| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. محمد الكحط

mk_obaid@hotmail.com

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 14/9/ 2011

 

طائر الجنوب يغرد في أقصى الشمال
ليلة عراقية فريدة بأمتياز

محمد الكحط - ستوكهولم

ليلة العاشر من أيلول 2011م، ليست ككل الليالي عاشها أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وضواحيها، وهم يستقبلون ضيفا خفيف الظل جائهم من جنوب العراق، هناك حيث التربة الأولى للفن الراقي الأصيل، جاء الفنان حسين نعمة، في رحلة هي الأولى له الى الدول الأسكندنافية وبعض الدول الأوربية، جاء ليلتحق بأسرابه المهاجرة ولو لفترة بسيطة، غرد لهم وأطربهم ووجدهم لوحة من الحب والوفاء له ولأغانية الوجدانية، غنوا معه محتفين به وبرائحة الوطن وكلمات الشجن، كانت الأمسية عراقية، حضرها جمهور عراقي منوع مثل جميع أطياف فسيفساء الشعب العراقي الزاهية، كنت أتوقع ان الحضور سيكون من كبار السن فقط، لكن فوجئنا بوفود من الشبيبة المحبة للفن الأصيل، هذه الأمسية نظمها المايسترو علاء مجيد بالتعاون مع مؤسسة "ري أورينتال" السويدية، وحضرتها الملحق الثقافي في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي وكان الفنان طالب القره غولي في مقدمة الحضور، بدأت الحفلة بكلمات ترحيب رقيقة، ثم غنى الفنان علي الوندي أغاني عراقية جميلة، وكانت الفرقة الموسيقية التي عزفت بقيادة المايسترو علاء مجيد مؤلفة من الفنانين عازف الكمان طاهر بركات الذي عزف ألحانا خالدة لعبد الحليم وأم كلثوم وفيروز حيث أضفت أجواءا منعشة على الأمسية وعزف على الأورك الفنان حسام والإيقاع كل من الفنانين محمد لفته الربيعي وفرات حسين وبشار، وفجأة يدخل بعدها الفنان حسين نعمة القاعة وسط تصفيق وترحيب الجمهور منشدا أغانيه ينادي "أهله" هلي يا أهل المضايف والدلال ..."لهلنه مشينا بويه مشينه"، عبر حسين نعمة بكلمات معسولة عن حبه لجمهوره قائلا: (كل المغتربين في قلبي وضميري، أحييكم وأحيي رفيق دربي الفنان طالب القره غولي متمنيا له الشفاء العاجل، وأحيي الفنان المايسترو علاء مجيد)، كان الفنان خلالها محاطا بالجمهور الذي لم يتركه لحظة، فغنى لهم "غريبة الروح...لا طيفك يمر بيها..." ومن ثم "بويا نعيمه يا نعيمه" وبعدها غرد في أغنية "مالي شغل بالسوك...مريت أشوفك..." التي غناها معه الحضور وعضوات فرقة طيور دجلة، وفي الأستراحة طلب عريف الحفل من الفنان طالب القره غولي أن يقدم شيء، ولم يبخل هذا الفنان رغم أوجاعه ليصدح بأغنية أحبها الجميع، وهي "جذاب" والتي غناها الحضور معه متناجين مع أوجاعه مستذكرين أيام اللحن الجميل والأصيل، لقد ذرف هو الدمع وذرفه الآخرين معه متعاطفين معه، وعاد حسين نعمة ليتغنى ببغداد مغردا "بغداد جئت كالسفينة متعبا أخفي جراحاتي"، وغنى أغنيته المحبوبة "ياحريمه"، ومن ثم "نخل السماوة" ولم يبخل على أهل الناصرية فأسعدهم بأغنية "للناصرية" وبعدها "فرد عود، يا الشاتل العودين خضر فرد عود.." و"آه بويه عيوني عالمشى ولا كال مودعكم الله والكلب يالمالوم ..."، ولكنه غادرنا بدون وداع على أمل اللقاء هناك حيث العراق.

ليلة مرت سريعة كالحلم، وسط الفن الأصيل ونسمات من الوطن البعيد، نتمنى أن تتكرر.

تحية للفنان حسين نعمة وللفنان طالب القره غولي، وللمايسترو علاء مجيد، ولكل من ساهم بنجاح هذه الأمسية التي أمتازت بحسن التنظيم، مما جعل الجميع يستمتع ويقضي لحظات جميلة هادئة.

صور من الأمسية:




 


 

 

free web counter