتمعاً
يبدو أو لا يبدو
سر ليس سوى سر
في الدرب الآجر
وقع حوافر لخيول عربية
خلفها آخر عبد الله
تتنادم واللوعة والبلوى
تغسل ذكراها بدموع المورسكيين
هل يعرفني أحد في غرناطة
حيث الصبح شفيف
فيه آري أجدادي ينسلون
خلفهم في تلك الجنة
يغفو ورد وينام يمام
تفتض جوار
جبلت من شذر وعقيق
صلباناً أهجس
صلباناً من صخر وحديد
تشج رؤوس الصوفيين
وتحيل سواقي دارو حمراً
يمزج فيها الرعب
دمع القتلى بصراخ المقتولين
تحت الحمراء وقفت وخلف الزقورة
بين الغراف ودارو
تحت سماء النهرين وسقوف بني الأحمر
فهل من أحد
مد إلي يداً
في هذي المدن المصعوقة بالخرس
حجر ليس سوى حجر
غادرها النور
غادرها الصوفيون
وبقيت وحيداً في صبحك غرناطة
أحتسي القهوة والغربة
يعبرني الأسبان وكناسون مغاربة
يعبرني وقع خيول
هي خيل الأجداد الموتى
الأجداد المصعوقين
صمت أخرس هم
موت
وعوالم بائدة

تشرين الأول 2005

حرف سقط من أغنية الطير
بالأمس سقط مني الضوء
وظللت في متاهات الريف
أقضم ظلمتي
كل شتاء تعبرني طيور
يحكى أنها مهاجرة
لقالق وتم وأوز
عند الظهيرة تقول
راق...راق...راق..
وأنا هناك
في زاويتي المجهولة
هناك فقط أخفي حرفاً
سقط من أغنية الطير
أخفيه كطفل لا يبوح
بسر حلوى الملابس
الطيور تمر
يحكى أنها مهاجرة
تردد أغنيتها الناقصة
وأنا أخفي سري
في حقيبتي القديمة
أنزوي في مجاهل الريف
أقضم طعنات ظلامي

نيسان 1996

تتويج
في هذي الليلة
حيث البدر فتى مشدوه
يهدي ليلى
شذراً مراً ولجين
أسمع لغط الأعراب
ونحاس الغجر الغرباء
أهجس في قافية الريف
همس نبات من سر
تكويرات للرقي
همهمة للسمك المارق
في برزخ سر
بين الغراف وبين فرات الملح
خذ قلمي...خذ قرطاسي
حسين يابن أخي
يا من تلقي في السر شباكاً
في ذاك الليل
المملوء لجيناً ونجوم
فأنا أتساءل
عشت غريباً
وتتلمذت غريباً
ودفنت بقايا عمري
في الثلج وشوك الغربة
أنت معلمي الأول
وأنا لست سوى تلميذ
يبتدئ الآن
يرسم أحرفه الأولى
عند لجين البدر وهذا الليل

حزيران 2003

بعدها جاء دور الشاعر محمود بدر عطية، الذي قدمه الدكتور رزاق عبود و طلب منه أن يعرف نفسه.
وكيف يعرف الشاعر بنفسه فكان جوابه، ولدت عند أقدام النخيل وعشت تحت سقف يقطر منه الماء تعلمت فك الحروف في بيت معزول في طرف القرية، وحين بلغت السادسة اصطحبني جدي إلى حلاق القرية، وبعد حلاقة "نمرة صفر" قادني الجد إلى المصور الشمسي, بعدها أخذنا الدرج الملتوي الطويل إلى غرفة زينت جدرانها بلوحات كتبت بخط أنيق وزخارف جميلة. كانت أصوات الشارع تأتي عبر شبابيك الشناشيل المفتوحة ذات الزجاج الملون والنظيف مما جعلني متآلفاَ مع المكان, لكن ذهاب الجد وتركي وحيداَ في هذا الجو الجديد أعادني إلى القلق والتوتر الذي غادرني بعد لقائي برجل ذكر أسمي وأسم أبي عرفت بعدها انه معلم الصف الأول .
أكملت الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في أبي الخصيب تخرجت من معهد المعلمين في البصرة 72-73 و مارست مهنة التعليم في مدارس البصرة بين عامي75-91، والآن أعيش في السويد منذ مطلع عام 1991م.
وكان للدكتور رزاق عبود طريقته المميزة في التقديم حيث قدم مداخلة جميلة بعنوان محمود بدر مبدعا جعلت الأمسية تنبض بالحيوية حيث قال:
((منصة الكلام هذه مثل كرسي الحكم، إطالة المكوث فيه يولد ديكتاتورية مطلقة، أو سمنة مفرطة. كما أني من أنصار الحكمة القائلة "الاطناب، والإسهاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوهما". وأنا، أعوذ بالله من أنا، لازلت أتذكر غمزة نزار قباني في مهرجان المربد، وهو يصرخ: "قتلتنا القصيدة العصماء". فاعذروني لإيجازي.
محمود بدر عطية سعيد عبد الله المبارك. سحنته بصرية، مشيته جنية، رقصته فنية، ضحكته شعرية، رفقته سلية، والسلية في لهجة أبي الخصيب شبكة السمك. تودعه، وقد حملك بأنواع الحوريات، والصدف البحرية.

