| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 5/9/ 2010



أين مكان الهموم الوطنية من أعمالكم, يا سياسيي الوطن والدم مازال يسيل!

محمود القبطان  

يكاد لا يمر يوما واحدا على العراق بدون منغصات, وتكاد تكون هموم العراق الرئيسية مركونة على الرفوف من خلال الأحداث التي تعصف بالعراق يمينا وشمالا.والحالة العامة على ما هي عليها دون تغيير.

1:
اختيار عبدالمهدي عن الائتلاف!
وماذا بعد؟هل حُلّت الأزمة من خلال اختيار عادل عبدالمهدي كمرشح لرئاسة الوزراء في وقت تصر دولة القانون على المالكي؟كل ما حدث إن انشقاقا يلوح في الأفق في التحالف الوطني من خلال انسحاب الجعفري والچلبي من طبخة اختيار المرشح عبدالمهدي لمنافسة المالكي.أذن اُختصر الصراع من بين أربعة الى أثنين,ومازالت الأزمة مستمرة,الى أن يجدون "آلية"جديدة لاختيار الأفضل.أذن العراق وشعبه أمام مشكلة جديدة وقد تطول الى أن يجدوا الحل من خلال الآلية الجديدة.
ولكن كيف سوف تسير عليها ألآلية لاختيار الأفضل هذا ما لم يعرفوه,ويبدو فقط من خلال النقاشات الطويلة والطويلة جدا ربما يهديهم الهادي الى بر التوافق الجديد.ولكن إذا أصر كل مرشح في التحالف الوطني على رأيه,ماذا يكون الحل ومتى تنتهي المعضلة في تشكيل الحكومة؟ العراقية تصر على موقفها الانتخابي كلما اشتدت المشكلة داخل التحالف الوطني,وليس لدى الأخير من خيار دستوري وديمقراطي عدا تكليف العراقية بتأليف الوزارة حيث لن يكون من يساندهم في المحطة الأخيرة.ولو اتبعوا الوسائل الديمقراطية,التي يدعون التشبث بها, ونتائج الانتخابات لكان في الأخير يركن تأليف الوزارة إليهم دون المرور بستة أشهر من السبات الدستوري وتردي الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي.

ماذا أنجز البرلمان الجديد ليومنا هذا بعد مرور أكثر من ستة اشهر من الانتخابات؟
على حين غفلة صحا السيد عبدالمهدي على غياب البرلمان وبدأ يحضر لوحده بناية البرلمان ليحرج زملاءه على الحضور وقد لبى نداءه البعض وآخرهم الهاشمي ,إعلاميا حيث انه في مكة لحج العمرة ألان ,مع هالة كبيرة من التكبير وكأن الانتخابات انتهت لتوها.جميل أن يصحوا ولو بعد حين ,لكن لماذا لا يطالبوا نواب قوائمهم المنتخبون للحضور اليومي ولإلغاء الجلسة المفتوحة التي لم يعرفها أي برلمان في العالم؟لماذا التواجد المُكثف للبرلمانيين الجدد في عمان؟نعم,إنها أكذوبة جديدة من اجل الابتعاد عن الوطن في حين يتساقط العشرات لابل المئات في الشوارع بسبب تردي الحالة السياسية والأمنية ,هم البرلمانيون الجدد في أمان عمان والشام وبيروت ومن هناك يصرحون للفضائيات ما يروق لهم وقد تمتعوا برمضان كريم تحت المكيفات والفطور الجيد وبعيدا عن أصوات نشاز تسمى انفجارات وقتل وتدمير.الى أن يهتدي الساسة الكبار في حل المعضلة سوف يرحلون الى ارض الوطن سالمين غانمين وقد أدوا حجة العُمرة في شهر الطاعة والغفران , أما الوطن فليس له غير النسيان في أروقة وأدراج البرلمان.الوطن يقرر مصيره بضعة عشرات من الكتل الفائزة من خلال المباحثات الماراتونية وأما البقية تأتي على ما يقرره لهم قادتهم ولذلك نراهم في دول العالم بين زائر لعوائلهم وبين مكة لحج العمرة وبين دول الإقليم للتزود بالنصائح ولشرح الأوضاع العراقية لهم.

