| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الخميس 9/6/ 2011



مرتزقة يعملون بأجر .. مُجزي

محمود القبطان  

كل الحروب التي ابتلت الأمم وشعوبها لا تستمر إلا بمن يمولها ماديا وبشريا إضافة الى الإعلام لكي تنجز مهامها
على أكمل وجه.أما الضحايا فليس في الحسبان في معظم الأحيان لان الغاية تبرر الوسيلة,المبدأ الميكافيلي والذي ينطبق على أوضاع العراق الحالية ,كما انطبق على حالات أخرى في العالم البعيد والقريب.

ففي العراق ابتلى بكم كبير من الميليشيات والتي عبثت بحياة المواطن الذي لاحول ولا قوة له ولا مصلحة له في الصراع الدائر بين مختلف الأطراف المتنازعة على السلطة ومغرياتها لا من قريب ولا من بعيد إلا إن المتلقي لهذه الحرب الطاحنة هو,المواطن,عبر أجندات إقليمية وعالمية وهو الخاسر في كل الأحوال.

فبعد انتشار القتل العشوائي وجعل المواطن تحت رحمة المتخلفين من التيارات الاسلاسياسية أصبح أمن المواطن في خطر عظيم. ولكسب الشارع,كما ظهر فيما بعد,ولتثبيت السلطة شرع رئيس الوزراء الحالي بتطبيق خطة لتقليم أظافر هذه الميليشيات ابتدأها في البصرة لتمتد الى محافظات أخرى ومنه بغداد ليتنفس الناس هواء نقيا,ولو لفترة,بعيدا عن تطبيق شريعة لا تمت الى الإسلام بصلة,كما حدث في محاكم النجف الشرعية التي أشرف عليها التيار الصدري والتي ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء.ولكن بعد ان تنفس الناس الصعداء واستبشروا ببداية اندثار هذه الميليشيات ,كانت في الخفاء تتهيأ ميليشيات أخرى تقتل على الهوية وانتشرت عصابات الجريمة المنظمة بشكل جعل الأمن في خطر واضح,ولم تكن الإجراءات الأمنية من الحزم لتلجم هذه الظاهرة وهي الجريمة السياسية والمنظمة لعصابات اشتركت بمهمة واحدة وربما بتعاون مسبق على قتل العراقي ولاسيما الكوادر العلمية والتدريسية بغية إرغامها على الهرب خارج الوطن في عملية مكشوفة في إفراغ الوطن من كوادره وعلماءه لتنتشر فيه ألامية والجهل ليسيطر فيه المعمم الذي ترك مكانه الطبيعي في الأمكنة الدينية ليشترك في الفساد الإداري والمالي التي سبقه في ذلك "زميله" السياسي الوافد من الخارج لاستلام ما تبقى من الكعكة ولينشر فتواته وبركاته على من تبقى في وطن مسلوب وشعب أصبح جاهلا,حسب ما كان يعتقدون ويخططون.

