| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 7/10/ 2009



مشاهداتي لجلسة البرلمان ليوم 6 تشرين الاول!

محمود القبطان

لم أتعود أن أجلس أمام التلفزيون لفترات طويلة لا سيما لمشاهدة أمور قد أكون غير ملما بها لأسباب كثيرة منها تفادي النقاشات الجانبية التي قد تنشب مع من يجلس بجانبي,أما اذا كان في الأمر من جديد ومفيد فأتحمس لمعرفته لزيادة في المعلومة.

ما شاهدته اليوم من تلفزيون الفضائية العراقية عن جلسات البرلمان العراقي كان في غاية الأهمية لمعرفة نقاشات البعض من الجهابذة الكبار والذين تتوقف عليهم حياة 30 مليون عراقي,هذا هو عدد سكان العراق رسميا,كما يقولون,بالرغم من ان هناك البعض من يزيد أو ينقص من هذا العدد لأسباب معروفة. 25 دقيقة ذهبت لمحاولة ترتيب جدول الأعمال,وقد ارتفعت ألأيادي الكريمة كل حسب هواه مرة نقطة نظامية ومرة توضيحية ومرة عن الحضور والغياب وكيفية الدوام لوجبتين قبل وبعد الظهر أم كل الأيام بدون عطل(لان عمل البرلمان: أسبوع عمل وأسبوع عطلة) وفي النتيجة لهم ما ليس لغيرهم عطلة شهر لمرتين في العام. المهم في خضم هذا النقاش حول عقد الجلسات ,رفع احد سماحتهم يده بالرغم من ان رئيس البرلمان قال ان النقاش يجب ان يكون حول موضوعة الدوام,لكنه,سماحته, قال :ان وفدا من المفصولين السياسيين يطالبون البرلمان بالرجوع لوظائفهم!!!(لم استطع أن أسيطر على أعصابي وقلت عرب وبن وطنبورة وبن)مما جعل بعض من زملائه يلتفتون يسارا ويمينا للهمس والضحك.

كانت النقاشات قد بدأت حول قانون الاستثمار وهناك اللجنة المختصة تقرأ ردود الحكومة أو تعديلاتها واللجنة تطرح بشكل(إنها الأفضل) فاختاروا,فلم يستطع الكثيرون من أعضاء هذا البرلمان الموقر أن يسمعوا شيئا عن التغيرات بسبب انشغال بعض ألأعضاء بالمناقشات الجانبية والضحك لا سيما الصف الأخير وما قبله وقد وجهت الكاميرا مشكورة من قبل المخرج على هذا البعض,وكان من بينهم الرياضي القديم أحمد راضي ومن يجلس أمامه وبجانبه .أما السيد بهاء الا عرجي وكأنه كان في زيارة فكان يتجول بين أعضاء البرلمان من كتلته القديمة والجديدة ويوزع القبل,ربما لم يلتقيهم منذ فترة طويلة بسبب السفر المتكرر لأمور تهم "الوطن" فقط.هناك من يصعد على المنصة ويهمس في اذن رئيس البرلمان ,كما فعلها مفيد الجزائري وأخر يهمس في اذن خالد العطية وكما فعلها وائل عبد اللطيف,ثم جاءت إشارة سريعة ممنوع المشاورة(الهمس في ألأذن).عباس البياتي يذهب ليترك قبلة على خد عضو البرلمان الذي يجلس تحت المنصة ويهمس في أذنيه شيئا له رد فعل جيد على وجه السيد النائب الذي يسلم رئيس البرلمان بعض الأوراق بين الحين والأخر ويقر عدد الحضور.

يتصدر الصف الاول النائب الجديد موفق الربيعي بعد أن اختارته كتلته بدل المرحوم عبدالعزيز الحكيم,وهو يحاول أن ينصت الى الأفكار الكبيرة التي تطرح من قبل البعض.وأما ما أراه غير مناسبا هو أن تبقى صورة الراحل الحكيم فوق منضدته التي كان يجلس بجانبها لان البديل اخذ مكانه وذهب المرحوم الى جوار ربه فلم هذه المزايدة ؟ بالمناسبة النائب الجديد بعد أن انتهت مهمته كمستشار قومي شكل كتلة سياسية له,وهذا يعني أنه خرج من المجلس الأعلى,ولكن السؤال كيف يشغل مكان الحكيم وهو من تيار غير تيار المجلس الأعلى أم أن جميع التيارات تصب في مكان واحد؟

أربعة أعوام ومعظم القوانين المهمة لم تنجز ,ويريد البعض ألان وبفترة حوالي ثلاث اشهر أن يقروا كل شيء ولو بعجالة حتى يثبتوا للشعب إنهم عملوا المستحيل من اجل إقرار أهم القوانين ومن ضمنها تعديل رواتبهم أولا.ألان سوف يقرون قانون الانتخابات لان الإشارة جاءت واضحة ومن على الفضائية العراقية اليوم ولا لبس بها بعد أشيعت وفندت أمس وهي أن المرجع الأعلى يصر على جعل القائمة الانتخابية مفتوحة.وهذه لطمة على وجه الذين أردوا أن تمر الانتخابات بشكلها القديم ,أي تكون قائمة مغلقة.ماذا عساهم أن يقولوا ألان؟هل يستطيعون نكران نصيحة المرجع لهم,حيث سوف يكون خارج البرلمان من لم يكن مؤهلا لمنصب نائب لتمثيل الشعب.هل سيرفعون صوره مادام خيرهم على القائمة المفتوحة بالرغم من رغبتهم؟

هل سوف تعقد جلسات البرلمان بشكل يشد المشاهد للجلوس أمام التلفزيون ليرى نقاشا مفيدا هادئا ينجز فيه الأهم من القوانين التي انتظرت طويلا في أدراج مكاتبهم؟هل يتعلم أو تعلم البعض من البرلمانين ان لا يكرروا نفس المداخلات ونفس الأسئلة,لمجرد الكلام, اختصارا للوقت ؟

هل أستطيع أن اجلس أمام التلفزيون مرة أخرى لاتابع جلسات البرلمان؟لا أعلم,لكنني ربما سوف أحاول.

 


20091007


 

free web counter