يجمع بين الخيال والواقع، الحلم والمعاش، الأسطورة والحقيقة. ويوحد بين الشعر والنثر، وكأنه يصوغ أدعية. يمازجها بريشة بارعة لتشكل لوحة خصيبية بحتة تمتد لتكون جزءا من غابات البصرة، وسواحلها، وشطآنها، وشرايعها. يقترب من المباشرة، ويهرب من شباكها بسرعة ليغوص عميقا في أعماق شط العرب، وجنان أبي الخصيب متوغلا في الماضي مستلهما تراث علي ابن محمد صاحب الزنج. مرافقا السياب الغريب في زورق الأحلام يبحث عن وطن عبر خليج شاسع، وعذابات لا تنتهي. مارا بالحديث، والمعاصر، ونكهة التجديد، والانطلاق من قيود السلفية النظمية.

في نثره، أو شعره تحس نكهة النخيل، والرطب، والأفران، والتنانير لتضيف لحر البصرة وهج جحيم التغرب. تتراقص بين حروفه، وكلماته حبيبات غبار الطلع تتمازج مع أنسام، ونداوة الشط، وخضرة السعف، وشرجي البصرة لتسمعنا أغاني شعبية، وأحاديث، وقصص، وموسيقى بإيقاع فلكلوري راقص ينقلك من زنجبار حتى الأهوار. يتنقل بين وجوه أليفة، وأسماء لها وقع، وأماكن لا يمحى أثرها، ولا تأثيرها، ليقدم لنا قصيدة ناعمة، أو قصة مؤثرة، أو حكاية ممتعة، أو حديث جذاب، و"سوالف" لا تنتهي. لا تنقصه الصنعة، ولا الحنكة يستخدمهما فيصقل إبداعه في حلي باهرة تزين أعناق الصبايا، ولعبا للأطفال، وأناشيدا للثوريين.

سيل عجيب من الحكايات، والأمثال، والأحاجي، والقصص، والطرائف، والطرف، والسير، والمرويات. يأسر انتباهك، ويستفز ذاكرتك، ويوقض حنينك، ويأخذك على غفلة لمنابع الطفولة، فتجد نفسك شريكا في ملاحم السفر، أو جلسات السمر، ومآثر السلف، والرقص، والأغاني، ودرر الشعر. أحاديث الرحالة، وبستات البحارة، وأهازيج العمال التعابة، والصبايا الجذلى، ومزاح الشيوخ، ومعاكسات النسوة، ودلع الحديثات، ومشادات الصغار. ذاكرة تقاوم الغربة بالحنين، والهجرة باصطياد اللحظات السعيدة من ماضيه الذي يختلط فيه تراب البساتين مع بارود الحروب ووجع الأيام. يحج إلى النخلة المقدسة ويتبرك بسعفاتها المظلة، باحثا وراجيا الأمن والأمان المفقودان، ويستغفرها من معصية الهجرة الاضطرارية. يشعل بخور التبرك ويضع الحناء على أبواب مراقد الحالمين بغد لم يروه.

يتصفح ديوان الماضي باحثا عن الألفة، والطيبة، والبساطة، والظلال، والطيور، والزهور، ومراكب غادرت بلا وداع، ومسافرين لم يعودوا لأرضهم المنتظرة. سارحا في الخيال، وشعور الاطمئنان الوهمي، بالتدثر تحت جلباب أيام زمان. حينما يخادع الواحد منا نفسه بتواجده عبر التذكر، والتحسر في أحضان الوالدة، أو مرابع الطفولة. أو أصدقاء، ورفاق الأمس في ناستالجيا ذات طعم "الحامظ حلو". ذاكرة عجيبة تخترق التفاصيل. وفي التفاصيل يكمن شيطان الشعر، وعفريت الإبداع.

