| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 9/2/ 2010



مذابح 8 شباط 1963 وانقلابهم الأسود وصمة عار في جبين البعث

محمود القبطان  

اليوم تمر ذكرى أليمة على معظم فئات الشعب التي اكتوت بنار القمع ألبعثي الفاشي الحاقد على كل شيء اسمه أخلاق وشرف وعلم ونبل وإبداع.إنها ذكرى انقلاب 1963 ضد ثورة 14 تموز وقادتها لا بل ضد كل القوى التي أرادت الدفاع عن مكتسبات تلك الثورة وإجهاض المكتسبات التي شملت كل قطاعات الشعب,ونتيجة حتمية لإصدار قانون النفط لعام 1961 الذي ارجع فيها العراق 99,5% من ثروته النفطية التي كانت تسيطر عليها الشركات الاحتكارية.

اليوم 8 شباط شاهدت من الفضائية العراقية والفيحاء برنامجين حول الانقلاب الأسود الذي استحق وبامتياز أن يلقب بالأسود لما اقترف قادته وقطعان الحرس القومي من قتل وبطش واغتصاب قل نظيره في العالم.وهذه هي أخلاق البعث كلما استلموا السلطة وسوف يكرروا اخلاقيتهم وسلوكهم الشاذ مرة أخرى لو سنحت لهم الفرصة ثالثة,وهذا ببعيد كلما تقدمت الحريات والديمقراطية خطوات نحو الأفضل وابتعد المنافقون والفاسدون عن مراكز القوى في هرم السلطة وان تجري انتخابات نزيهة ليصل الرجل المناسب إلى مقاعد البرلمان دون تزوير شهادات أو شراء أصوات.

كانت في المقابلتين المعلومات القديمة وبعضها كان جديدا حيث اشترك في سرد الذكريات أشخاص عاشوا مع الشهيد عبدا لكريم قاسم كأحد أفراد حمايته,أو من عاش المآسي في سجن قصر النهاية وكان شاهدا على الإعدامات وسماع صوت النساء التي تغتصب والذي ذكر إن اسم السجن كان بحق كما اسماه بالمسلخ البشري.

ما أود إضافته ,كما ذكر الكثير من الإخوة في مناسبات عديدة,إن على الحكومة الحالية إن لا تشمل ضحايا النظام ألبعثي منذ 1968 فقط وإنما يجب شمل ضحايا هذا البعث الفاشي منذ 1963لتتحقق العدالة لان الإنسان في عام 1963 له نفس القيمة لضحايا ما بعد 1968 لا بل هناك ضحايا نظام الإخوة عارف وان كان حكم عبدالرحمن عارف اقل اضطهادا للأحزاب والقوى السياسية لكنها امتداد لحقبة البعث على أية حال لكن بأخف وطأة.في الفضائية العراقية في برنامجها العراقية والحدث كان قد اشترك فيه إبراهيم الحريري ونجم ألساعدي الإعلاميين وقد أبلوا بلاءا حسنا في فضح البعث وأخلاقه وهمجيته.لكن ما يؤخذ على مقدم البرنامج الشاب(قياسا لضيوفه)حاول أكثر من مرة إن يدير الحديث باتجاه آخر عندما يكون الحديث عن الوضع الحالي في الاستفادة من أخطاء الماضي وان لا يكون الكرسي هو الهدف. ومع هذا استطاع ضيوف المقابلة من إيصال رأيهم إلى الجمهور.

كل هذا سمعته الملايين التي شاهدت البرنامج على العراقية وسمعت ما عانته القوى الديمقراطية والشيوعيون العراقيون على أيدي البعث الفاشي في 8 شباط 1963,ولكن السيد المالكي عندما تحدث اليوم,كما كل يوم,مع شيوخ ووجهاء العشائر وهذه المرة مع شيوخ مدينة الصدر ذكر بان البعث لن يعود وذكر من ينسى الحروب التي جلبت الدمار على العراق مع إيران والكويت والمقابر الجماعية لشيعة العراق....أقول للسيد المالكي:أنت اصغر مني سنا ولكنك أعلى مني شأنا من خلال موقعك الحكومي اسمح لي بالقول:إذا نسى سلفك الجعفري متعمدا بطولات وتضحيات الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين من أكثر من 7 عقود لاسيما ما قدموه من تضحيات جسام في كلا حقبتي البعث,فلماذا تنسى أنت أيضا تلك التضحيات التي اعترف فيها ألقاصي والداني وأنت تعلم ذلك جيدا,فمن المستفيد من تناسي تضحيات الشيوعيين العراقيين,وهل هذا يبعد البعث من جرائمهم ومحاولاتهم الوصول إلى السلطة بوسائل متعددة؟لقد سمعت الأجيال الجديدة التي جاءت بعد 1968 ما قاله الحريري والساعدي فهل يمكن حجب الحقيقة بغربال ؟

إن إنصاف ضحايا انقلاب شباط الأسود 1963 هو مطلب جماهيري ولا بد إن تنصف عوائل ضحايا تلك الحقبة أسوة بضحايا النظام بعد 1968 لان الفاشية هي عينها ولكن الشخوص تبدلت وليس صحيحا إن الضحايا في الجنوب فقط من الشيعة(إسلاميين) وإنما كان هناك ضحايا من كل القوميات والأديان والطوائف وكل الأحزاب المعارضة لحكمه البغيض لان صدام ونظامه كان ضد الجميع.فهل نسمع منك ,السيد المالكي, كلمة إنصاف بحق الجميع.

 

20100208




 

free web counter