| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 6/3/ 2011



 السابع من آذار 2011 ومفاجأته

محمود القبطان  

قلت أمس الأول إن لآذار طعم خاصا في العراق,وهذا أبو الهزائز "السياسية"  والتراب لهذا العام له نكهة خاصة أيضا.

ففيه تمر الذكرى الاولي للانتخابات والتي فاز بها من فاز ,والجميع يعرف ماذا فعلت أموال دول الجوار في ذلك الفوز,وخسر من خسر بسبب قلة الموارد وعدم وجود قناة فضائية لهم,العين بصيرة واليد گصیرة,والاهم لأنها لم تكذب على الشعب ,وأخص هنا كتلة اتحاد الشعب تحديدا..وماذا حصل للشعب الذي انتخب طائفته وقوميته وصدق الأكاذيب؟

البطالة في ازدياد,والفقر في ازدياد,الخدمات في أسوأ أحوالها وقضية العمل النقابي في امتحان واستلاب وتشكيل مجمعات تسمى نقابية طائفية,أنصار القرار السياسي التنفيذي بيد الحزب الحاكم والأوحد ,على طريقة من سبقهم,لان لذة السلطة وأموالها مازالت تسيل اللعاب.مرت سنة على الانتخابات ومازالت للحكومة رئيسها المنتخب والذي لم يتوقف عن تسيير أعمال دولته لم تكتمل لأنها خضعت ,وبشكل لا علاقة له بالوطن,الى توزيع المناصب بين الفائزين...وخرجت التظاهرات وضربت بشكل ديمقراطي جدا ,لجان تحقيقية تشكلت ووعود ذهبية انطلقت.وتهديدات جاءت من خارج الحدود لبعض من "تجاسر" وخرج ..

غدا السابع من آذار ولاستباق الفرحة العارمة على نزاهة الانتخابات والإعلام السود التي ملأت العراق سوف ترفع لأنها أعلام "الفرح" العراقي الأبدي وذهبت قوة مسلحة جدا ومجهزة بالخوذات ,وهي شرطة مكافحة الشعب,عفوا الشغب,لا بل قل مكافحة الصوت الشريف وأصحاب الأيادي النظيفة والذين دعموا العملية السياسية ليس من أجل عيون البعض الذي يتصور انه امتلك الأرض والشجر والبشر,إنهم ساندوا النظام الجديد من أجل العراق وشعبه,اليوم جاءت شرطة مدججة بالسلاح ,ولاسميها شرطة صدام بزي آخر لتهدد جريدة شيوعيي العراق بالإغلاق الفوري بسبب التجاوز على أملاك الدولة.