فبعد أن تحولت ميليشيات ما يسمى بجيش المهدي الى تيار سياسي؟حسب تصريحاتهم المتكررة والتي كانوا يحاربون"المحتل" فقط تحولوا في رفضهم المحتل عبر الاحتجاج السلمي,وفقط السلمي,ودعوا وفي عدة مناسبات عصابات عصائب الحق التي انشقت عنهم للرجوع الى صفوفهم وترك السلاح جانبا.هكذا كانوا يصرحون,ولذلك وبعد إسنادهم للمالكي في دورته الثانية كانوا قد وضعوا شروطهم والتي قيدت المالكي في كل خطوة له في وزارته الأربعينية وزير وأكثر,وبدا المالكي,لا قدرة له على شل قدرة جيش المهدي لا بل أصبح كسيحا بسبب طلبات التيار الصدري والذي هددوا في أكثر من مرة بإمكانية خروجهم عليه أو التحالف ضده وهذه كان يعني سقوط وزارة المالكي في أقرب تصويت,ولذلك لجأ المالكي وطاقمه من خلفه ساندا في تلبية كل مطالب التيار الصدري وفي مقدمتها إطلاق سراح السجناء,وطبعا ليس أي سجناء وإنما جماعة جيش المهدي والذي تلطخت أياديهم بدماء العراق,وكذلك جماعة عصائب أهل الحق. لا بل أكثر تم تهريب الكثير من المجرمين من كلا الطرفين,جيش المهدي وعصائب أهل الحق,بوسائل جد مفضوحة,حيث لم تعلن نتائج أية لجنة شُكلت على أثر هروب هؤلاء القتلة,إضافة الى تهريب مجرمي القاعدة من "سجن" القصور الرئاسية في البصرة وكما حدث مع عتاة المجرمين من قتلة البعث في الموصل سابقا وكأن شيئا لم يحدث,ويضع السيد عطا أيديه على فمه لان لا نتائج لأية لجنة تحقيقية ,هذا إذا شُكلت أصلا.

ماذا يحدث اليوم؟
يعلن أحد نواب التيار الصدر ,الكناني, وبصوت عالي إن التيار الصدري يحارب الأمريكان بالتعاون مع عصائب الحق وبأجر.ألتيار الصدري له "رجل في الجنة ورجل في النار",مرة في البرلمان ومرة يحارب الأمريكان,طبعا إعلاميا فقط..

ولا يعلم إلا من يدير سياسية التيار الصدري لماذا لا يحارب بنفسه الأمريكان,وسوف يأتي الموعد المحدد للانسحاب وسوف تمدد فترة بقائهم ويوافق عليهم مع تحفظ شكلي بتحديد الفترة الجديدة للانسحاب.ومن كل ما ورد أعلاه نرى إن التيار الصدري يشكل أحد بؤر التوتر وعدم الاستقرار على الساحة السياسية العراقية ,وما استعراضه العسكري الغير مُسلح إلا إشارة ودلالة أخرى على نوايا التيار ومن يستعين بهم سواء في الداخل أو الخارج.أهذه هي السياسية التي استشهد من أجلها الصدر الثاني؟أهذه هي سياسة المرجعية الناطقة ؟ من أطلق سراح عبدالهادي الدراجي وحازم الاعرجي وسميسم وآخرين قياديين في التيار,وقبلها لماذا اعتقلوا وغيبوا لفترة غير قصيرة أصلا؟ماذ سوف تفعل الحكومة الحالية,تحديدا كتلة دولة القانون,أكثر لترضية التيار الصدري؟

هل من شك في استخدام عصابات أهل الباطل القتل بالكواتم والتي أصبح حدثا يوميا؟من يستطيع أن يفرق بين من يقتل بكاتم القاعدة وأم بكاتم عصائب الحق؟وهل القتل والتفجير يُطال الأمريكان فقط؟ولماذا لا يذهبون الى القواعد الأمريكية التي انتشرت في العراق كالذباب ليقتلوا ما شاؤا؟هل يريدون أن يشبهوا أنفسهم بالفيتكونك في ملحمة تحرير فيتنام ؟, أم بمقاومة المؤتمر الوطني الإفريقي في نضاله ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا؟ في كلا الحالتين لم يكن المواطن الهدف في القتل.أين التيار الصدري وباقي الميليشيات المسلحة بكل أشكالها وفصائلها من هذا؟

يبقى الشعب العراقي هو الضحية الأولى في كل هذا الصراع سواء السياسي أو المسلح.

وأخيرا ماهو الأجر الذي يدفعه التيار الصدري لعصابات لما يُسمى بعصائب أهل الحق من تنفيذ مشاريعه؟وما هو رد فعل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية من كل هذه الكوميدية السياسية ومن تصريحات الكناني؟من يدفع ومن يقبض وكم ما يمكن الحصول عليه؟
 

20110609

 
 


 

free web counter