| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 6/12/ 2009



 وأخيرا انبعث الدخان لكنه رمادي اللون

محمود القبطان  

بعد جولات متعددة بين الفرقاء الذين اتفقوا ولم يتفقوا على قانون الانتخابات رقم 16 أجري التعديل الاول على هذا القانون في آخر الدقائق الدستورية لإقرار القانون من عدمه وتهديدات السيد الهاشمي في النقض الثاني ان لم تقر مطالبه في تعديل القانون وتضارب التصريحات من قبل أكثر من نائب أدى الى بلبلة كبيرة لمن تابع الأحداث عبر التلفزيون أو الاتصالات التلفونية.المهم وفي أثناء قراءة القرار الجديد بالتعديل ظهر أكثر من معترض حتى على التعديل وهناك عجلة في صياغة القرار بسبب السباق مع الدقائق الأخيرة لإقراره.وما يؤخذ على البرلمان انه لا يملك متحدثا باسمه أسوة بالمتحدث باسم الحكومة أو الرئاسة مما ترك الوضع متسيبا بين من يريد أن يضفي على نفسه مساهم في كل صغيرة وكبيرة في القرار نفسه مما أدى الى بلبلة لبعض الوقت في برنامج على الفضائية العراقية خلال ساعتين من الوقت واستضيف أكثر من ضيف عبر التلفون مع ضيفين في داخل الأستوديو.وقد قال السيد زهير الجلبي ان البرلمان الجديد عليه ان يمشي بديمقراطية حقيقية برلمانية للأغلبية لإنهاء مبدأ التوافق في كل شيء وألا لا شيء يمرر.

ماذا حصل السيد الهاشمي من نقضه الاول؟لا شيء ,سوى تعطيل العمل في المفوضية وربما تحتاج الأخير الى تأجيل الانتخابات الى آذار بدلا من ك2القادم.إضافة الى عدم اعتبار العراق دائرة واحدة ويبدو ان هذه الفكرة الصحيحة لن تجد من يقبلها بين أطراف التكتلات الكبيرة لأنها سوف تستمر بالتنفس خارج الماء السياسي لفترة أطول في ظل غياب عناصر الأحزاب التي ليس فيها توجه طائفي أو قومي مؤثرا في البرلمان في الوقت الحاضر..كان على السيد النائب الهاشمي ان يعترض على اشتراط ان يكون عضو البرلمان حاملا لشهادة البكالوريوس على الأقل..ليقل لنا السيد النائب هل من الصعوبة ان يحصل أي مواطن على أية شهادة في العراق مهما كانت درجتها وكم عدد المزورين الذين يتبوأون المناصب الكبيرة في الدولة من أمثال هؤلاء المزورين؟قال الكاتب المبدع الأستاذ جاسم المطير في ندوة بثت على الفيحاء لو كان حنا مينا عراقيا لما استطاع ان يرشح للبرلمان لأنه لا يمتلك هذه الشهادة ومينا المبدع اشهر من نار على علم في كل بقاع العالم حيث تترجم رواياته الى لغات عديدة,وكذلك حسنين هيكل لو كان عراقيا اليوم لحرم من ترشيح نفسه الى البرلمان لأنه لا يحمل تلك الشهادة التي تزورها أطراف عديدة وفي أي وقت مطلوب ,ومعروف من هو هيكل وكيف كان قريبا من كل رئيس وربما لحد ألان.فهل شهادة البكالوريوس في هذه الأهمية بالنسبة لعضو البرلمان وفي العراق من المبدعين المشهورين عالميا في كافة المجالات لاسيما الأدبية والشعرية ممن بقدرة القانون الحالي الجديد القديم للانتخابات لا يحق لهم الترشيح لأنهم لا يحملون تلك الشهادة؟لكن ماذا عن النكرات التي مكثوا 4 أعوام في البرلمان وهم لا يحملون أية شهادة الا اللهم من جامعات لم تولد بعد او من جوامع دينية؟وماذا عن اللذين حصلوا على هذه الشهادات بدون ان يحضروا محاضرة دراسية (كان عدي يفعلها)وسوف يرشحوا لدورة جديدة؟كل هذا لم يلتف إليه السيد الهاشمي لأنه ليس في حساباته هذه الأمور الكبرى وإنما ما أراده حسب استشارات المقربين والاستشاريين والذين قسما منهم خذلوه كان الأهم من الكفاءات والمقدرة ولكنه خسر الكثير بسبب هذه البلبلة والتي اسمرت حوالي الشهر.

سوف تجري الانتخابات سواء في ك2 أو آذار ولكن المطلوب العمل على تحشيد الجماهير نحو انتخاب من لم يسرق ولم يعطل العملية السياسية بسبب تلك المحاصصة الطائفية والعرقية والذي بقى العراق أسيرا لها لكل الفترة المنصرمة.

على البرلمان الجديد أن يضع في أول أولياته تفعيل لجنة إعادة صياغة الدستور ,إقرار قانون الأحزاب وتعديل قانون الانتخابات,والاهم وفي المقدمة إجراء تعداد سكاني,حيث ما جرى ألان كان أشبه الى أكذوبة أمام الناخب العراقي سواء في الداخل أو الخارج لان اتخاذ2,8% نسبة مئوية سنوية للزيادة السكانية تكون نكتة بكل المقاييس لان من المستحيل ان يزداد السكان في كل المحافظات بنفس النسبة سنويا,لكن هذا جرى في بلاد العجائب الجديدة والتوافقات .احتسبوا عدد أعضاء البرلمان الجديد وفق البطاقة التموينية,ولكنهم لم يحتسبوا الموتى في ظل هذه الفوضى ولا من لم يمتلك هذه البطاقة "السحرية" التي تثبت الحياة والوطنية في آن واحد. والزيادة السكانية بين مواطني المهجر منذ 4 أعوام على الأقل.وكان من المفترض ان مفوضية الانتخابات تملك الأرقام بالضبط عنهم لاسيما وقد اشترك الكثيرين منهم في الانتخابات السابقة وفتحت السفارات العراقية في معظم دول العالم وليس عسيرا ان يجري تعداد نفوس العراقيين في الخارج عبر حتى دول اللجوء.فأين عمل المفوضية في هذا المجال أم في الأمر إن؟

وأخيرا انبعث الدخان لكنه رمادي اللون قبل الساعة 24:00 بتوقيت بغداد ليلا بحوالي ربع ساعة لكي لا تسقط كل الأوراق مرة واحدة وينفضح المستور.كان الليل في بغداد هذا اليوم ثقيلا ولا شك.



20091206


 

free web counter