هذه القوة جاءت بأمر من المالكي,والذي وصل الى بغداد بعد السقوط بسيارة الحزب الشيوعي ,جاءت أحزاب المعارضة لتحتل كل أبنية حزب الطاغية صدام ودوائر دولته حيث هربوا.وأخذ الكبار القصور التي لم يحلموا بغرفة منها حتى لو اشتغلوا العمر كله,لكن وبواسطة الرشاشات والميلشيات استولوا على كل بيوت رجال العهد السابق ولم يبقى احد منهم إلا واستولى على قصر,واحددهم بالأسماء على قدر معرفتي ببعض منها :عادل عبدالمهدي يسكن الجادرية في بيت دولة,جلال الطالباني يسكن في بيت طارق عزيز حتى لو يدفع لعائلته إيجارا فهو لا يساوي عشر ما يجب ألان ان يدفعه وعندما استولى عليه لم يأخذ رأي عائلته,عبدالعزيز الحكيم ومن ثم ولده عمار اخذ قصرا للدولة,بيوت مرافقي صدام وبناته في الجادرية كلها امتلكت من قبل أحزاب السلطة,الشقق السكنية على دجلة ,سرقت وبما احتوت من قبل العامة حتى ولو كانت عندهم بيوت خاصة,وفي كل انتخابات بابا أبو إسراء يضعهم في قفص الانتخابات إما صوتكم وإما الإخلاء الفوري,فيعطف بابا على أبناءه,وباقي الربع ليسوا ببعيدين عن توجهاته,إياد علاوي اخذ المدرسة الحزبية للبعث وأصبحت مقرا للوفاق.والأحزاب الكردية استولت على بعض البنيات الحكومية,وإحداها على ضفاف دجلة في البيوت شقق المخابرات سابقا في الكرادة والتي كانت تجهز بكهرباء الطاقة الشمسية...ولو نعدد القصور التي استولوا عليها لكان نصيب الشيوعيين نقطة في بحر. ..ولكن لماذا هذا التوقيت غير الموقف ,يا رئيس الوزراء وتحديدا ضد الشيوعيين؟هم لم ينافسوك على الوزارة,هم ليس لديهم كرسي برلماني ليخيفوك بمعارضتك في برامجك التنموية,هم لم يسرقوا كما سرق أبطال وزارتك وحزبك من المؤمنين,وزير التجارة وأخيه مثالا.هم لم يتسخدموا كواتم الصوت لتكتم أفواه الآخرين,هم لم يستجدوا أحدا من أجل فضائية,هم لم يستلموا أموال من الخارج ,هم لهم ظهيرهم فقط ...هل تعلم من هو؟ نعم,تعرفه ويعرفه الجميع الشعب ,الجماهير الفقيرة والمحرومة,جماهيرهم المثقفون الواعون والمبدعون وشرفاء العراق الذين لم تتلوث أيديهم بالمال العام والخاص,هم لم يعتدوا على ممتلكات الدولة ولم يشعلوا النيران في طوابق معينة في وزارات معينة ومهمة فيها فضائح العقود.هم لم يستلموا رشاوى من أجل تعيين في وزارة عبر وزير أو وكيل وزير شيوعي.هم يحترمون الديانات كلها ويحترمون حقوق الإنسان ويحترمون المرأة هم يكافحون الفقر والأمية والبطالة ويعطون الحلول الناجحة لرفع مستوى الناس المعيشي عبر خطط ودراسات,هم يريد بالعراق الخير والاستقلال الحقيقي.هكذا هم شيوعيي العراق,فهل عندكم أمثلة أفضل منهم ,سيادة رئيس الوزراء العراقي منذ6 أعوام حيث لم تقدم على خطوة إلا وتراجعت عنها.إن الأوراق السياسية التي في حوزتك وحزبك وتهددون خصومكم بها بين وقت وآخر بسبب سرقات ورشاوى وتزوير شهادات,ما هي إلا أوراق سياسية دنيئة تستخدمونها للسكوت على خروقاتكم اليومية. بالأمس ضربتم المتظاهرين وسقط العديد بين قتل وجريح في 25 شباط وفي الرابع من آذار ضربتم الإعلاميون في البصرة وقد "اتخذتم" إجراءات ثورية وفورية بتشكيل لجان للضحك على ذقون الشعب بالتحقيق بما حدث. وسوف يمشي الماء فوق كل اللجان ولن تصلوا الى جواب لسبب بسيط وهو ما وقع كان بأمرك أنت ,وأنت المسئول الأول والوحيد على ما وقع.ويبقى السؤال الأول هو لماذا بالتحديد ضد الشيوعيين ,وضد حزب الأمة ؟ لماذا تذكرون الحرب الأهلية,كما يتوعد ألقذافي شعبه في هذه الأيام؟

