| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 7/2/ 2010



أولا البطانيات وثانيا الأراضي

محمود القبطان  

دعايات الانتخابات انطلقت قبل أوانها بالرغم من عدم بدأ الحملات الانتخابية وعلى ضوء ذلك غُرمت بعض القوائم. الفضائيات لها يوميا لقاءات مع ممثلي القوائم منذ أكثر من أسبوع ولكن لم تعتبر دعايات انتخابية, ماهي المعايير في ذلك فهذا من اختصاص أولياء الأمر والنهي. الملفت للنظر هو ما قدمته إحدى الفضائيات بتقديمها النائب مثال الالوسي (الذي يبدو أصبح نجما انتخابيا ) وموفق الربيعي.لا داعي للخوض في طروحات الالوسي وبالرغم من منطقيتها في بعض الأحيان لكنها لا تتعدى كونها دعاية انتخابية لكسب الأصوات.وما يخصني هو منطق الربيعي المهلهل الذي يحاول استجداء الأصوات عبر التضليل الانتخابي.

أولا قال انه ليس منتظما في المجلس الأعلى لأنه رئيس كتلة الوسط,ولكنه داخل الائتلاف الوطني العراقي. وإشكالية الربيعي هو انه ينسى الكثير,وربما كل إنسان يمر في هكذا أمور مع العمر,لكن إن ينسى الحقائق الدامغة التي بسببها وصل إلى البرلمان في الأشهر الأخيرة هذا ما لا يمكن نسيانه بالرغم من جلوسه المتمسكن وعدم تدخله في إي نقاش طيلة كل الفترة الأخيرة. نسى انه احتل موقع عبدالعزيز الحكيم بعد رحيله ,فلماذا أنيط به الكرسي التعويضي إذا لم يكن من ائتلاف المجلس الأعلى. أكثر ما يمكن اعتباره تضليلا للناخب لكسب الأصوات ,وهو أمر معيب,هو إعطاء الوعود بتوزيع الأراضي لكل عراقي بلغ سن ال18 عاما فما فوق.

من أين يأتي هذا النائب والتاجر والطبيب والسياسي الناجح الصلاحية بان يوعد الشعب بتوزيع الأراضي بالمجان ,ولماذا ومتى؟هل مجرد أن ينتخب كعضو برلمان يقوم بتوزيع الأراضي أم عندما يصبح رئيس وزراء؟كتلته المحروسة وزعت بطانيات و(صوبات) مدافئ نفطية مع كارتونات مملوءة تعادل الحصة التموينية للناخبين قبيل انتخابات مجالس المحافظات وماذا قدمت المجالس التي احتلوا فيها المواقع الأولى,على قلتها؟وماذا قدمت المجالس التي فقدوها؟بالمحصلة النهائية :لا شيء!!تردي الخدمات والأمن اللذان يمثلان العصب الرئيسي للحياة ناهيك عن استمرار ظاهرة الفساد الإداري والمالي.لا تعين بدون دفع وعلى المكشوف.هل هناك دولة واحدة في العالم توزع بالمجان أراضي للناس؟نعم ,هناك دول تبني سكن وتساعد في القروض والإيجار,وربما تؤجر بشكل رمزي,وقد يكون هناك استثمار في البناء والدولة تساعد الذين لا يملكون سكنا عبر دفع قسما من الإيجار ولكن ليس هناك من دولة,مثل العراق الغارق بديونه والمدمر,يوزع بالمجان الدور والأراضي.

تستغل الانتخابات لكسب الأصوات مثلما يحدث مع الدور التي تملكها الدولة التي احتلها الناس,وبين الفترة والأخرى يجري تهديدهم بترك الدور بعد أن دمروها,لكن ما أن تأتي مناسبة انتخابية إلا وتؤجل إلى ما بعد الانتخابات تلك العمليات.السكن المهلهل والغير لائق للسكن البشري موجود في كل العالم لكن على الدولة التي تملك ثروات هائلة عليها أن تحترم البشر وتحاول جاهدة لمساعدة هؤلاء على إيجاد فرص العمل لمئات الآلاف أو الملايين من العاطلين لينتجوا ويساعدوا أنفسهم في شراء أو بناء سكن لائق لهم سواء بمساعدة الدولة عبر القروض أو الجمعيات أو التأجير.في الدول المتقدمة المرشحون لا يخدعون الناخبين في مثل هذه الترهات وإنما يوعدون المزيد من إيجاد فرص العمل أو تخفيض الضرائب. الناس التي لا تملك السكن تؤجر ومن لا يستطيع دفع الإيجار بالكامل حسب دخله الدولة تساعده عبر المساعدة الاجتماعية.

فأين يقف موفق الربيعي من هذا ؟ وهل يريد الربيعي أن يصبح العراق عبارة عن دور وبمجال أفقي, وكيف سيتدبر الخدمات وقتها,وهو رجل الأعمال الناجح,كما قال عن نفسه مرة عندما صعد نجمه بعد الاحتلال؟

 

20100207




 

free web counter