| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 5/8/ 2009



تداعيات فضيحة سرقة البنك وتشاؤم حميد الشاكر

محمود القبطان

مازالت تداعيات سرقة وفضيحة بنك الرافدين فرع الزوية مستمرة,وهناك بيانات وبيانات مضادة تصدر حول الشخوص التي افترض وقوفها وراء الجريمة هذه, ومحاولات طمطمة الفضيحة جارية ولكن الشارع عرف الفاعل وسوف لن تفيد الوسائل التضليلية أحدا منهم.

فمازالت وزارة الداخلية تحقق,كما يدعي المتحدث باسمها السيد عبدا لكريم خلف ويبدو ان الضغوط أتت بأكلها فلم يصدر البيان عن المسبب الحقيقي خلال يومين,وقد يكون وزير الداخلية قد تخلى عن وعده بنشر الحقيقة لهذا السبب.نائب رئيس الجمهورية" الجديدة" قد وعد الشعب انه خلال يومين سوف يصدر بيانا حول ذلك,ولم يعلم الشعب العراقي ما دخل عادل عبدا لمهدي بمجريات التحقيق هذا,حيث ثبت بالجرم المشهود ضلوع أحد رجالات حمايته بالجريمة التي نشرت على الانترنيت بشاعة قتل الشرطة داخل البنك.ولم يعرف الشعب المنكوب لماذا تصدر البيانات من كافة الاطراف الاسلامية السياسية التي تدير الدولة بطريقة غريبة وعجيبة كل يتهم الطرف ألآخر وسوف لن تهدأ هذه الضجة الى أن يعترف الجاني وعى شاشات التلفزيون من خطط و دفع الى هذا الفعل الشنيع.لقد وصف احد "الكتبة" وعلى صفحة الانترنيت أن عادل عبد المهدي "ابن حمولة ونعمة وعشائر".."ناضل في صفوف الدعوة 40 عاما".لم يقل هذا الكاتب,صاحب ألحسناوي, الطيب النية ما دخل ابن الحمولة ونضاله وغيرته العشائرية بهكذا حدث حيث سرقت الأموال من قبل أحد رجالاته,وان لم يثبت أحد أنه (عبدالمهدي) له ضلع فيها,لكن مجرد حماية المجرم تجعل المراقب البسيط أن يتساءل لماذا يتدخل النائب بالدفاع عن المجرم أو المجرمين ولم تنتهي القصة الى أن القي اقلبض على الجناة بعد محاولة تعطيل دور القانون من قبل حماته؟ولماذا ظهر على الشاشات في اليوم التالي مع المالكي ؟ولماذا انتقل عمار الحكيم الى الديوانية لزيارتها؟ومن بين تداعيات الجريمة أن ظهرت إشاعات إقالة هادي ألعامري من منصبه في منظمة بدر والبيان حول ذلك يدلل ان ليس هناك دخان بدون نار.

ان سرقة هذا البنك لم تكن المرة الأولى ومن حق الناس الذين ائتمنوا دولتهم وأموالها بأيدي لم تكن نزيهة ,من حقهم المطالبة بنتائج التحقيق الاول لأول سرقة لهذا البنك والذي كان في وضح النهار ومن كان يقف ورائها.وأنا لا اشك حتى لحظة واحدة بالفاعل الذي لن يكون بعيدا عن دائرة الجاني الثاني أو من أطرافها, أي الأحزاب الإسلامية السياسية وحتى من قبل الذين اخترقوا هذه الكيانات التي ولدت في لحظة تاريخية مظلمة وسرقت التاريخ كما تسرق أموال الشعب’,لأنها غير مؤهلة لغير ذلك.

من هنا جاء مقال حميد الشاكر الذي نشر اليوم 4 آب الثلاثاء في صوت العراق بعنوان"الفرد العراقي غير مهيئ لتحمل المسؤولية نحو ألأفضل" ,ويعتقد أن الفرد العراقي لم يزل ليس بمستوى الطموح الذي ينبغي عليه ولم يخبرنا كم تستغرق الدولة من الوقت لهذا التغير ليكون العراقي مؤهلا لتحمل مسؤولياته نحو الأفضل كما يريد الشاكر.لم يقل لنا لماذا الارتداد السريع على القوى التي تدير دولة العراق ويتكلم بأسم أحزابها التي قسما منها لم يزل فتيا في عمره ولم يتجاوز ال6 أعوام؟ أنه لم يتكلم صراحة على فضيحة السرقة هذه ومن يقف ورائها ولكنه يعتقد ,كما دائما, ان الشعب العراقي,ككل غير "مهيئ لتمحل المسؤولية نحو ألأفضل".كنت أود أن أقرأ له لربما يربط حادثة جريمة قتل الشرطة في البنك وسرقة 8 مليار دينار فقط لا غير "بالحقبة الشيوعية العراقية"؟أم أن الجناة لم يريدوا أن يتذكروا تلك الحقبة ولذلك اعتمدوا سرقة الأموال والقتل؟ أم أن فلوس الخمس والزكاة التي يدفعها الناس لإيمانهم بذلك قد نضبت؟ ماذا سوف يقول حميد الشاكر لو ان شيوعيا أو حتى ديمقراطيا مستقلا لحاجة ما قتل شرطيا في البنك وسرق الأموال؟هذا لم ولم وسوف لن يحدث لان الشعب عرف أصحاب الأيادي البيضاء.