أنا أعتقد الهدف كان الحزب الشيوعي العراقي ,ولكن من أجل إعطاء صبغة شمولية لهذه الإجراءات القرقوزية استهدف حزب الأمة أيضا.وعلى حزب شيوعيي العراق أن لا يقبل بأية وساطة من أي كان ,وليفرغوا مقر الجريدة ,لنقلها حتى ولترجع الى البيوت فطعمها سوف يكون أطيب وأقرب الى الناس ليس حبا بالعمل في الأقبية ولكن للضرورة أحكام,ولان كلام الشيوعي العراقي وجريدته بلسم للناس,ولذلك هم يخافونها.إن مشاركة الشيوعيين في التظاهرات ابتداء منذ غلق نادي الأدباء وليوم أمس الأول جعلت أعصاب الحكومة المهتزة تتشنج الى أبعد الحدود خوفا من حزب الجماهير والذي سرقوا أصواته بطرقهم "الديمقراطية " الجديدة. يخافون الأغنية الهادفة ,والتي لا رقص فيها ولا حمر, يخافون الشباب الواعي الذي التف حول الحزب ليكون جيلا جديدا لم تتوقعه أحدث دراساتهم في دول الإقليم. الحزب ضد الطائفية قالها ويقولها دوما وهذا ما لم يرتضوه له . فضائية الحكومة تهلهل لفكرة تظاهرة في الإحساء في نشرة رئيسية وتندد بالحكومة السعودية,وهي تستحق ذلك بالطبع,لأنها هددت بضرب التظاهرة إذا خرجت ونفس الفضائية لم تتكلم عن ضرب تظاهرة 25 شباط و4 آذار ألا بالكلمات القليلة العامة,يخرج مقدم برنامج العراقية والحدث أمس الأول ليشيد بصبر القوات الأمنية في حماية المتظاهرين وحضاريتهم في 4 آذار ومواد الدستور التي تسمح بالتظاهر,ولم يتكلم ألفهيم إن منع التجوال كان قد فرض على المركبات أولا ثم على الناس منذ منتصف ليلة 3|4 آذار مما تعذر لكثيرين المشاركة فيها ومع كل إجراءاتهم فقد جاء المئات الى ساحة التحرير في بغداد وفي باقي المدن الاخري بالرغم من منع التجول الذي فرضه القائد العام للقوات المسلحة "لحماية" الناس من البعث والقاعدة. المالكي يقول بعد تفسير مكرر وممل ,وهذه المرة لرؤساء العشائر لان رصيده قد آن أوانه,إن البعض يريد إن يرجع بالعراق الى المربع الصفر.ولكن لم يسأله أحد في أي مربع يسير العراق ؟ يتكلم عن ديكتاتورية صدام, وما الفرق بين هذا وذاك ؟ كان واحدا يقتل ويسرق ويعذب ويستبيح ما يريد..وماذا يحدث ألان ؟ الكواتم انتشرت,وهي ليست كواتم فقط لمجرمي البعث والقاعدة,وهو المالكي يعلم بذلك,يهرب المعتقلون وبملابس حكومية ويسدل الستر عليها بالرغم من وعود كاذبة بالتحقيق,مدير سجن جلولاء يرفض قرار تنحيته من منصبه ويهدد باستخدام نفوذ عشيرته في تحدي واضح للدولة بكاملها,فأين تحكم يا سيادة رئيس وزراء العراق ؟ البيشمركة احتلت كركوك وترفض الخروج منها ,على الأقل لنزع فتيل الفتنة, وينتشرون في ديالى والسعدية رغما على أنف القوات الحكومية ولم ولن تجرأ على إعطاء أمرا لحماية المنطقة من قبل الجيش العراقي ,وهو للعراق كله.

في سبعة آذار يكون قد مر عاما كاملا على الانتخابات الأخيرة ومازلت ,سيد المالك"ي" لم تستقر وزارتك ولم تكتمل وسوف لن تكتمل ما دمت مصرا على إبعاد المخلصين عن إدارة الدولة ومعتمدا على المحاصصة,وقد فشلت في حل ألازمات التي تمر البلاد بها منذ 12 شهرا. في6 آذار أرسلت قواتك لتهديد شيوعيي العراق بغلق مقراتهم وجريدتهم. وبالرغم من التهويل الذي سوف يسير مع خطوتك من قبل بعض الفضائيات إلا إن الخطوة الأولى قد قدمت عليها وسوف تندم عليها أيضا. لقد كرس حزبك بعض ممن يسمون أنفسهم كتاب وأرادوا أن يسرقوا اتحاد الكتاب والأدباء العراقي بتشكيل اتحادا هزيلا,كما قام به صدام من قبل,قد كرستم بعضا ممن لم تولد حتى أمهاتهم في زمن ثورة تموز ليتهجموا على الحزب الشيوعي العراقي ذو التأريخ المجيد والذي أرادوا أن يشوهوا سمعته استنادا الى تقارير البعث ومخابراته,أرادوا إلصاق تهم باطلة وسبق أن عفا عليها الزمن وقد جربتها كل مخابرات الدول الحاقدة من عربية وأجنبية ,لكنهم فشلوا,وبقى الشعب يحمي ويحب أعضاء وأصدقاء هذا الحزب والذي يخيف أعداءه بسلاحه الفكري وتفانيه في سبيل وطن وحر وشعب سعيد. سوف يخرج الحزب الشيوعي ويندد بإجراءات دولة القانون الجديد التي لا تشمل سراق الشعب وإنما حزب الكادحين والمثقفين المبدعين.لا يهم. سوف يدير الشيوعيون جريدتهم حتى لو اقتضى الأمر في الانترنيت فقط فهم سوف يستمرون.هل لاحظت السيد دولة رئيس الوزراء الاهتمام الكبير بالحزب الشيوعي العراقي من قبل الفضائيات لمجرد انقلابك عليهم,وهو المتوقع منذ أن أعطيت الضوء الأخضر لبعض كتابكم,هل رأيت ماذا يعني إغلاق مقرات الحزب الشيوعي في العراق ؟ لنرى كيف سوف يتعامل البرلمان العراقي مع ما أمرت به ؟ ولكن لا تنسى إنهم سوف يظهرون في كل تجمع قادم مهما فعلت لانهم موجودون في كل مكان,لان لا يمكن أن نرجع الى المربع الصفر,كما تعتقد.

 

20110306
 





 

free web counter