| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 6/5/ 2010



 الغراب يقفز على ظهر الأسد المُقيد

محمود القبطان  

مر العراق وشعبه,وللأسف ,بظروف قاهرة لفترة طويلة ليس له فيها ذنب سوى إن من قادوه ولفترات ليست قصيرة لم يكونوا أهلا وكفأ لتلك المهمات الكبيرة فغرق العراق بحروب لا ناقة له فيها ولا جمل سوى رعونة قادته وحبهم للسيطرة على المنطقة ورؤيتهم للدماء تسيل ويُقضم العراق رويدا رويدا.

ونتيجة لتلك الجرائم التي اقترفها النظام السابق أصبح العراق مُباحا لكل من هب ودب والأمر الذي يدعو للأسف ثانية إن من يقود العراق حاليا لم يصلوا الى حد أن يفتحوا أعينهم وعقولهم من اجل العراق وشعبه فنراهم قد التهوا بأمور لا تتعلق بهموم الشعب وإنما بهموم السلطة فقط لا غير وتركوا الحبل لمن لم يحترم نفسه يوما في تقرير مصير العراق وأمواله ومستقبله وباستغلال ظروفه القاسية التي يمر بها والتي نأمل أن تكون قابلة للتغيير الايجابي قريبا,وهي لا تتعدي الأمنية,لان ما نراه اليوم يجعل المواطن أكثر سلبية وتشاؤم.

ما حدث مع الطائرة العراقية في إحدى مطارات لندن ,طبعا ليس مطار هثرو, يدعو للحزن والخجل لما أقدم عليه الجانب الكويتي ويتصف بالعجرفة واستغلال الظرف العالمي المساند لهم من الناحية القانونية.واليوم يُصرح وزير النفط في رده على سؤال حول التعويضات التي استلمها الجانب الكويتي من العراق هي أكثر بكثير من تعويضات ألمانيا لفرنسا وإنكلترا مجتمعة بعد الحرب العالمية الثانية.وفي معظم هذه الديون المطلوب تسديدها هي أرقام بعيدة عن الصحة وكما قال وزير النقل.فماذا تريد الكويت من العراق؟

المشكلة في ضعف العراق ,المؤقت ,بحيث لم يطالب أحد الأمم المتحدة ومجلس الأمن بان يدفع الكويت تعويضات مالية للعوائل المنكوبة العراقية بسبب تسليم الكويت حليف صدام سابقا أعداد كبيرة من أبطال العراق سواء في فترة البعث الأولى 1963 أو ما بعد 1968 والذين اعدموا من قبل جزاري النظام السابق,وبذلك تكون الكويت شريكة في قتل تلك الكوكبة من الشباب والرجال الذين عارضوا نظاما فاشيا وقتها.ثم من طلب من الكويت سوية مع السعودية مد نظام صدام بالمال   لإدامة الحرب العبثية مع إيران؟ ولماذا يعاقب الشعب العراقي على فعلة أمير الكويت وصدام؟ هل برلمانيو الكويت وصلت بهم الكراهية للشعب العراقي الى درجة إن ينسوا فعلة أمير بلادهم "المُفدى" حينها ويلقوا اللوم على شعب اكتوى بالحروب والقتل والدم "بمساعدة" إخوانهم العرب,الجارين ؟ كان المخطط الذي لم ينتبه إليه الغبي الجبان الى إن هؤلاء "الإخوة" يريدون إنهاك العراق وقوته العسكرية التي أصبحت أية عصابة إجرامية تملك من السلاح أكثر من دولة تسمى العراق!أن عقدة الدولة التي تُعاني منها الكويت وشاكلتها في المنطقة العربية يجعلها تخطو خطوات اكبر من حجمها أشبهها بالطفل الذي يبدأ يحبو وأهله يريدون منه القفز .والمقرف في تصرف الخطوط الجوية الكويتية أن يصدروا أمرا قضائيا عبر محاميهم للاستيلاء على الطائرة وحجز الأوراق الرسمية لمدير الخطوط الجوية العراقية وتقديمه للقضاء البريطاني.والأكثر قرفا إن الجامعة العربية التي تحاول التدخل في الشأن العراقي لم تحاول يوما أن تتدخل ايجابيا "بين دولتين أعضاء في الجامعة" في هذه القضية واقصد مسألة الديون المترتبة على العراق للكويت نتيجة احتلال صدام لها في 1990.كيف يتدخل الأمين العام للجامعة العربية لصالح العراق ومصر تطالب بأموال وديون للحفاة من العمالة المصرية التي لم تعمل يوما في الكويت كتعويض لها وليس للعمال .والمشكلة تعود الى ضعف الحكومة العراقية في اتخاذ موقف صلب ضد تصرفات الكويت عموما والأخيرة خصوصا ,لابل هناك تسهيلات للاستمارات الكويتية في العراق بالرغم من صلافة موقفها الغير مُبرر.لم تكتفي الكويت بقطع الحدود لمسافات طويلة في الطول والعرض كذلك قسما كبيرا من ميناء أم قصر والأراضي الزراعية الجديدة التي استولت عليها قبل اشهر وآبار النفط وووو.كل هذا لم يطفأ نار حقدهم ضد العراق وإنما استمروا في غيهم.نسوا إن احتلال بلادهم من قبل ابن العوجة لن يتطلب سوى 3 ساعات وهربت قيادته الرشيدة وتركت الشعب يتلقى ضربات من قبل المحتل العربي الجديد هو نظام صدام.وسابقا قيل إن احتلال الكويت يمكن أن يتم بطريقة دخول الدرجات الهوائية إليها من البصرة.من أين أتت هذه القوة لحكومة الكويت لتقف بوجه العراق؟ليشكروا بوش وخليفته على وضعهم هذا ومجلس الأمن.عندما كان أياد علاوي في زيارة للكويت قبل بضعة سنوات,وربما عندما كان رئيسا للوزراء,سُئل من قبل الكويتيين إذا ما ترك العراق فكرة إن الكويت تابعة له, فكان جوابه بالنسبة لنا الأمر منتهي ولكن ماذا يحدث بعدي لا اعلم,فغضب الأشقاء وتوتر الوضع وأغلقت الحدود مباشرة.هذه الإخوة العربية في عُرف أهل الصحراء.وليس ببعيد عندما تمنى احد الحاقدين للعراق أن يجعله حجرا فوق حجر!!

قيل إن الأسد وقع في شبك كبير وقُيد ولم يعد بالامكان أن يتحرك لمتانة الشباك,وبعد ساعات طويلة من الجوع والعطش قفز على ظهره الغراب القبيح الشكل ليأكل مما استطاع جمعة من النفايات,ومعروف عن الغراب أنه يأكل فقط القذارة البشرية وما شابهها وان لم تتوفر فيأكل حتى الورق,وكان هذا الغراب متأكد من راحته في الأكل على ظهر الأسد ولكن وعلى حين غرة نهض الأسد بعد أن جمع قواه لان الجوع أعطاه القوة لتمزيق قيوده والشبكة فهرب الغراب في اللحظة الأخيرة.

ولا بد للعراق أن ينهض مُجددا ويسترجع عافيته وتهرب كل الغربان العفنة لترجع الى المزابل التي تحتضنها أبدا.

 

20100506




 

free web counter