| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 8/9/ 2010



الإقليم مرة أخرى!

محمود القبطان  

يبدو إن فكرة تأسيس الإقليم / الأقاليم ما أن تهدأ ألا وأن تُثار مرة أخرى. فقد ظل المجلس الأعلى بقيادة المرحوم عبدالعزيز الحكيم مناديا وعرابا لفكرة إقليم الوسط والجنوب أو ما سُمي وقتها إقليم ال 9 محافظات (1),وعندما اشتدت الخلافات بين أقطاب الائتلاف الشيعي صعد على "شجرة" النفاق السياسي احد أبرز الفاسدين سياسيا وماليا محافظ البصرة السابق مصبح الوائلي ورفع فكرة الإقليم لا بل وصلت الوقاحة به الى تهديد بغداد بقطع النفط عنها وإعلان الإقليم (اقرأ) الانفصال من جانب واحد,وما أن هدأت العاصفة حتى ظهر عرابا جديدا لفكرة الإقليم وهو النائب السابق القاضي وائل عبداللطيف (2) ولتقع قناة الفيحاء في نفس المطب وإخراج العديد من اللقاءات مع أهل البصرة وتشجيعهم على تأسيس إقليم البصرة لوحده وذهبت فكرة الحكيم الى أدراج النسيان لإخفاقها في الحصول على من يؤيدهم,لكن الفكرة الجديدة التي قادها عبداللطيف وجدت من يمكن دغدغة عواطفه حيث أن حزب الفضيلة والمجلس الأعلى خذلوا أهل البصرة في تقديم الخدمات.وإصر القاضي عبداللطيف على جمع تواقيع لأهالي البصرة لطرح الفكرة على مجلس المحافظة والحكومة وبالتالي إجراء استفتاء على المشروع,وجرى جمع التواقيع لكن الخيبة كانت مع عرابي الفكرة الإقليمية حيث لم يحصلوا على أكثر من 1% بدل 10% وماتت الفكرة قبل ولادته ومن بدايتها,وكان حزب الدعوة ضد فكرة الأقاليم لأنها كانت بدعة المجلس لا غير.وألان وبعد مرور أكثر من سنتين تُعاد الفكرة لتطرح مرة أخرى ولكن هذه المرة من قبل أعضاء حزب الدعوة في مجلس المحافظة والمحافظ,ولسخرية القدر الذي يعصف بالعراق بين أيدي تنكرت لمعاناة الشعب ووعودهم الانتخابية,في هذه المرة يكون حزب الدعوة بطل الفكرة الإقليمية ويكون نائب رئيس مجلس المحافظة من المجلس الأعلى ضد الفكرة!!

يريد الساسة الجدد من إعادة فكرة إقليم البصرة أن يشمل التطور المحافظة,عفوا ,الإقليم بكل جوانبه,وأن يخصصوا 1% من عائدات البترودولار للإقليم,ولكنهم نسوا أن يقولوا أين سوف تذهب ال99% الباقية من عائدات البترودولار؟وهل نسوا أن هناك عائدات الغازودولار؟أم ربما تكون كل عائدات ما تستولي عليه الگمارگ من بعض الحاويات أيضا تُحسب لتطوير الإقليم الجديد وبدون مزاد علني كما حدث مع الحاسبات التي كانت مهداة لمدارس بابل,وليومنا هذا لم نعرف هل رجعت تلك الهدية لأصحابها أم جرى عليها التغطية والنسيان ,حتى بعد طلب الملكي لإرجاعها, كسائر فضائح العراق الجديد.

في منطق الساسة الجدد المضادين لفكرة الإقليم وهم من المجلس الأعلى ومن أطرافه يعتقدون ,وهم على حق,أن كل ما سوف يأتي من واردات للبصرة من البترودولار سوف تذهب لتأسيس "الدولة "الجديدة الإقليم هناك وفي معظمها للرواتب وتشكيل الوزارة والمؤسسات الجديدة ,كما قال نائب رئيس مجلس المحافظة أمس,وتبقى البصرة كما هي وكما كانت لا تتطور ولا بنيان وإنما سرقة ونهب بين الأحبة والأخوان.

هل السيد المحافظ درس الفكرة بذكائه المشهود أم حلم راوده؟
أنا أميل الى الشق الثاني وهو لا بد وان كان المحافظ شلتاغ المياح كان قد حلم بإمبراطورية جديدة اسمها البصرة لصاحبها حزب الدعوة!!هل نسى السيد المحافظ ,دكتوراه علوم إسلامية,ماذا جرى في الصيف اللاهب أمام بناية مقر عمله ولماذا والى أين هرب من الجماهير الغاضبة ؟هل نسى الدماء الحارة التي سالت على إسفلت الشارع الذي كان يغلي من شدة الحرارة عندما تظاهرت الجماهير بسبب انعدام خدمات الكهرباء وباقي الخدمات الأكثر من ضرورية؟هل نسى من يدير المحافظة ما حدث في مركز المحافظة العشار قبل أسبوعين وكم شهيد قضوا وكم جريح سقط في الانفجارات نتيجة التراخي الأمني والثغرات التي استطاعت مجاميع إرهابية أن تدخل الى أماكن ممنوع أن تمر دراجة هوائية فيها؟

بعد كل هذه الفضائح هل من عاقل في المحافظة أوفي حزب الدعوة ورجالاتها في مجلس المحافظة تدور في رأسه إعادة فكرة تأسيس إقليم البصرة مرة أخرى؟ هل نسوا فشل الفكرة قبل عامين ولماذا ؟ ماذا قدمتم لأهالي البصرة من خدمات حسب ما وعدتموهم قبل الانتخابات بعد تسلمكم المناصب في البصرة ؟ إذا لم تضعوا وتوزروا ألأصوات حتى الموتى من قبل قرون في صناديق الانتخابات وتوزعون الأوراق (100دولارأو أكثر) ومن جديد فأن الفشل حليفكم في طرح الفكرة ,فكرة الإقليم مرة أخرى كما فشل اللذين من قبلكم لعلكم تتقون.

ليس هناك من عاقل يمكن أن يكون ضد تطور بلده أو مدينته لا بل حتى الحي الذي يسكن فيه ,لكن هناك مهام كبرى أمام البلد ككل,لان العراق كله متأخر عن بلدان العالم في جميع الأوجه.أليس الأفضل أن تتحسن الخدمات بشكل ملحوظ ودائمي وتتوفر الأعمال والمشاريع لأعمار البلد الذي خربته حروب عديدة ولتشغيل الأيادي العاملة وليعيش الإنسان العراقي بكرامة وتتوفر المدارس الحديثة وتتعمق الديمقراطية والحريات وتأخذ المرأة دورها الفاعل في الحياة السياسية فعليا وليس تضليليا ,كما يجري ألان,وقتها لفكرة الإقليم يكون قد حان طرحها وليس في الأمر ضرر على وحدة البلاد.

لذلك الحين انتظروا قليلا .ومن صبر ظفر ,أيها الدعاة,حُماة الوطن الجدد!!.
 


(1) عندما كان يراد بالعراق أن يقسم الى 3 مناطق كردية وسنية وشيعية
(2) النائب السابق في البرلمان السابق والذي لم يحصل على مقعد في البرلمان الجديد بعد انضمامه الى الائتلاف الوطني وربما يمنح مقعدا من دون ان ينتخب ويصبح ممثلا على اهل البصرة

 

20100908




 

free web counter