والعراق ليس استثناءا في تعطل تشكيل وزارته العتيدة,كما يقول البعض وضربوا بأمثلة لتلك البلدان ,ولكن تناسى من يذكر تلك الأمثلة إن في تلك البلدان مؤسسات تدير الدولة حتى لو تغيرت عشرات الوزارات,وحيث إن الخدمات تسير كما هي سواء في ظل هذا الحزب الفائز أو غيره.الكهرباء والماء ,الصحة ,التعليم...وغيرها تسير مثل ما مرسوم لها دون تأخير,أما في العراق الذي يحاول البعض تغليب ما أنجز من إزالة النظام ألصدامي ونسيان أن العراق يعيش بدون خدمات حقيقية منذ السبعينات وتفاقمت هذه ألازمات منذ سقوط عرش الطاغية الى حد انعدمت فيها كليا في كثير من الأحيان.

2:
القدس لنا ...ونحن عائدون
لقد لبست الحركة القومية العربية لباس تحرير القدس منذ 60 عاما ولم تقدم شيئا لا للقدس ولا لأهلها ولا لامتهم العربية,فلا جمال عبدالناصر استطاع أن يزحزح إسرائيل ولا من بعده البعث الذي رفع شعاراته التمويهية الكاذبة والتي لم تكن غير وسيلة لاستلام السلطة ولم يحرك ساكنا خلال 40 عاما لهذه القضية لا بل دمرها.أقول إن المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني في الغرب هم أكثر الناس وعيا وإسنادا له من كافة الحكومات العربية والإسلامية التي ينخر فيها الرياء والفساد والدجل والأمية.
واليوم نرى أكاذيب من عيار جديد قادم من طهران للخروج بمظاهرات من اجل القدس ثم أجريت نسخة جديدة من هذا الرياء في لبنان عبر حزب الله ووصلت الوصفة المستنسخة الى العراق بالرغم من الفقر المدقع الذي يعيشه أكثر من 40% من الشعب العراقي.نعم للتضامن مع كل الشعوب المُضطهدة وفي مقدمتها شعب فلسطين الذي ذاق الأمرين من الاحتلال ومن حكامه.لكن ماذا عسى على الشعب العراقي أن يقدمه في يوم القدس وهو قابع تحت الاحتلال,وكل الساسة الأمريكان وغيرهم يقولون أن الجيش الأمريكي باق حتى بعد نهاية .2011
ندافع عن شعب محتل ونحن محتلون الى ما شاء الأمريكان!نعم ,ولم لا.لكن أمكان الأجدر أن توفر الأحزاب الدينية المسيطرة على مجالس محافظات الوسط والجنوب الخدمات قبل أن تُخرج الجموع الى الشارع من اجل يوم القدس؟أليس من الأفضل توفير الخدمات المعدومة دون أن تُضرب بالرصاص الجموع المطالبة بها؟ وقد لف النُسيان قضية القتل التي حدثت في البصرة جراء الاحتجاجات من أجل توفير الكهرباء ولُفلف التحقيق وسوف لن تظهر أية نتيجة له مادام المؤمن شلتاخ وأمثاله في مناصبهم.ما الفرق بين من كان يقدم 25 ألف دولار لعوائل المنتحرين في الأرض المحتلة عندما كان أفضل راتب لوظف حكومي عراقي لا يساوي أكثر من 5 أو في أفضل الأحوال 8 دولارات وبين من يُخّرج الناس من اجل يوم القدس وقد افتقدوا الخدمات الأساسية؟قد يكون هؤلاء المساكين قد استلموا "مهفات"كهربائية في الصيف وفي الشتاء كانت مدافئ عند الانتخابات ولذلك نسوا محنتهم مع درجات الحرارة العالية!

