| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 8/11/ 2010



من اربيل الى بغداد دون التوصل الى حل...الى متى؟

محمود القبطان  

دأب إخوة الوطن على عقد الاجتماع الموسع لقادة الكتل في اربيل لاسباب سياسية كردية ومن أجل مطالبهم ال19 عشر أولا وأخيرا.ولما أتفق قادة الكتل(القادة فقط والرجال فقط أيضا) على التوجه الى أربيل كان الاكراد والكتلة الشيعية

تصر على عقد الاجتماع هناك لإجهاض المبادرة السعودية.وأعتقد أن نجحت هاتان الكتلتان في شيء فأن إلغاء أو تأجيل فكرة المبادرة السعودية أهم ما حدث لمؤتمر أربيل.أما ماذا توصل الفرقاء العراقيين من حلحلة للمواقف المتشددة فأعتقد إنهم لم يتوصلوا الى نتيجة إلا اللهم التوجه الى بغداد ولكن لا أظن إن قادة الكتل سوف يجتمعون ثانية مثل ما حدث في عاصمة الإقليم.من الأسباب التي تدعو الى هذا الاستنتاج هو إنهم ,القادة,لم يتوصلوا الى تسمية من سوف يتبوأ الرئاسات الثلاث ومن ثم لم يقولوا في كلاماتهم غير الكلمات الجميلة الإنشائية والتمنيات,مثل:لو اجتمعنا منذ البداية في هكذا اجتماع لما تأخرنا في تشكيل الحكومة,قالها الحكيم,وقال المالكي لنبدأ في صفحة جديدة ونطوي الخلافات,ومن قال له أن لا يبدأ بصفحة جديدة ويطوي الخلافات,والهاشمي لم يقل أكثر مما قاله الآخرون من شعارات رفعوها في الحملة الانتخابية الماضية.إذا فما الجديد؟لم يتعدى اللقاء,على ما اعتقد,غير إبراز الحدث تلفزيونيا ,وآخرها بدأ حيدر الملا بقوله هم يتمسكون بالاستحقاق الانتخابي!! إذا لماذا الاجتماع أصلا؟مازال الملا يُشرّق ويُغرّب في تصريحاته مرة أين ممثل التحالف الأكبر ومرة انه لن يتنازل عن استحقاقه الانتخابي.فأيهما المطلب الأول ؟

سوف يتوجهون الى بغداد ويجتمعون في يوم الثلاثاء 9 ت2 ولكن ماذا عن جلسة البرلمان في يوم الخميس؟اليوم أعطى الإرهابيون الرسالة الجديدة بمفخخات في طوريج وفي النجف وفي بغداد|الكرادة داخل,والقادة يجتمعون ويجتمعون وسوف تستمر الاجتماعات الى ما شاء هم وليس ربهم الأعلى.والأبرياء يذبحون ويذبحون وليس من مجيب الى محنة الشعب بأكمله!احد القادة في الشرطة الاتحادية قال قبل أيام أن ما يحدث من تفجيرات,بعد أحداث الكنيسة واليوم التالي,وتفخيخ للسيارات يحدث في ألاماكن نفسها وبتمويل خارجي!!لم يقل للشعب ويريحهم ويرتاح من هي الجهة التي تمول هؤلاء المجرمين ولماذا اختفت بعض سيارات النجدة من مكانها قرب الكنيسة في نفس اليوم التي تتواجد فيه أكثر من سيارة نجدة في الأيام الاعتيادية.أهي الصدفة؟لا أستطيع أن أتصور هكذا صدف بشعة!

البرلمانيون والسياسيون الجدد والقدامى والذين "يتلوعون ألما على الدستور" يقولون إن أي تأخير للجلسة يُعد خرقا للدستور! جميل.ولكن من أخّر انعقاد البرلمان ثمانية أشهر ويوما واحدا ,وهل يُعد ذلك خرقا دستوريا أم لعبة شطرنج؟

