| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأثنين 9/5/ 2011



الانتهاكات الأمنية الخطيرة وتراشق التهم

محمود القبطان  

لم يعد عذرا لأحد ولا تفسيرا لمسؤول يبرر الخروقات الأمنية الخطيرة التي حدثت وتحدث بين فترة وأخرى هذا اذا تغاضينا النظر الى ما يحدث يوميا من قتل وتفجيرات لأتعد ولا تحصى بفعل التراخي الأمني المستمر,لكن الأخطر هو ما حدث في السجون سواء في الموصل أو البصرة أو ما حدث أمس الأول في بغداد من محاولة هروب جماعي .

قد يحدث في كل سجون العالم تمرد للسجناء لكن ليس من المعقول أن يحدث استيلاء على سلاح عسكري من قبل السجين وهو في غرفة تحقيق وللمرة الثانية.وأن صحت القصة الحكومية فهي كارثة أمنية بكل ما تعنيه الكلمة.ولا يمكن لعاقل أن يتصور مجرما خطيرا بوزن المجرم الذي قاد عملية تفجير الكنيسة في الكرادة ان يقاد للتحقيق وكأنه ذاهب لنزهة داخل قصره,وبكل بساطة يستولي على سلاح عسكري ويوزعون أسلحة أخرى على مجرمي القاعدة الذين يتواجدون في سجن واحد لتبدأ عملية قتال بين طرف قوات خاصة جُلبت الى السجن ومجرمي القاعدة.من يصدق هذه "الحتوتوة" لو لم يكن هناك من تعاون معهم ومن أرسل أجهزة التلفون الخلوي ورماناة محلية الصنع,كما يقال,وكالعادة سوف تتشكل لجنة تحقيق وتطوى العملية ومن ساعد على الجريمة لأنه سوف يكون من بين "النخبة المختارة" التي تدني نفسها على بضعة مئات من الدولارات ليخرج مجرم وليقتل الناس دون أدنى شعور بالإنسانية اذا ما تخلى المعني عن الشعور الوطني.وكما حدث في سجون الموصل وهروب ابن المجرم المدان سبعاوي,وقادة من القاعدة المجرمة,حدث في سجن البصرة الرئاسي وبأشراف من ضابط كبير أخطر عملية هروب لمجرمي القاعدة وتشكلت اللجنة التحقيقية وقبل أن يخرج التقرير النهائي لعمل تلك اللجنة توقع أحد النواب بأنه سوف لن يكشف عن المجرم لأنه تابع الى خلية الاستخبارات التي يشرف عليها المالكي,وها نحن أمام جريمة كبرى جديدة في إحدى سجون بغداد ويقتل عقيد وعميد وبضعة جنود أبرياء بسبب نذالة وخيانة احد المتعاونين,حتما ولا غبار على ذلك,ليحدث ما حدث.والمضحك في كل ذلك,كما في حادثة البصرة ,قيل ان القوات الأمنية"المفتحة باللبن"اعتقلت على احد المجرمين الهاربين من أصل 12 مجرما,وبعد يومين ذكرت الأخبار الكردستانية ان القوات الأمنية هناك ألقت القبض على احدهم أيضا,وبقى 10 هاربين,لكن الحقيقة لم يلقى القبض على أي من هؤلاء المجرمين أصلا.واختفى ال12 مجرما بدون أثر.

