| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      السبت 5/3/ 2011



مظاهرات 4 آذار وانتهاكات مالك"ي" العراق للدستور

محمود القبطان  

لم يعد خافيا على أحد كيفية انتهاك الدستور بواسطة "حماته" المالكين الجدد للعراق الجديد.فقد تكالب الجميع من المتمسكين بكراسيهم المتحركة على عدم الصدق مع الشعب والخوف منه نتيجة الهبة العارمة في كل المنطقة.وفي ثورات العالم تحتاج الجماهير لاي فتيل صغير ليشعل الثورة ويهز مضاجع من تصورا إنهم ملكوا بلدانهم دون منازع.وهذا ما حدث منذ حرق بوعزيزي نفسه احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن العادي,فانتشرت الثورات وسوف لن تتوقف الى أن تسقط كل الأنظمة والحكومات الديكتاتورية مهما كانت تسميتها ومهما استغلت الدين لأغراضها الدنيئة.

وفي العراق ما يكاد يمر يوم بدون احتجاجات على تحسين الأوضاع الحياتية بكل جوانبها ,وما يقابلها الرد العنيف من قبل القوات الأمنية (شرطة وجيش) وفي معظمهم ,لاسيما الضباط الصغار والجنود والشرطة وضباط الصف وهم تابعون لميليشيات كانت قد أخذت قسطها من التدريب في إيران المسلمة جدا,ومن ثم استلموا رتبهم اللماعة في بغداد .

عندما خرج الشباب في 25 شباط وما حدث من خرق فاضح لكل المعايير الإنسانية والعسكرية من قبل قوات لا تعرف من مهماتها غير القتل وإطلاق الرصاص على الناس العُزّل,ظهر المالك"ي" للعراق وهنأ قواته على ضبط النفس وحضارية المتظاهرين,بعد أن استشهد عددا كبيرا وجرح أضعافه,ويبدو إن تلك الأعداد تبدو ضئيلة بمقاييس السنوات السابقة ولذلك سوف لن تُثير أية آلام لبعضهم.فضرب الناس والصحفيين أصبح عادة عند القوات التخريبية بدل أن اسميها الأمنية,لان من يضرب شخصا بدون أن يقاوم بسلاح أو أية آلة فهو قد خرق كل القوانين وسوف لن تذهب الخروقات في مهب الريح وسوف يُحاسب على فعلته كل من قام بذلك كما يُحاسب من أعطى الأوامر لتلك التصرفات الهمجية,كما يحصل في مصر الآن,مهما طال الزمن.

وانتهت المظاهرة الاولي بوعد كاذب بتشكيل لجنة"تقصي الحقائق" على ما حدث.وسوف لن تظهر أية نتيجة لهذه اللجنة الفاشلة و المسيسة مقدما.وقد وعدوا إن مثل تلك الحوادث سوف لن تتكرر في 4 آذار.وجاء اليوم الجميل وفي بداية آذار,وان سبقه عاصفة ترابية,لكن آذار يبقى آذار.ففي أيام الطفولة كنا نسمع عن اسمه بأنه :آذار أبو الهزائز و الأمطار,وشهر برد ة العجوزة.لكن في يوم الرابع منه تداعت الجماهير وفي كل الأعمار الى ساحات التظاهرات.لكن ديمقراطية المالك"ي" عبرت عن "حبها"للشعب بطريقة أخرى لمنع وقوع "أحداث" مؤسفة.فقد مُنع سير المركبات والدراجات بأشكالها وألوانها أولا,ووضعت القوات حارسة الشعب على أهبة الاستعداد "لرد كيد المعتدين" وأغلقت الجسور ثانيا,وصرح رئيس الوزراء الذي انتخبه الشعب بحرية التظاهر لأنها فعالية يسمح بها الدستور ثالثا,والتقى رئيس جمهوريته الطالب "آني" ليؤكدوا للقناة الفضائية العراقية إنهم مع الحق الدستوري للشعب في التظاهر وسوف تحميهم القوات الأمنية من شرور المعتدي رابعا,في الوقت الذي ذهب علاوي الى النجف ليتباحث مع مقتدى وآل الحكيم على ترتيبات جديدة,خامسا.وفي هذه الساعات أعلن القائد العام للقوات المسلحة,والذي لم يكن عسكريا في يوم واحد من حياته,منع التجوال حتى للبشر سادسا,حفاظا على أرواحهم,من التراب المنتشر.أول الأمر في البصرة وبعد أن رشوهم بخراطيم المياه " لغسل" الأشجار من تراب العاصفة الترابية التي مرت بالبصرة وليس لتفرقتهم طبعا,والديوانية والناصرية ثم تلى ذلك في بغداد.التظاهر حق كفله الدستور لكن كيف الوصول الى الساحات العامة التي أعطيت فيها أجازات التظاهرات والتجوال ممنوع؟هذه الحكاية الظاهرة "الفيزسياسية" يستطيع حلها قارئي الأبراج الذين انتشروا في كل الفضائيات العراقية ,أو ربما الشاعرة الشعبية شهد ألشمري من قناة الفيحاء فقد يكون لها ولع آخر ,كما ظهر لها فيديو مسجل في آليو توب أخيرا,في فك طلاسم الحكاية الجديدة في ديمقراطية الحكومة الحالية.لكن نسى المالك الجديد للعراق الجديد إن الشعوب لها وسائلها الخاصة في خرق كل المحظورات التي تزرع في طريقه للتعبير عن مطالبه وبطريقة حضارية فعلا وليس قولا فقط مهما كانت الممنوعات .ففي البصرة قال شاهد عيان ,وقد كلمته تلفونيا بعد التظاهرة,لقد ضرب الصحفيين بقوة ,أقلهم حصل على ضربة الهراوة على رأسه.لكن لماذا كل هذه القسوة تجاه الإعلاميين والناس العُزّل بعد كل تظاهرة؟ومن يوزع المنشورات في الانتقام والاعتقال للجماهير,ومن يحذر البسطاء من إن المتظاهرين يريدون فتح بارات الخمر والرقص؟

