| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 9/3/ 2011



 أبولهب..ومسيلمة يعودان في آذار عام 2011

محمود القبطان  

لقد شاهد العالم تصرفات أبو لهب المالكي الجديدة بعد فشله في تشكيلته الحكومية ومنذ 12 شهر ولم يستطع أن يقدم وزارة متكاملة وعلى علاتها في المحاصصة الطائفية والقومية.وخلال هذه الفترة ما عاد يعرف لأية جهة سوف يضيف لها منصبا جديدا لترضيتهم من أجل تمشية إتمام تشكيل وزارته العرجاء,وألا ما يعني إضافة أربعة نواب لرئيس جمهورية يفترض إن منصبه فخريا.ولرئيس الوزراء ثلاث نواب,أما القائد العام للقوات المسلحة فهو منصب لبطل صولة الفرسان ولوحده ولا شريك له,وتم إتخام الوزارة المترهلة ب43 وزيرا فاشلا ابتداء من وزير النقل ..وجر.وبعد سلسلة من الخطوات الفاشلة في هذه المسيرة للقائد الأوحد أراد أن يظهر قوته مرة أخرى بجولة جديدة يمكن تسميتها جولة الخرفان بعد سلسلة اجتماعات محبطة لامتصاص النقمة المتوالية عليه من قبل حتى الذين انتخبوه وقالوا :نحن نادمون.وعندما تكاثرت الشكاوى عليه وعلى وزراءه وفساد الدولة بأكملها بدأ بتوجيه التهم,مع مستشاريه,الى كل من ينتقد مسيرته في اتخاذ القرارات لوحده وانتشار الفساد في عموم البلاد وبمعرفة منه شخصيا وطمطمة كل السرقات المفضوحة وإطلاق سراح المجرمين القتلة بصفقات حزبية من أجل الاستمرار في رئاسته للوزارة.ولقد بدأ بكم الأفواه عبر إجراءات بدأت من قبل المحافظين في محافظات الجنوب التي يسيطر حزبه عليها بتحريم أي فعالية فنية أو أدبية فيها"ريحة"للشيوعيين أو الديمقراطيين وأغلقوا نادي الأدباء العراقي,وبدأوا بالتهجم على تظاهرات شارع المتنبي,وسخرت أقلام كتابهم الجدد لتأليب الشارع ضد المعترضين على تصرفات الحكومة وسكوتها على الفساد والفاسدين.وتتوجت هذه الهجمات بإرسال مجموعة من القوات العسكرية بأمر من القائد الأوحد لتطويق بنايتي طريق الشعب واللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وحزب الأمة بحجة عائدية تلك البنايات الى الدولة في الوقت الذي يحتل حزب الدعوة نفسه بنايات حكومية أو مستأجرة بإيجار سنوي بأسعار يكاد لا يكفي لإيجار شقة قديمة صغيرة لمدة شهر فقط في بغداد,وإما باقي الأحزاب الأخرى فحدث ولا حرج.ولكن من وقع على أمر بالموافقة لعبدالعزيز الحكيم بشراء أفضل الأراضي وبمساحات واسعة جدا في النجف بسعر 10000(عشرة آلاف دينار عراقي) للمتر المربع الواحد؟هل يبع لي المالكي بعشرة أضعاف هذا السعر هناك,مثلا؟من يملك حي الكرادة خارج|الجادرية؟هل يستطيع أحد أن يمر من شارع 60 خلف بريد الكرادة خارج؟

