| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 8/8/ 2010



هل يعي المعنيون خطورة الوضع في العراق؟

محمود القبطان  

تتراشق الكتل الفائزة بالاتهامات المتبادلة عن من هو المسبب بتأخير تشكيل الوزارة التي طال انتظارها,لكن لم يعلن احد منهم السبب الحقيقي الذي يقف وراء التأخير وتبقى التخمينات والتصريحات المتضاربة عن قرب انتهاء ألازمة واتفاق دولة القانون مع العراقية وسرعان ما ينبري احدهم ويقول الوقت قد يطول لأكثر من ما تتوقعوا, يعني إنهم لم يتفقوا أساسا والخلاف الجوهري باق كما هو وهو إصرار المالكي على رئاسة الوزارة وألا لن يتفق احد على تشكيل الوزارة.رئيس المجلس الأعلى الحكيم أنهى الجدل بعدم قبول المالكي مرشحا لرئيس الوزراء وهو الذي يحتفظ ب 30 مقعدا فقط,وهو بنفس الوقت رئيس التحالف الوطني.إذن كيف يكون هذا التحالف اكبر كتلة برلمانية ويرفضون المالكي وبدون المالكي لن يحققوا النصاب "القانوني" لتشكيل الوزارة,وهذا يعني ,وبأسم الديمقراطية الجديدة, ترشيح علاوي للمنصب وهنا "البلوة السودة" التي بسببها ومنذ 5 أشهر لم نرى الدخان الرمادي وليس الأبيض حتى ، من فوق سطح (مدخنة) قاعة الاتفاقات .

الانفجارات والقتل من قبل مجرمي القاعدة والمستفيدين من تأخير تشكيل الوزارة أصبحت يوميا وآخرها اليوم في البصرة والضحية هو المواطن الذي لم تستطع فرق ونقاط التفتيش المنتشرة في كل أرجاء العراق من حمايته.أما السادة أولياء أمور الشعب فهم غارقون الى حد النخاع بمشكلة عدم التنازل من أجل الوطن والشعب.أما الاستحواذ على رئاسة الوزراء وأما السير في النفق المظلم الى ما شاء الساسة.

ظهرت صحوة للنائب المكرر حيدر ألعبادي مفادها : إذا تناقضت المصلحة الفئوية مع المصلحة الوطنية فأنهم سوف يتنازلون عن ترشيح المالكي!!بعد كل ما حدث خلال 5 أشهر فأن السيد النائب لم يرى وجود هذا التناقض لحد ألان ولذلك فهم  متمسكون بترشيح المالكي . صحوة متأخرة ولن تنفذ. ويقول إذا وجدنا الطريق مسدودا والحل في الاتجاه الآخر,فقطعا سوف نذهب نحو هذا الاتجاه!! لو قال هذا الكلام لصدام في وقت عزه لهزأت به المعارضة وقتها.

ألان التحالف الشيعي قد فقد بوصلته ويسير بدون خطة طريق واضحة وهدف المجلس الأعلى هو إزاحة المالكي والأخير بدأ بالاعتراف بعض الشيء بالأخطاء,إن وجدت, على حد تعبير الرئيس العراقي بعد أن أشاد بالنجاحات التي قدمتها الحكومة الحالية . لكن المشكلة هل نبقى نردد النجاحات ونترك العراق ؟ لمن كانت النجاحات لحزب أم لكتلة أو للشعب ؟ هل التفت القوى التي فازت بانتخابات مجالس المحافظات على تلك النجاحات وقوضتها أم لا؟

يكتب أحد الكتاب الديمقراطيين حول مَن من المفروض أن يتولى رئاسة الوزراء ألان,وطبيعي انه يرشح المالكي. يقول بعد أن اعترف إن الكثير ردوا عليه : قسما منهم يعرفهم شخصيا وكتاب مرموقين وآخرين لم يسمع بهم , يقول الكاتب, ولكنه لم يبين هل من حق غير المعروفين لديه أن يطرحوا رأيا مخالفا لرأيه على ضوء ما ينشره أم إن رأيه هو الأصح, يذهب الكاتب الى تعداد النجاحات التي قدمها المالكي خلال فترة حكمه,ولكنه لم يعدد إخفاقاته . ولأوجز بعض منها : فضيحة وزارة التجارة ووزيرها الذي أطلق سراحه ولم يعرف أحد الى ماذا توصلت نتائج التحقيق مع شقيق الوزير والمدير العام في الوزارة الذي القي القبض عليهم,