وسوف تتكرر العمليات في تهريب المجرمين كما حدثت مع محمد الدايني وعدنان الدليمي وغيرهم من السراق والقتلة بحق أموال ودماء العراقيين بسبب تعاون جهات عديدة في ذلك ,ليكون مبررا لتمديد فترة بقاء القوات الأمريكية على أرض العراق.والأغرب من كل هذا إن كل الكتل السياسية التي تدير المعركة "لعبة الكراسي" تقول التدهور الأمني بسبب تأخر إتمام تسمية الوزراء الأمنيين,وإذا لم يتم ذلك فسوف تزداد العمليات التفجيرية والقتل في العراق.ومع كل هذه التحذيرات المسئولة والمدسوسة على السواء يبقى تعين الوزراء الأمنيين على إحدى رفوف مجلس الوزراء الذي يديره المالكي وبإصرار وبفشل منقطع النظير لا مثيل له,كنت أتمني أن اسميه بنجاح منقطع النظير.ماذا يسمى ذلك السيد المالكي وقاسم عطا؟وهناك من يريد أن يثأر للعميد والعقيد الذين استشهدا على يد مجرمي القاعدة ؟ قبل يومين يظهر على الشاشة من يضرب صدره وكأنه في مأتم حسيني,ربما يكون ولده المنكوب,ولكن بماذا يفسر قاسم عطا إطلاق الرصاص في الهواء بشكل همجي من قبل بعض الجنود من أمام السيارة التي حملت نعش الشهيد ومن خلفها؟ ألم يكفي ما يطلق من رصاص يوميا فوق رؤوس الناس ليكمله جنود مدججين بالسلاح وقد ارتدوا واقية الصدر من الرصاص وحملوا الرشاشات الثقيلة وكل أدوات التسلح الحديثة ولكنهم لم يستطيعوا أن يقاوموا مجرمي القاعدة العُزّل من السلاح لينتهي التحقيق ,بما يشبه الأفلام الاكشن الأمريكية,ويأخذ سلاح الجنود وتسفك الدماء.

والسؤال المهم هو ألم يرى مسئولو القوات الأمنية كيف يُقيد المجرم في غوانتينامو؟لماذا لم يستطع ولا مجرم منهم الهروب لا بل, ربما, لم يفكر احدهم بفكرة الهروب أصلا لأنها في حكم المستحيل؟ألم يروا أفلاما وثائقية من العالم كيف يُقيد المجرم الخطير أيديه وأرجله لتستحيل حركته؟وهناك طريقة في تكبيل بعض المتهمين الغير الخطرين الذين يذهبون للتحقيق وربما حتى لاسباب تافهة حيث تقيد الأيادي الى الوراء ويسحب المتهم بسلسلة طويلة ,ولا أشبهها بغير طريقة سحب الكلاب بالسلسة,ولا يفك الحديد من الأيادي إلا بأمر من المدعي العام اذا كان موقوفا على ذمة التحقيق؟هل رأى رجال الأمن هذه الطرق؟اذا ليتعلموا ألان.

وتبقى جريمة محاولة هروب مجرمي القاعدة أمس الأول وسيلة للنيل من الحكومة وإجراءاتها,وتستحق ذلك بسبب التعنت التي ركب رأسها,ولتتحول القضية الى عملية تسقيط جديدة وتبادل التهم وأخيرا سوف تلصق التهمة بمجرمي البعث "المندسين" في صفوف الأمن,وليبقى غبار الجريمة في الجو ولو لحين الى أن تهدأ النفوس وتبدأ عملية تقديم تنازلات جديدة من قبل "المعرتين" بالكرسي لتستقر الأنفس وتهدأ وتخف التجاذبات والاتهامات.

والأخطر في هذه العملية وغيرها هو الاختراقات في صفوف القوات الأمنية والمندسين فيها فهم بؤرة الخطر ولولاهم لما استطاع مجرما واحد الهرب.ولكن لأسجل "بطولة" لهذه القوات سواء المخترقة أو المندسة في أحداث 25 شباط حيث استطاعوا بعون العيون المراقبة والساهرة على أمن الحرامية والفاسدين من أعلى العمارات المشرفة على ساحة التحرير أن تُهزم "شراذم" المتظاهرين الذين لم يحملوا السلاح ولا قناني مياه للشرب,فهزمتهم شر هزيمة لمطالبتها بتوفير العمل ومحاسبة الفاسدين واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على ثروات البلاد,وقد ساعدت القوات البرية المهاجمة على المتظاهرين طائرة هليكوبتر ومن على ارتفاع بسيط لتعمي عيون المشاغبين بالتراب الذي يملا ساحة التحرير الذين أصروا على التظاهر كل يوم جمعة.

متى تفتح الحكومة عيونها على أخطائها وتحاسب المجرمين وتنزل بهم أقصى العقوبات بغض النظر من أين أتوا ويتبعون من ,وتنفذ الأحكام بحق قتلة الشعب العراقي.كما قال الناس للشهيد عبدالكريم قاسم ولم يسمعها:مو گنالك...أعدم!!

وعندما يمر الوقت ويُدمر العراق... وقتها لا يفيد ولا ينفع الندم وعظ الأصابع.

 

20110510

 

free web counter