الأسماء الإمعة لحد ألان في السلطة, كانت تعيش في المهجر ,في أوروبا,أمريكا,إيران وسوريا,ولو نأخذ القسم ألأوروبي فقط نرى أن الكثيرين منهم عاش هناك,وقد عاشوا في مجتمعات راقية قياسا لما كان في العراق,قوة القانون تطال كل من يتطاول عليه’لا احد له سلطة على القانون ومسيرته ,الا ما ندر. لكن هؤلاء يبدو إنهم لم يتعلموا لا من فرنسا ولا السويد ولا بريطانيا ولا أمريكا شيئا ,واستلموا السلطة على طبق من ذهب طائفي وقومي عفن ولذلك زادوا من عفونة هذه التوجهات بالقتل والتغييب والسرقة وتقاسم السلطة على كافة المستويات ولم يسلم قطاع أو مؤسسة في الدولة الا وتقاسموا عليه وحسب النسب التي أوجدوها لأنفسهم,وكأن العراق خلا من الأناس المخلصين ونظيفي الأيدي والذين يملكون من الكفاءات التي تؤهلهم لإدارة دول وليس دولة لوحدها مثل العراق.حتى بعث صدام الفاشي لم يجرأ على تنحية من هم أهلا لإدارة الدولة عندما جاءوا للسلطة في 1968 الى أن هيئوا الكوادر اللازمة لإدارة دولتهم الجديدة ومن ثم بدأت التنحيات التي أرادوها ,لكن أحزاب السلطة الحالية لم تكد تمسك بزمام السلطة الا وقد عينت كل ازلامها وجهلتها ومجرميها إضافة الى الذين تغطوا بدفء عباءاتهم السوداء والبنية على حد سواء,ولا فرق بين من يحمل على رأسه عمامة سوداء أو بيضاء,ولم يجعلوا أن يمر مؤتمرا علميا طبيا أو هندسيا أو أدبيا ألا وزرعوا أصحاب العمامات في مقدمة صفوف الحاضرين وجلهم لا يفقه في علم الا ما تعلموه في دوائرهم المغلقة.

لم يتعلموا من أحد ولم يريدوا ذلك ولم يريدوا أن يصنتوا الى أحد,فالسلطة في قانونهم الاستحواذي فرصة وربما لن تتكرر ولذلك أخذ اكبر وأكثر المكتسبات ألان وليس غدا,ولان جوازات دولهم الثانية حاضرة ولا خوف عليهم من المحاسبة.

ان زيارة المالكي لإقليم كردستان كان لا بد منها لإذابة الجليد السياسي في العلاقات التي شابت بين المركز والإقليم لكنها كان من المفروض ان تتم بعد أن يهدأ الشارع العراقي من صدمة سرقة البنك التي لو حدث في أية دولة أخرى لكانت قد أقالت العروش ومن يقف معها وتحتها,ومع كل النتائج التي توصلت إليها مباحثات المالكي مع قادة الإقليم,لكنها كانت سياسية وحزبية وانتخابية أكثر منها حل الإشكالات العالقة بينهما وسوف تثبت الأيام القادمة صحة هذا حيث يتردد حزب المالكي في الرجوع الى الائتلاف ألحكيمي وأن ردد جلال الصغير النفي من أن الدعوة ليس خارج الائتلاف لكن هذا لا ينفي التوجه عند المالكي من الخروج منه ولا عودة لذلك لأنه ربما يعلم ان رجوعه الى الائتلاف سوف يلحق به هزيمة سياسية لتنازله عن وعوده أثناء انتخابات مجالس المحافظات.ناهيك ان حزب الدعوة قد تشرذم وتشضى الى مجاميع قد تنهي البعض منها سياسيا ودون رجعة الى ساحة السلطة الواسعة.

ماذا بقى للشعب العراقي؟عليه أن يعي ان انتخاب ناس لا هم لهم الا المال والسلطة كانت نتائجه وخيمة على العراق وعلى كافة المستويات إضافة الى التخريب المنظم والاختراقات لهذه الأحزاب التي تلتهم مال العراق والشعب العراقي ولم تشبع ومنذ 6 أعوام.مازال في الأفق ضوء وأمل ولابد أن نصل الى بر الأمان ولكن على الجميع تقع مسؤولية اختيار المؤهلين والمخلصين لقيادة البلاد لإنهاء حالة الضياع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي,لقد حان الوقت ليقف العراق على قدميه ويتقدم ويعمل وينتج.لا وقت إمام العراق للبكاء على ما مضى وإنما العمل والعمل وثم العمل والعلم وليزاح عن الشعب كابوس الفقر والبؤس والعوز والمرض.ليرتقي السلطة المؤهلين والمخلصين للعراق.والشعب العراقي مؤهل كل التأهيل لتحمل المسؤولية بالكامل نحو الأفضل.
 


20090804


 

 

free web counter