| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 5/11/ 2009



حكايات جديدة ومؤلمة

محمود القبطان 

1:موحد العراق؟
صرح رئيس جمهورية العراق السيد الطالباني بأنه يطالب بالمناطق المتنازع عليها لضمها الى إقليم كردستان ومن ضمنها أقسام من بغداد.ولان السيد الرئيس رئيسا للعراق كله فربما يعتبر هذه المطالبة من باب الإصرار على وحدة العراق.تناقلت المحطات الفضائية كلها شرقا وغربا هذه المطالبة التوحيدية.لكن الرئيس لم يحدد أية منطقة من بغداد ينوي ضمها لإقليمه أهي حي الأكراد,فأكراد هذا الحي المظلوم قد هجرهم قبله صدام المقبور ,و اذا ما أراد ضم حي الكرادة منطقة الجادرية فأن هناك من سبقه,أما اذا فكر بمدينة الثورة التي أبدل اسمها رغما على كل أهل العراق الى مدينة الصدر فأن التيار الصدري الذي يطالب بإطلاق سراح أعضاء مليشياته من السجون وعلى لسان حازم الاعرجي الطائفي قد لا يسمحون له بذلك لأنه "علماني" وليس من تيارهم,ولم يبقى له غير مدينة الشعب والحرية فأنها أدرجت الى حصة الصدريين ولذلك سميت الأولى بمدينة الصدرين.فهل يصر الرئيس على إلحاق قسما من بغداد الى الإقليم؟وماذا عن العمارة والبصرة حيث قال مرة في نكاته التي يشتهر بها انه اذا أراد فانه يصل البصرة!!

2:شيعة وسنة وأكراد؟
صرح د.همام حمودي للعراقية قبل أسبوعين من ألان ان العراق تقليديا ذو طابع قبلي وعشائري ولذلك فأنه مقسم الى شيعة وسنة وأكراد ولا يمكن ان يكون العراق بشكل آخر.نعم كان العراق كذلك ولكن متى انقرضت هذه التسمية ومن أرجعها؟قبل ثورة تموز 1958 كان العراق عشائريا وإقطاعيا والمجتمع مُقسّم حسب هذه التسمية بالرغم من ان العشائر التي كان يسيطر عليها الإقطاع لم يكن يهمه غير الاستحواذ الذي لا حدود له على الأراضي الزراعية واستخدام الفلاحين الفقراء لخدمته .وبعد الثورة الخالدة التي أرّقت وتؤرق الذين أتوا منذ 1963قضي على الإقطاع قضاءً مبرما ولم يعد العراق عشائريا الا في الزمن ألأغبر الذي تلا والذي يريد رجاله ان يسرقوا ما وجدوا أمامهم بأسم الدين .الم يكفي من إراقة الدماء الطاهرة بسبب هذه التسميات المشينة والتي لا تدل الا على التخلف الاجتماعي والثقافي؟الم تعتبروا من الدول المتطاحنة والتي تعيش هذه التسميات؟لكم في الصومال وأفغانستان والبوسنة(مع بعض الاختلاف في الأخيرة) أمثلة حية لتدمير الشعوب والحضارات؟هل يستطيع السيد حمودي التنفس خارج هذا التقسيم المتخلف؟هل منصب عضو البرلمان أصبح الشغل الشاغل لأحزاب لم تقدم للعراق أية خدمات ومنذ سبعة أعوام؟هل يرد لبننة العراق؟

3:جواز سفر لمدة 12 عام؟
لا يتعجب الإنسان العراقي ,لا بل ممنوع عليه أن يضع علامة تعجب وسؤال عن سبب منح عضو البرلمان العراقي وعائلته جوازات سفر دبلوماسية لمدة 12 عام.لم يخجل هذا البرلمان من الانشغال في هذه المهمة غير النظيفة والتي تبدد أموال الشعب في وقت لم يتقدم ولو خطوة واحدة لإقرار قانون الانتخابات وقانون الأحزاب منذ أربعة سنوات إضافة الى العديد والعديد من القوانين المؤجلة رغما على أنف الشعب وباسم الشعب.ماذا قدم النواب للشعب من خدمة ليمنحوا هذا الجواز؟والوقت ينفذ ومازال البرلمان "يطهو" على نار فاترة لإنجاز معجزتة في التوافق على قانون سوف يعدلوه حسب أمزجتهم للحفاظ على مقاعدهم الوثيرة والعريضة والمرصعة بالذهب والمزخرفة.لكن لا بعد التشاؤم عن هذه السطور ولأنقل للقارئ المسكين بشائر عدة:

أ: صادق مجلس الرئاسة على قانون الهجرة والمهجرين ومن منتجع دربنديخان حيث الرئاسة تستقر هناك و تعمل ليل نهار في المنتجع بين الحين والحين وحسب متطلبات النزاع مع المالكي.

