كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الجمعة 5/8/ 2011

محاكمة العصر في مصر محمود القبطان   مثُل حسني مبارك مع نجليه ووزير داخليته وستة من جنرالات وزير الداخلية الى المحاكمة في القاهرة والتي تعتبر بحق محاكمة العصر.وقد جُلب مبارك المخلوع الى قفص الاتهام وهو راقد على سرير طبي,وقد أدلى الكثير حول ذلك من تصريحات وأكثرها واقعية أن المحاكمة هذه هي المحاكمة الاولى في التأريخ العربي أن يُقدم رئيس الدولة لمحاكمة مع نجليه وكبار مستشاريه الذين أثروا على حساب الشعب وقتلوا المتظاهرين وسرقوا اموال الاجيال في حين كان دخل الفرد اليومي لنسبة 40% من الشعب المصري دولارين فقط في حين كان اولاد الرئيس المخلوع وزوجته وهو شخصيا يحولون المليارات من الدولارات الى الخارج,ويقبع الشعب المصرية بأكثريته تحت خط الفقر وتسكن مئات آلاف العوائل المقابر.قد تكون طريقة نقله الى داخل قاعة المحكمة قد بُولغ فيها حيث قال الكثير من المحللين السياسين المصرين أن شهادة الكثير من الاطباء حول صحة مبارك تسمح له بالمثول أمام القضاء بشكل طبيعي,ولكن يبدو اُريد من ذلك إثارة العواطف عند مؤيده.ولكن في الطرف الثاني لم تكن هذه الطريقة تثير الشفقة عليه عند العوائل التي فقدت أحبائها وفلذات أكبادها عندما هاجمت الشرطة ثوار ميدان التحرير منذ بدأ انتفاظتهم الكبرى في 25 كانون الثاني. سقط الرئيس المصري مبارك بفعل الثورة الشعبية السلمية,ولكن قسما من بقايا نظامه مازالوا يمسك بجزء من العصا في بعض مفاصل الدولة لاسيما في القوات المسلحة. نفى مبارك ونجليه التهم الموجهة اليهم بالكامل ,وكأنهم لم يكونوا في يوما من الايام هم المقررون في تسيير أمور الدولة وإن تنازلت سوزان مبارك عن كل ممتلكاتها الى الدولة لتتخلص من "شرور" المحاكمة.ولكن لم تسأل نفسها من أين أتت بالاموال التي تنازالت عنها,ومن أين اتى زوجها بمليارات الدولارات وأولادها بكل تلك الثروة والسلطة التي تمتعوا بها طيلة فترة حكم مبارك المخلوع. إنتهى الفصل الاول من النظام السياسي اللامبارك بتقديم رئيسه وشلتهة الى المحاكمة العلنية.ماذا سوف ينطق القضاء فيهم جميهعا من أحكام ,ليس الاهم في القضية وإنما الاهم هو محاكمة حقبة كاملة لنظام إستبدادي قمعي عاش الشعب المصري 30 عاما تحت حكم قانون الطوارئ,وأقتصاد متدهور وبطاله عالية جدا ودخل يومي يصل الى دولارين لنسبة 40% من الشعب,حسب تصريح أحد الخبراء الامريكيين اليوم من القناة الحرة اليوم ,وفي ظل تربح فئة قليلة من المقربين من النظام على حساب فقراء الشعب. هذه المحاكمة في مصر قد تعطي درسا لك دكتاتور في المنطقة ملوكا كانوا أم رؤساءاٌ دون إستثناء أن يأخذوا العبرة ومراجعة النفس والتخلي عن نهج القمع والاستيلاء على القراروتضييق الحريات وسرقة المال العام,لان التأريخ لن يرحم,وسوف يمثلون أمام القضاء آجلاٌ أم عاجلاٌ. إن عائلة صدام قد انتهت بالكامل,أب وأولاد وأخوان ومن بقى ينتظر أيامه ألاخيرة,ومسأئلة التوريث قد طوتها الانتفاظات الشعبية في تونس و مصر واليمن وحتى ليبيا,لان مصير من تبقى قد حسمته الجماهير المنتفظة سلميا,وقد تستمر أعمار البعض منهم أسابيع أو أشهر لكن في الاخير هم في عداد المنتهين. والجرائم لن تسقط بالتقادم الزمني,وعليهم أن يحسبوا الف حساب لحكم الشعوب وكلمة القضاء. وفي العراق,على من يدير الدولة مهما كان منصبه أن يعي الدرس المصري والتونسي بكل تفاصيله الدقيقة ,وان يخططوا لما هو أفضل لشعبهم المحروم من كل وسائل العيش الكريم.,إن التربح على حساب الشعب لهو فصل مؤقت وزائل ولن يفلت من القضاء أحد مهما تذرع بحجج أو هرب الى بلدان الجنسية الثانية أو أختفى,ولنا في حفرة المقبور صدام مثالا ,ولم يفلت وإن أحاط نفسه بمئات آلاف الدولارات لكنه لم يشعر بالطمأنينة الى أن قبض عليه كالجرذي في حفرة عفنة كعفونة نظامه.على حكامنا أن يبعدوا عوائلهم عن أمور السلطة والتربح بأسمهم.وليتذكروا الشهيد عبدالكريم قاسم ورفاقه البررة الذين قتلوا بأنقلاب أمريكي على يد البعث , لم يتركوا لا بيوتا ولا عمارات ولا أرصدة والشهيد الزعيم قاسم تنازل حتى عن قطعة أرض في الصويرة كانت لعائلته على أن تبنى فيها مدرسة أو مستشفى,كما كتب أحد الاخوة قبل ايام بعد إطلاعه على وثائق الطابو الخاصة بالزعيم قاسم.هل يرى العراق قائدا مثل الشهيد قاسم بنزاهته وتفانيه من أجل شعبه ووطنه ليخلده التاريخ؟.هل نرى تغيرا كبيرا في الوضع السياسي العراقي قريبا وتنهي أزمة الوزارات,هل يتوفر الماء والكهرباء وتنهي فصول العقود الوهمية,هل تنهي والى الابد مهزلة صعود أولاد مديري السلطة الى القمة واستيلائهم على المقاولات وشراء الفنادق والعمارات السكنية ووووو....؟ إن محاكمة مبارك ونجليه وبعضا من أعوانه لهي محاكمة العصر بحق,وهي درس لمن بقى وتجبر.   20110804