المهم أبو لهب تقدم بالخطوة الأولى,وفي اليوم التالي جمع ثلة من شيوخ العشائر في مكتبه ليبدأ بنصائحه العتيدة وتذكيرهم بالمهام الملقاة على عاتقة والعمل من أجل إسعاد شعبه وتوفير الخدمات...وما كان هدف إجراءه الفاشل إلا شعورا بأنه يستطيع فعله مالم يفعله صدام,ولكنه نسى الى أين انتهى صدام وحثالاته وما حل بالحزب الشيوعي العراقي ,حيث ما أن حل الربيع إلا وخرجت البراعم الجميلة ذو النكهة الطيبة من الأرض الطيبة لتلتف حولها الورود من مختلف الأجيال,هذا ما أرعب صناع القرار من التيار الديني السياسي.فتصور بطل الصولات,مثل بطل القادسية,انه يستطيع أن يُركّع هذا الحزب الذي أشاده فهد الكبير. ففشل,وتراجع أثر الاحتجاجات الكبيرة والتي عبر عن استنكاره حتى المؤتمر الوطني العراقي المتحالف معه في التحالف الوطني.وبالرغم من كل الاحتجاجات لم يقدم اعتذارا لفعله الغير مبرر .ولكن الناطق بأسم عمليات بغداد الذي بدا حائرا من أمره كيف سوف يصرح بعد انسحاب القوة المداهمة للمقرات المذكورة,حيث قال إن قرار الإخلاء قد تم تأجيله بناء على أمر من القائد العام للقوات ورئيس الوزراء.إذا لماذا كل هذه الضجة؟ربما كان يريد "جر" الإذن,وضد من؟

وربما أراد أن يخيف هذا الحزب العظيم بسبب التظاهرات الأسابيع الأخيرة؟أراد أن يجرب حضه كما فعلها صدام؟ ففشل الأول وفشل هو أيضا.أي طريق سلك.وضع قاسم عطا"مسيلمة" الموسوي في موقف ولا أحرج منه بسبب التفتيش عن المبررات التي أدت الى تطويق بنايات لأحزاب كان أعضاءها في البرلمان,واليوم يريدوها أن تتخلى عن خطها الوطني المدافع عن المواطن.ليشرح السيد عطا متى تطوق قواتهم مجلس محافظة ديالى التي تبين إن فيها فساد واختلاس 60 مليار دينار ولا يعرف أحد أين هذه الأموال.كان عليهم عزل محافظ بغداد ومجلس المحافظة على الاعتداءات المتتالية ضد النوادي الاجتماعية وإتلاف محتوياتها من قبل أفراد بملابس سوداء لم يعرف الى من يتبعون.كان عليهم معاقبة المجرمين من المسئولين الذين أطلقوا سراح المجرمين القتلة من القصور الرئاسية في البصرة.كان عليهم معاقبة من أحرق الوزارات وبطوابق خاصة ومحددة.كان على الموسوي أن يقول لقائده الفذ لماذا هذا التأجيج ولمصلحة من.وإذا كان لابد لقواته أن تفعل ما فعلت بسبب تنفيذ الأوامر,الم يكن من بين مستشاريه وقيادات حزبه المنفلق يوميا أن ينصحوه بعدم الإقدام على هذا الفعل الشنيع ضد من قدم آلاف الشهداء من أجل الوطن والشعب.أم هم مثل قيادات حزب البعث الذين لم يتجرأوا حتى شرب القهوة قبل رئيسهم وليس الاعتراض على قراراته القرقوزية؟ لم أسمع إن برلمانيا أعترض واستنكر فعل المالكي الذي يستخدم أساليب صدام في قمع الحريات والتظاهرات ماعدا السيدة السهيل وبيان المؤتمر الوطني والذي أشاد بوطنية وتضحيات الحزب الشيوعي العراقي خلال كل الفترات الماضية.أين الليبرالي أياد علاوي وبطانته من هذا الفعل؟أين التيار الصدري الذي يريد أن يدافع عن الديمقراطية؟أين رئيس جمهورية العراق ورئيس البرلمان من تصرفات المالكي هذه؟