يقول في قصيدته مدن اللعب والتعب والمناجاة مخاطبا مدينته الأثيرة:

خذيني إليك
فما انت بالقبلة المرتجاة
ولا انت بالفاكهة المشتهاة
لكنه العمر
يداوي هواه
بمد المكان وجزر الزمان
نوارس تغريها مراسي السفن
وتتعبها دورة البوصلة
يا صاحبي أقدم إلي
فقد حملت الهم عني
والريح إن هبت
فمصدرها الجنوب

وختاما.... أنا لا أستطيع أن أقول شيئا جديدا في محمود!

أولا: لأنه قال الكثير عن نفسه في ما كتب. وثانيا لأني لست أديبا، ولا شاعرا، ولا ناقدا. وأتمنى من أساتذتي الحاضرين، أن ينصفوه أكثر مني. فهذا الرجل يتقافز شيطان الشعر فيه مثل "الطنطل" بين نخيل أبي الخصيب. ويتحرك وينط معه عفريت الإبداع مثل هدهد سليمان في بساتين شط العرب.
لديه خيارات عديدة، ومتنوعة. وخياري واحد هو الاعتذار

هذه الكلمات من إمضاء الأستاذ الدكتور رزاق عبود، بعدها قرأ محمود بدر عطية بعض أشعاره منها:

حمدان الجسر
ها نحنُ في حمدان * ،،
يحملُ همنا ويحضننا النخيل..،
ها نحنُ في حمدان فوق الجسر..!!
نطل على النهر منه
تلف بنا سورة الماء،
تدور..
تلف..
تدور..
مفاصل الجسر عارية
ودورة الأشياء تنخر في مدامكه..،
لا زورقٌ يأتي... وقرص الشمس يعبره الأصيل.


*
إحدى القرى الكبيرة في قضاء أبي الخصيب.

أبو درندش *
محمياً بحد المنجل..!
وبموضع جندي مكشوف.
تخنقه رائحة البارود،
ودخان النخل المحروق..
يتذكر جلسات السمر الليلي
عند تخوم المختارة كل مساء.
محمياً بحد المنجل..!
وبموضع جندي مكشوف.
محتجاً ماذا يفعل أهل النخل لنخلهموا
وبساتين النخل البرحي
حرقتها الحرب
فماذا بعد..،

*
أبو درندش: من سكنة جيكور، صديق الشاعر السياب، من مؤسسي جمعية الجيل الواعي في جبل الراعي) كان يتردد على سوق أبي الخصيب متذكرا أيامه مع الشاعر.

البستان ((بُكشة سلمان))
للنخلة في بُكشة سلمان
حكايات
يعرفها من دخل البستان مساءاً
وأقسم أن لا يفشي الأسرار
تتخذُ الشّلّةُ متكئاً
قرب الماء ورائحة الطين المفخور
تخالطها رائحة اللحم المشوي
في تنورالعمِّ خميس
هل سيغير محمود السلمان مكانه؟
لو جلست سامية في حضن العمّ هلال
ولكن كيف سيشرب هذي الليلة..
من نهر النهدين.
أم تنضح سرّتها بالخمرة
حاذر أن تجلس قرب العمّ خميس
ولا تعرفُ ما يعني مقام الرست
فلرنّةِ أوتار العود وصوتِ العمِّ خميس
حكايات
لا يعرفها إلا من يرمي
أكثر ليراتٍ في النهرِ
أو من يشعل أنواطاً ورقية.

ثلاثية سيدة المكان
البصرة وأنت
الثوب أم العفة...سيدتي؟
ناهضةٌ نحو بساتين النخل،
تتبعها رائحة الليمونِ وعطر الآس،
وطريقي إليها يتعبني.
تتبعني؟، قالت عيناها،
وغرورٌ يطرز جبهتها..،
كحالّ جميلات الدنيا.
لا سيدتي. لا أتبعك
لكنك تمشين أمامي.

إني مشتاق سيدتي..،
تأكلني الأشواق.

قليلٌ من الحب
إلى الشاعر إبراهيم عبد الملك
الصبايا وهبنك شيئا من اللطف..،
وشيئا من الفرح الحزين،
فوهبتّ كّلك!
لتحظي بشيء قليل،
قليلٌ من الحب لعله يكفي.

صاحب الكرامات

تجيء الزوارقُ محملة بالزائرين
يجيء النساء الثكالى..تجيء العوانس
يجيء الصغار الطيبون

للصغار بفيء النخيل..،
للشيوخ العاجزين..،
يغرف الزائرون.. مبتهجين الطعام.
يقولون إن "الرفاعي" يظهر..،
بالبركة يغسل..،
بالزائرين يصلي..،
يمتطي حائط المقام ويمضي.

هذا ما سمعناه من شعرائنا وأنا أتسائل معكم هل غادر هؤلاء العراق حقاً...؟ أم أنهم احتضنوه...؟

 


 

Counters