كما لم نسمع شيئاً عن أموال الكهرباء ولماذا لم تحقق وزارة الكهرباء نجاحا ولو بسيطا بتقليص القطع المبرمج حسب الوعود آخذين بنظر الاعتبار الأعمار التخريبية التي تقوم بها عصابات القاعدة والبعث. لم تتوصل الحكومة المركزية الى اتفاق مع الإقليم حول النفط والاتفاقات التي عقدتها حكومة الإقليم بالرغم من عدم قانونيتها والنفط يصدر الى دول الجوار دون علم الحكومة عن الكمية ولا عن مواردها.لم يرد احد على اتهامات الحكيم عن 130 مليار دولار المختفية وكيف توصل السيد الى هذا الرقم وأين ذهبت تلك الأموال إذا صحت الاتهامات .من حق المواطن أن يعرف الردود,ولتظهر الحقيقة. جاء شلتاغ محافظا للبصرة من دولة القانون,وما أن نُصب محافظا حتى سلك نفس السلوك لمن سبقه في التضييق على الحريات الشخصية. وهذا يشمل كل محافظي دولة القانون, وخذ بغداد , فأصدر محافظها قوانين لم يصدرها حتى صدام في التضييق قبل حملته الإيمانية الكاذبة. يتجول السيد المحافظ على محلات بيع الخمور ليغلقها بحجة عدم وجود إجازة من المحافظة, لكنه لم يتجول في أحياء الصفيح ليسألهم كيف يعيشون. هل تصل لهم خدمات المحافظة أم لا ؟ لم يبين السيد الكاتب لماذا تعج دوائر الدولة بمنتسبي دولة القانون , كما كانت تعج بمنتسبي المجلس الأعلى والصدريين ومن قبلهم بالبعثيين ؟ هل أعطى المالكي المناصب المهمة في دوائره , ولا أقول وزارته, لمن يتمتعون بالنزاهة والعلم والمعرفة ؟ أنا أقدر حماس السيد الذي كتب مقالا وتعليقا طويلا لنجاحات المالكي, لأنه في زيارته للعراق قبل اشهر وكان ضيفا على الدولة, ونزل في فندق بغداد كأي وفد رسمي وهو العراقي, قال في مقالة امتدح فيها الزيارة والوضع الأمني والاقتصادي وووو, لكنه كتب : انه رأى بعض الزبالات. لم ينزل الى الشارع ويستقل الكيا ويتصبب العرق من جبينه ولم يرى قطع الكهرباء وتلوث البيئة من جراء انعدام الخدمات البلدية تقريبا. لم نرى إن الحكومة كانت جادة في الضغط على الدول الإقليمية حيث قطعت الأنهر ودمرت الزراعة, بدل كل هذا أعطت الدولة أفضلية لهذه الدول في الاستثمار. ويشير السيد الكاتب إن حكومة المالكي عينت وزيرا شيوعيا!! لو كانت وزارة المالكي تحوي أكثر من أمثال هذا الوزير ووزير التخطيط لكان العراق يسير في خطى سريعة لنزاهة هذين الوزيرين, ووجود الوزير الشيوعي ليس منّة وإنما لا يمن المالكي بنظافة أيدي هذا الوزير, ووجوده كان لسبب تسمية الحكومة بحكومة الشراكة الوطنية, وسوف أكون أول المناهضين اذا قبل الحزب الشيوعي العراقي وزارة من جديد ألان لانه اُبعد من صناديق الانتخابات تزويرا ولان حكومة الشراكة الوطنية هي عملية أثبتت فشلها خلال الأربعة أعوام من عمر الحكومة الحالية,وكذلك يمكن أن تتكون كتلة معارضة من داخل البرلمان كما في كل دول العالم التي تحترم الديمقراطية. حكومة الشراكة الوطنية يعني كل وزير تابع لحزبه ولا يحاسب بسبب الشراكة الوطنية . البصرة بمحافظها ومجلس محافظتها بدون تنسيق مع الحكومة المركزية تريد إعادة ترسيم الحدود مع الكويت والحكومة غير عالمة بما تجر هذه الأمور الى صعوبات في رفع العراق من البند السابع, وهذا ما جاء في تقرير مجلس الأمن,حيث لم تنفع الاتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت المُقررة في وضع العراق تحت هذا البند بعد غزو الكويت,حيث وعدت أن تعمل جاهدة لرفع العقوبات عن العراق, لكنها لم ولن تفعل لأنها تريد أن يبقى العراق كما هو ، ساحة للصراعات والتناحر.

العراق وشعبه يغرق... ويغرق , والساسة يجتمعون ويجتمعون لكن دون بصيص أمل في أن نرى الدخان الأبيض قريبا.

 

20100808




 

free web counter