ومرة أخرى يشكر المالكي قواته على ضبط النفس وحضارية المتظاهرين وعدم سقوط ضحايا في بغداد لكنه سوف يحقق بما حدث في البصرة.نكتة ساذجة لابل كذبة صارخة جديدة يطلقها صاحب أكبر شركة عسكرية تدعى القوات المسلحة العراقية.وفي كل مرة يتصرف صاحب القرار بهذا الشكل يجعل من المتظاهرين أكثر تمسكا بفعالياتهم وسوف يرفعون من سقف مطالبهم المتكررة والتي سوف تصل الى إقالة الحكومة وربما أعلى,لان رئاسة الجمهورية والبرلمان أصبحوا في عداد المفقودين والذين لا حل لهم ولا ربط.الطالباني أبعد من كردستان لكي يبقى الوضع بأيدي غريمه مسعود البرزاني وعائلته,وهو ,الطالباني,يواجه مشاكله العديدة مع التغيير( گوران),النجيفي بين حان ومانة,لا يعرف الى أين يتجه ببرلمان انتخب 16 عضوا بأسمائهم والباقي بأسم كتلهم وهناك من لم يحصل على صوتا واحدا لكنه يتكلم بأسم الشعب المغلوب على أمره.

ونواب الطالباني احدهم اختفى وهو عبدالمهدي حيث "لا حس ولا نفس ولا تصريح له",والمطلگ يوعد شعبه ومن خلال عدنان الطائي الإعلامي المرح بأنه لن يبقى أكثر من ستة أشهر إذا لم تسير الأمور بشكلها الصحيح,لكن ما هو الصحيح برأيه ,فهذا في طي الكُتمان.والخدمات في فقدان متسمر,الوزارات الأمنية في الذاكرة,والمتحدثون بأسم كتلة اللا قانون لم يعد لديهم أية حجة يقولوها للشعب, وأموال الدولة في تهريب مُنظم,وإصرار المالكي في جر العراق الى أزمات كبيرة من خلال تنكره للاتفاقات مع غرائمه مستمر,ويبدو إن شهر العسل مع التيار الصدري قد شارف على النهاية لأنه زواج غير شرعي أصلا. والحكيم يؤيد التظاهرات,والحسناوي يهدد بتظاهرات مليونية ضد المالكي بعد انتهاء الوقت الذي حدده القائد المنتظر والمظفر مقتدى,بعد أن أكمل دراسته الحوزوية في قم واستقر في النجف وليس في الكوفة لمراقبة الأحداث عن قرب,وربما يجربون حظهم في السلطة كما جربها المالكي بعد أن أخذها من الجعفري,وحازم الاعرجي يثبت أقدامه في الشارع العراقي ليكون الشخص الثاني بعد مقتدى فيما إذا حدث مكروه,لا سامح الله,لقائده.

الدستور في إجازة "مؤقتة" بسبب اغتصابه عبر "زواج المتعة" له من قبل العديد من أصحاب القرار دون أن يعطوه فرصة لفترة "العُدة"الشرعية,حيث الجميع يتحدث عن عذريته وشرفه وشرف من أصر عليه بهذا الشكل .

والشارع مستمر في الغليان والجماهير سوف لن تتوقف عن التظاهرات,وحتى لو ملئوا الساحات بكل قواتهم المحروسة,وحتى لو انتحر كامل الزيدي ومجموعته البائسة ونصائحه الفاشلة بدعوته للمتظاهرين بالتظاهر أمام الوزارات وليس في الساحات ,كما صرح أخيرا.وسوف تستمر الجماهير في تحدي السلطة وتتظاهر سلميا مهما كثرت استفزازات الحكومة ومن يلتف حولهم من أصحاب المليارات ومدراء العقود والمشاريع الفاشلة والتي لم يرى الشعب منها سوى زيادة مدخراتهم في بنوك الدول الخليجية والأوروبية ,ولم يتعظوا بما حصل ويحصل لاموا ل من سبقهم.لكن يوم الحساب ليس ببعيد وسوف لن تنفعهم حتى جوازاتهم الثانية,لان المجتمع الدولي,عبر منظمات المجتمع المدني, فتح عينيه على سرقات لا مثيل لها في المنطقة وسوف لن يسكت على تفقير وتجويع الشعوب.فهل يفكر المالك"ي" الجديد بعراق نظيف ومُعافى عبر عمل شريف.هذا ما سوف نراه في أيام الجمع القادمة.

 

20110305
 





 

free web counter