أين المعممين في البرلمان من انتهاك الحريات العامة وإجراءات المالكي دون أن يستشير حتى من معه في مجلس الوزراء,ماذا تقول حنان الفتلاوي على خطوة رئيس حزبها هذه؟فهل هم أيضا خائفون أم هم موافقون؟إذا كان عطا يقول إن إجراء القائد العام للقوات المسلحة شمل جهات سياسية أخرى,ليقل للناس وعبر الشاشة متى توجهت القوات المسلحة لإخلاء البنايات للأحزاب الأخرى ,وهل هناك أمرا من صاحب الهرولات لحزب الدعوة بإخلاء مبنى مطار المثنى والذي يحتوى على سجن,كما يُشاع عنه أيضا,واستأجروا قسما منه أو الدفع بما يستحق المبنى من إيجار في هذه الأوقات؟هل يتجرأ ويوجه للحكيم قوة عسكرية لإخلاء البيت التابع للدولة ألان والذي احتله والده الراحل,أو جلال الطلباني أو القصور الأخرى لزبانية صدام واحتلها التيار الإسلامي السياسي في بغداد تحديدا وفي باقي المحافظات؟ وإذا كان الإخلاء لابد منه الم يكن ممكنا بتوجيه رسالة رسمية بالإخلاء دون اللجوء الى تظاهرة عسكرية أمام تلك البنايات؟ولكن لماذا لا يصرح المالكي بشيء حول فعله هذا والذي تراجع عنه مرغما؟

عليه أن يعتذر على فعله أولا للشعب العراقي لتجاوزه على الحريات الديمقراطية وثانيا لجماهير الحزب الشيوعي العراقي وحزب الأمة إذا كان يتمتع بشيء من الشجاعة كمسئول دولة وان يتعهد أن لا تتكرر مثل هذه الأفعال الانفعالية وغير المدروسة والمدانة في كل الأحوال..وأن يأمر ,إذا كانت له سلطة رئيس الوزراء,بإرجاع ممتلكات الحزب الشيوعي العراقي بالكامل وتعويضه على كل ما لحق بها من أضرار لكل الفترة المنصرمة.

إذا كان المالكي يعتقد بأن صولة الفرسان حققت له مكاسب انتخابية لوقوفه ضد عصابات عصائب الحق وجيش المهدي فخطوته ضد الحزب الشيوعي العراقي وحزب الأمة في تهديدهم بإخلاء مكاتبهم بعيدا عن كل الأعراف السياسية والرسمية ,خطوته هذه سوف تكون الخطوة الأولى لهزيمته القادمة لامحال.ولكن عليه أن لا يفكر بخطوات ضد نشاط الحزب الشيوعي لأنه سوف يوقع على قرار اقتلاعه من الكرسي الذي لا يريد أن يتنازل عليه.

الديمقراطية التي يتحدث عنها المالكي في التظاهر السلمي الذي يكفله الدستور ولكن مع منع التجوال وغلق الجسور والشوارع ,هل رأى احد أفضل من هذه الحريات في التظاهر المكفول دستوريا؟"شمر بخير..."

لقد بدأت بوادر ايجابية التظاهرات اليوم بمناقشة احتمالية ترشيق الوزارة وحذف وزارات الدولة وإلغاء نواب رئيس الجمهورية بسبب إرهاق ميزانية الدولة.سوف يبدأون من المربع الأول في تشكيل الوزارة وبعد غفوة طويلة صحا البرلمان ونوابه على ما يجري..وسوف يعيد المالكي تشكيل الوزارة وتبدأ مرحلة جديدة بتوزيع المناصب كل حسب حصته الطائفية والقومية...وجر على هذا المنوال.

التظاهرات سوف تستمر مادام هناك فساد وخراب وفقدان الخدمات وبطالة متفشية ,حتى لو وجه المالكي كل "حرسه الجمهوري وفدائي المالكي".عليه أن يفكر مليا بخطواته القادمة قبل تنفيذها.الشارع لا يمكن إيقافه مرة أخرى.,لقد ولى ذاك الزمن. تبت يدا أبي لهب...ومسيلمة لا ينفع في اللهب.

 

20110309
 





 

free web counter