لم تبقى مادة في الدستور لم تخرق وقد أوجدوا كذبة دستورية جديدة اسمها الجلسة المفتوحة,وقد أشركوا القضاء في هذه الكذبة والتي من المفترض أن يكون القضاء نزيها فيها,ولن يلوث سمعته بألاعيب الساسة الجدد.وقد اجبروه على أن يحكم بأن الجلسة المفتوحة,بعد فترة, إنها غير قانونية وعلى البرلمان أن يعقد جلساته ,ولكن القضاء المحترم لم يحدد متى,أما معصوم قرر الفترة بأسبوعين,وانتهت هذه الفترة ومددها ثلاث أيام أخرى وسوف لن تعقد هذه الجلسة إلا بإكمال الطبخة في مطبخ الساسة في القاعات المغلقة لقادة همهم الأول من يكون الرئيس هنا أو هناك و ماهي الصلاحيات التي سوف تناط بهذا أو ذاك,وكأن هذه الاجتماعات هي البرلمان نفسه وهم من يُغير المواد وليس الأعضاء جميعهم وفي جلسات نظامية.

في كل الاجتماعات لم يناقش القادة المُنزلون والصفوة السياسية,مادام هم يريدون أن يغيروا أمورا في الدستور وهم غير مؤهلين لذلك دستوريا كان الأجدر بهم أن يسألوا لماذا سافر 57 عضوا جديدا الى مكة وهم لم يمارسوا واجباتهم وإنما اخذوا فقط رواتبهم البسيطة ليس إلا!!كيف يجتمع البرلمان في ظل غياب 57 برلمانيا؟من أين تكتمل الجلسة في ظل هذا الغياب المفضوح؟وهل سوف يرفعون أياديهم ليقولوا نعم فقط لان غيرهم فكر عوضا عنهم؟كان على القادة أن يتعهدوا بأن تضاف الى الدستور فقرة مهمة وعي عدم جواز سفر أعضاءه من المتدينين جدا من السفر الى مكة خلال 4 أعوام من عمر البرلمان ,لابل يمنع سفرأي عضو برلماني الى أي مكان خارج العراق عند حلول أية أزمة تمر بها البلاد.

والمرأة نصف المجتمع اسميا فقط وإنما من الناحية الفعلية ليس لها وجود في عقلية القادة الجدد.هل اعترضت مها الدوري أو ميسون الدملوجي أو أي نائبة أخرى ممن لهن الباع الطويل في التصريحات بسبب عدم وجدوهن في هذه الاجتماعات المهمة والمصيرية أم إنهن قبلن بقدرهن وهو التصريحات فقط للفضائيات,ويعتبرن هذا إنجاز كبير لدورهن الحالي باعتبارهن"ناقصات عقل ودين"؟

الأتراك لم يفوتوا الفرصة في وضع قدم قوي على الساحة العراقية لاسيما من خلال زيارتهم الأخيرة الى أربيل ومن ثم الى الرياض وربما الى بغداد غدا "لتقريب" وجهات النظر بين الفرقاء الأشداء.ولكن لم يقول ولم يطلب أحد القادة من الجارة تركيا,صاحبة المهمات الصعبة,لماذا قلت وانحسرت المياه في دجلة والفرات الى العراق وأين القانون الدولي,وطبعا نفس الشي بالنسبة الى إيران؟لم تبقي الكتل السياسية العراقية المتهافتة على المناصب أية ورقة في الأيادي العراقية"للضغط" على دول الإسلام الشمالية والشرقية لأخذ حقوقنا المائية.لقد عرفوا في الساسة الجدد أشخاص لا هم لهم إلا المصالح الحزبية والشخصية ,وليس للوطن والشعب مكان في همومهم اليومية.فهل مثل هؤلاء الساسة يستحقون الاحترام وبقائهم على هرم السلطة لأربعة سنوات جديدة؟

باختصار,لقد انتهى مؤتمر اربيل دون التوصل الى حل جيد يرضي الفرقاء,وسوف لن يتوصلوا الى حل أفضل في بغداد.

وان توصلوا الى حل مؤقت لمجرد عقد البرلمان جلسته وربما انتخاب حكومة ,فسوف تكون هذه الحكومة في مهب الريح بعد فترة قصيرة لان التشكيلة طائفية وقومية,ولذلك سوف يكون مصيرها جلب المتاعب لأهلها ولن يستتب الأمن ولن تتحرك عجلة الاقتصاد لان المناصب سواء على مستوى الوزارات أو المدراء أو السفراء سوف تكون حسب ثقل الكتل الحزبية طائفيا وقوميا وحسب طلبها,وسوف تفشل مرة أخرى كما في المرات السابقة.

 

20101108




 

free web counter