3:
حدث هذا في بلد غير إسلامي
كثيرة هي الوقائع التي تحدث في العالم المتمدن من أجل سياسة نظيفة لا يشوبها الفساد,وهي جديرة بأن تنقل الى العراق الجديد فقط للتعرف عليها,وليس للعمل بها,لا سامح الله.اليوم ظهر في الصحف خبر ليس غريبا في دولة يسود العلم فيها وإنما الغريب أن نراه في عراقنا يوميا وبدون عقاب. الخبر يقول إن وزير الخارجية الكورية الجنوبية استقال من منصبه على ضوء فضيحة تعين ابنته في الوزارة وبراتب مرتفع نسبيا.ماذا عن وزاراتنا ووزرائنا وموظفيهم؟هل يستقيل وزير وقد عين كل مقربيه في وزارته وبشهادات في أكثرها مزورة؟

4:
إرهابي يحكم ب15 عاما فقط!
بالرغم من الكثير مما قدم في المجال الأمني وفي فشل الإرهاب في تقويض العملية السياسية مرة لاسباب طائفية حاقدة ومرة لسبب فقدان البعث مواقعه وسلطته ووقوع الكثير من الإرهابيين في أيدي السلطات ,لكن مازال الإرهابيون يقومون بعمليات نوعية بغض النظر عما يردده المسئولون في الداخلية والدفاع.إنهم ما زالوا موجودون ومن جنسيات مختلفة ,واليوم القي القبض على مجرم تونسي وفي حوزته الكثير من العبوات الناسفة,وما حدث في وزارة الدفاع القديمة اليوم إلا مؤشرا خطيرا يتطلب الحزم في الرد والعقاب الصارم ضد المجرمين الذين يلقى القبض عليهم,وما التسويف والتعطيل إلا سببا في ازداد الإحداث الإجرامية ضد أبناء الشعب من مدنيين وعسكريين.ففي الأسبوع الماضي أعلن عن الحكم على إرهابي ,وهو أمير في القاعدة,بسجنه 15 عاما.السؤال هل كان هذا المجرم يوزع موتا عبر المفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة أم كان يوزع حلويات للأطفال بمناسبة العيد القادم؟ إن هذه الأحكام المخففة ما هي إلا هدية للإرهاب والمجرمين ليعطوا متنفسا لبقي مجاميعهم من القتلة لتنفيذ مخططاتهم في قتل الأبرياء.

5:
زمن التهافت
لم يشعر الإنسان العراقي بكرامته الحقيقة المُصانة إلا في فترات قليلة.وعندها كان المسافر العراقي مرحبا به في أية دولة ويمنح التأشيرات لأي أية دولة يروم السفر إليها ومن بغداد.وعندما دمر الطاغية المجنون العراق بشعبه وأرضه حرم العراقي من أية تأشيرة ولو لأيام,لكن السياسي العراقي الجديد بالرغم من كل هذا يتهافت على زيارات دول ما كانت تحلم أن يصلها مسئول عراقي ولو بدرجة وكيل وزير,أما وقد دمر العراق جراء الحروب والفساد الإداري والمالي والتوافق المحاصصاتي الطائفي والعراقي أصبحت قيمة العراقي منحطة كدينارها وأخذت بعض البلدان تمعن بإذلال العراق وطنا وشعبا.وألا ماذا يفعل الحكيم الابن في قطر والعراق يعيش حالة فريدة من نوعها لعدم وجود اتفاق على ترشيح رئيس وزراء من كتلة التحالف الوطني الذي هو وائتلافه شريك فعال فيه,أم تراه ترك الأمر لباسم العوادي ليرسم له الخطوط العريضة للسياسة المتبعة حاليا وليصرح حول عدم الاتفاق في اجتماع التحالف ألان وفي مكان آخر يُعلن عن الاجتماع خلال يومين؟!أين الحقيقة ومن يدير دفة المباحثات والتصريحات ؟

أين هموم الوطن والشعب يا ساسة في أعمالكم اليوم؟
 

20100905




 

free web counter