| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 6/7/ 2011



بلاد ما بين المفخخات المحاصصات والمطارات ونكتة الأقاليم

محمود القبطان  

ليس من باب المبالغة أو التشاؤم فأن العراق بات من الدول التي تتصدرها أنباء تفجيرات متعددة ومزدوجة والقتل العشوائي الذي يُطال أهله الأبرياء.وبالرغم من الجهود التي تبذل في تقليل حجم الخسائر لكنها كبيرة وبكل المقاييس,ومادام الصراع السياسي اللامبدأي مستمر على تقسيم المناصب .

في هذا اليوم 5 تموز سقط العشرات بين قتيل وجريح في منطقة التاجي,واحد الشهود قال هناك خمسة سيطرات متواجدة في المنطقة ومع هذا تأتي السيارات المفخخة وحاملي الأحزمة الناسفة مارة من خلال هذه السيطرات,هذا إن دل على شيء فهي شهادة من أهل المنطقة وتعني إن هناك تواطأ مستمراّ بين المجرمين ونقاط التفتيش,ولابد لمن يضع الخطط الأمنية والسيطرات الثابتة والمؤقتة أن يعوا هذه المسألة وتستوجب التوقف عندها.ومع حر الصيف اللاهب يسقط العراقيون ضحية الإرهاب المتنوع الذي مد أذرعه الاخطبوطيه الى الأجهزة الأمنية عبر اختراقها افقيا وعموديا ,وهذا ليس تجني على أحد وإنما جاء على لسان الناطق بأسم قيادات عملية بغداد قاسم عطا.وبعد كل عمل إجرامي كبير يظهر للإعلام الأخير ليقول لقد كسرنا شوكة الإرهاب.وأعتقد إن التفجيرات الأخيرة في منطقة التاجي المنكوبة اليوم جاءت على خلفيات الأحكام التي صدرت بحق المجرمين فراس الجبوري وعصابته الفاقدة للإنسانية.والشعب ينتظر تنفيذ الحكم بحقهم,وإن سُيست العملية برمتها,وآخرها تصريح الملا ووفده بعدم وجود عوائل منكوبة في تلك القضية مما زاد الطين بلّة لتفترق الكتل السياسية وتحتد الاتهامات والاتهامات المتبادلة,وكأن من قتل في تلك القضية كانت لعبة أطفال حدثت بالصدفة ,وكان على حيدر الملا أن يتجنب هذه التصريحات التي لا تنفعه ولا تخفي الجريمة النكراء وتدل مرة أخرى أن الوفد البرلماني الذي ذهب الى منطقة الدجيل كان ليثير مشكلة جديدة أخرى الى العملية السياسية.ولكن يبقى السؤال الأهم هل هناك استقرار أمني في العراق؟هذا ما تجيب عليه عودة ظاهرة السيارات المفخخات والعمليات النوعية زمانا ومكانا.لكن الركود السياسي مستمر بالرغم من كل هذه الفجائع.

بعد تصريحات أسامة النجيفي الطائفية,وكما توقعت مع غيري في تغير اللهجة وظهور سوء فهم وعدم القصد وسوء

التفسير,كما صرح أتباعه ,كأنها كانت مؤقتة مع التصريح للدفاع عن النجيفي,بعد كل هذه الزوبعة والرعد الذي صاحبها,جاءت مطالبات 16 عضوا في مجلس محافظة البصرة لتعيد طلب,اقرأ,شهوة,تأسيس إقليم خاص بها.وكلنا نتذكر تهديدات المحافظ الأسبق والسابق بقطع إمدادات النفط عن بغداد وتأسيس إقليم خاص بهم بعيدا عن البرلمان,أي انفصال.

