| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الخميس 6/12/ 2012



 لا للشراكة الطائفية والقومية...نعم للشراكة الوطنية الديمقراطية

د. محمود القبطان

كثر الحديث حول حكومة الشراكة "الوطنية" والتي هي تجسيد صارخ لائتلاف طائفي وقومي بامتياز.ولكون الأسباب التي أتت بهذه الشراكة كانت ظرفية وبدون أية استراتيجي نراها اليوم تترنح على كافة الصعد.فقد أمسك المالكي بكل التشكيلات العسكرية والأمنية بحكم منصبه الإضافي كقائد عام للقوات المسلحة,مما أتاح له الإمساك بمفاتيح كل الحلول "الفورية" وقت الحاجة وحسب التوافقات والاختلافات بين مكونات شراكته مع حلفاء الأمس وخصوم اليوم. اليوم الإتلاف الوطني "الشيعي" في تصدع بين مكوناته بسبب خلافاتهم المستمرة على مواقع السلطة وليس لسبب آخر,وائتلاف العراقية"السني" في انشقاق مستمر ولنفس الأسباب,أما التحالف القومي الكردي فيبدو متماسكا أمام الآخرين بسبب "دستورية"تمددهم على حساب العراق وطمعا في الحصول على أكبر وأكثر ما يمكن الحصول عليه من الامتيازات من المركز بالحق أو الباطل لا يهم.هكذا وضعوا الدستور الغامض قابل للتفسير حسب الأمزجة الخاصة والظرف السياسي.

يتباكى من أسس المحاصصة الطائفية والقومية على عدم شعورهم بالشراكة,ويسمون أنفسهم بمشاركين وليس شركاء في الحكومة,وإذا كانوا كذلك وإذا كان حسهم الوطني هو العامل الحاسم فلماذا لا يتركون مواقع المشاركة في السلطة ماداموا هم ليس أكثر لعبة في وحل السياسة لا تقدم وتأخر؟

اليوم وعلى قناة الرشيد في برنامج حديثهم يقول حيدر الملا:إن العراق كالطائر لا يطير إلا بثلاث أجنحة (يقصد:الشيعة والسنة والأكراد) وليس بجناحين وكرر هذا الكلام لأكثر من مرة,وفي كل وقت مقابلته في البرنامج يقول :إن العراقية برنامج وطني وليس طائفي!!

إذا كان حيدر الملا يعتقد أنه يستطيع برفع صوته في أمكان عدة ويقول ما يشاء عليه أن لا يتصور من يرى حديثه على الشاشة لا يفهم ما يقول.فهناك حل واحد لا غير وهو إن القوائم التي وصلت الى البرلمان عليها أما أن تكوم وطنية ديمقراطية(وهذا ما لا تستطع عليه)أو طائفية وقومية وهذا ما سقطت فيه هذه القوائم لاعتمادها على الإغراء عبر ديماغوغية مفرطة لكسب الشارع فوقعت في وحل لا تخرج منه إلا بنبذ كل ما يدعو الى الطائفية والقومية.اليوم الانحياز الطائفي والقومي متميز بغض النظر عما يقولونه في تصريحاتهم ومؤتمراتهم اليومية,فالتحاف الوطني وبغض النظر عن الخلافات الحادة بين مكوناته فهم اتفقوا أن ينزلوا بقائمة واحدة في صلاح الدين ,والتحالف الكردستاني مع كل تمرد كتلة التغيير والكتلة الإسلامية إلا إنها تنزل بقائمة موحدة في كركوك والمناطق"المتنازعة"عليها والعراقية سوف تحذو نفس الطريق وتتفق على طائفيتها لتنزل بقائمة في المناطق التي لا يمكن أن تشكل كتلة كبيرة وخوفا من ضياع أصواتها لغيرها,وبهذا اتفقت الكتل الثلاث على البقاء على طائفيتها وقوميتها و أجنحتها الثلاث لطائر حيدر الملا خوفا من ضياعها بسبب تشتتها.

وبعد عشرة أعوام ماذا قدمت الشراكة"الطائفية والقومية" للعراق ولشعبه غير انعدام الخدمات والأمن وعدم الاستقرار والبطالة والفساد والاغتناء وبشكل ملفت للنظر لناس أقل ما يقال عنهم إنهم لم يكونوا سوى لاجئين لا عمل لهم ولم يستطيعوا أن يتقدموا علميا إلا ما نادر.وكان أفضلهم إما يعتاش على المساعدات الاجتماعية أو الشعوذة أو التحايل في تدبير الفيزة وما شاكل ذلك في سوريا ولبنان وغيرها .أما الآن فهم يعملون في الاستثمار وشراء العقار بمبالغ خرافية وتأسيس شركات خارج الوطن.أما شريحة المثقفين والخريجين في العراق فالجلوس في المقاهي أصبحت لهم ظاهرة مستفحلة لكنها نتيجة طبيعية لعدم توفر الوظائف والمصانع التي يمكن أن تستوعبهم. بالمقابل أصبحت بعض الوظائف تشترى بآلاف الدولارات,ولكن هل يستطيع كل عراقي أن يدفع هذا المبلغ لكي يحصل على عمل ليعيل عائلته؟هل من إجراء لإيقاف تفشي الفساد هذا وبعلم الدولة كلها ؟

هل من حل؟

اجزم انه لا حل لقضية حكومة التوافقات الطائفية والقومية والتي يسمونها الشراكة "الوطنية" إلا بحكومة الشراكة الوطنية الديمقراطية الحقة عابرة للطوائف والقوميات والتي تخيف من يدير السلطة اليوم بكل تحالفاتها.إن الحل هو أن يختار الشعب ممثليه بحرية القوى الوطنية الديمقراطية والتي تنبذ التوافقات الطائفية والقومية وتسير وفق برنامج أعماري تنموي يحرك عجلة الاقتصاد الراكد ويبعد المفسدين ويرجع أموال العراق المنهوبة ويحترم المرأة ويقر بحقوقها ودورها في المجتمع ويؤسس الى دولة المواطنة التي لا تميّز بين مواطنيها على أساس الدين أو المذهب أو العرق.متى يحدث هذا ؟كل شيء يعتمد على إدراك الجماهير لحالها وواقعها لتختار الأفضل و الأنزه و الأكثر حبا للوطن وللشعب.



20121206
 

 

free web counter