ومهما قال وقيل النجيفي ومريديه فأن قوله كان يعني تأسيس إقليم طائفي,وفي البصرة ليس بعيدا عن هذا التوجه.حيث قال ,وعلى الحرة اليوم أحد مواطني البصرة :إن تأسيس الإقليم لا يحل مشكلة البصرة لان من يدير المحافظة ومجلسها ليسوا أهلا لإدارتها وهنا تكمن القضية.وبالمناسبة وجدير بالذكر إن أحد أقطاب الائتلاف الوطني وبالتحديد من كتلة شهيد المحراب الذي كان مطالبا بالإقليم الشيعي في زمن عبدالعزيز الحكيم,قال اليوم أن تأسيس إقليم البصرة أو الانبار أو غيرها فهو يعد تأسيس لأقاليم طائفية وبداية لتقسيم العراق وهذا ما يرفضه.ويتمنى المواطن العراقي الأصيل أن يكون تصريح كتلة شهيد المحراب نابعا من الحس الوطني الحقيقي والحريص على وحدة العراق وليس بسبب قلة التأثير السياسي وفقدان الأرضية التي كان واقفا عليها قبل عدة سنوات.

أما مسألة بناء المطارات في العراق فأصبحت أكثر من نكتة مُعادة ولكنها "مجّة" أيضا.فبعد النجف وكربلاء والكوت والديوانية والسماوة جاء دور النعمانية..نعم النعمانية التي هي قضاء تابع للكوت ويبعد عنها 45 كم.وإذا أفترصنا أن بعض المحافظات تستحق بناء مطار باعتبارها مركزا مهما لاسباب عديدة فما هي أهمية النعمانية من هذا وحتى يتحول المطار العسكري فيها الى مدني ويترك للاستثمار أيضا.وأكاد وأجزم إن معظم من يتكلم عن الاستثمار لا يعي هذه الكلمة مثلما لا يعي البعض ماذا تعني كلمة البنى التحتية.يعلم المختصون أن بناء المطارات ليس بالأمر الهين ويحتاج الكثير من الأمور الفنية العالية,والتي مازال مطار النجف الذي أفتتح على عجل لتسجليه من منجزات كتلة معينة,مازال هذا المطار بعيدا عن المواصفات العالمية,وإن تتبارى الأنباء بهبوط أول طائرة من هنا أو هناك كما نُشر اليوم بهبوط أول طائرة تركية فيه,لكن يبقى المطار غير مكتملا,فماذا عن البقية الجديدة.وقد أصبحت ظاهرة بناء المطارات أو قل الخطط لبنائها "لهوة" العصر الجديد,لان لم يبقى في العراق بعد استتباب الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلا بناء مزيدا من المطارات لصرف مخصصات الميزانية الانفجارية ,وقد تنتفض النعمانية لتطالب بحصتها من الثروة لجعلها محافظة بعيدا عن الكوت,كما أراد احد نواب الكوتة بتأسيس محافظة جديدة لمسيحي العراق,ومن يدري ربما يأتي بعض الأنفار الباقين على قيد الحياة من الإخوة يهود العراق للمطالبة بتأسيس محافظة لهم,وهذا حق ضمنه الدستور للجميع وربما سوف يطالبون بمطار جديد أيضا,ولم لا.ويبقى السؤال الأكثر جدية ونفعا من الناحية الاقتصادية ,وأعيده,ايهما أكثر فائدة للعراقيين بناء مطارات جديدة بعيدة عن المواصفات العالمية أم بناء شبكة سكك حديدية حديثة يستعملها كل مواطن عراقي ويشتغل فيه المئات من الطاقات العلمية والفنية ؟سؤال للسيد وزير النقل فقط.

والفنان الراحل المونولوجست عزيز علي قال:عيش وشوف..,أنا أقول وشوف أقاليم ومطارات وربما دويلات بعد تجزأة العراق ,لكن لا أتمنى أن أعيش يوما واحدا والعراق مقسم.حيث تصريح الكركوكلي اليوم واضح لا لبس فيه,وعباراته تهديد أكثر منها تذكير,ولكن....عيش وشوف ,هذا هو العراق مابين ....النهرين.

 

20110705
 

 
 


 

free web counter