ب: المجلس الإسلامي الأعلى يبشر العراق,حسب ما كتبته احد الصحف الالكترونية أمس, وشعبه بأن قانون الانتخابات وصل الى مراحله النهائية,ولم يقول المجلس المراحل في إلغاء التغيير أم الموافقة او التوافق على بعض من التغيرات.ألف مبروك لهذا الإنجاز الكبير والذي يعادل في قيمته توفر الخدمات بأكملها وتسع جلسات فشلت بالتوصل الى حل.

3:حق المرأة في التجارة؟
حققت المرأة العراقية أكبر إنجاز في كربلاء تحديدا بأن افتتح بنك للنساء التي دخلت عصر التجارة ولذلك سوف نرى,ربما أكثر من منجز على هذا الصعيد؛مثلا:سائقة باص للنساء وسيكاير للنساء وشوارع للنساء بيوت للنساء.اهذا عصر التحضر أم التصحر الاجتماعي؟

4:الإعدامات وجمعيات حقوق الإنسان؟
وإلحاقا بما كتبته حول السيد همام حمودي أود أن انقل ما ذكرته الصحف عن نصب المشنقة لأحد المجرمين في إحدى أحياء بغداد لقرب إعدام هذا المجرم.والقضية باختصار:المجرم مهند ألعوني أختطف صبيا منتظر الموسوي من أمام بيته وطلب فدية 80 ألف دولار لا غير ,وبعد تفاوض أهله مع المجرم اخذ 25 ألف دولار فقط أيضا على ان يطلق سراحه في اليوم التالي ولكن جثة المغدور أحرقت بعد قتله ,بالاسيد.واشترك في الجريمة ألام وأولاد عم القاتل.وبعد الهجوم على بيت القاتل ,وهم جيران ولولا تدخل الشرطة لكانت هناك كارثة.وتدخل رئيس الوزراء والعشائر,هذا ما يريد السيد حمودي تثبيته في المجتمع العراقي وينشد إليه.حوكم المجرم بالإعدام وينتظر التنفيذ.المضحك المبكي ان القاتل والمغدور من الطائفة الشيعية :الاول من التيار الصدري والثاني (أهله) من جماعة فيلق بدر وكل مع عشيرته والقانون غائب لم يتحقق مادام هناك فصلا عشائريا ونرجع الى الوراء 50 عاما جديدا.وهنا انتفضت جمعيات حقوق الإنسان للدفاع عن هذه المجرم,ولذلك اقترح رئيس اللجنة القانونية في البرلمان السيد بهاء الاعرجي بأن تؤجل الإعدامات بالجميع الى ما بعد الانتخابات,وكما صرح أخوه,في الدم أو اللقب,حازم الاعرجي بأن يطلق سراح كافة المعتقلين والمحكومين من التيار الصدري,وكان عليه أن يطالب بإطلاق سراح مجرمي النظام السابق أيضا لتكتمل مرحمته الكبيرة .

5:المطارات
بعد أن "أنجزت" الوزارات كافة أعمالها لم يبقى لوزارة النقل الا بناء مزيدا من المطارات في كل محافظة وبلدة ومدينة. السيد وزير النقل الذي يحاول جاهدا أن يقدم ما يجب,ولكن يحاول مستشاريه الأفذاذ ان ينصحوه ان يبني مطارات عدة ,ولكنه لم يسألهم هل للعراق شبكة سكة حديد جيدة لنبدأ بالمطارات؟ هل يتنقل المواطن العراقي من البصرة الى العمارة بالطائرة بدل الباص أو سكة حديد حديثة؟هل يتنقل ابن الكوت الى بغداد(170 كم) بالطائرة بدل الباص ألمريح أو القطار وعلى سكة ممغنطة؟ايهما أفضل واقل خطورة على الإنسان والبيئة؟ هل تكون المطارات حكرا على نواب البرلمان أم للعامة أيضا؟

6:الشعب العظيم؟
هل الشعب العراقي عظيم, كما يقال يوميا وفي كل لحظة؟

لا وألف لا. لماذا الشعب العراقي عظيم ؟ ما هو الفرق بين الشعب العراقي وشعوب العالم الأخرى؟

الشعب العراقي حاله حال الشعوب الأخرى في كافة المعمورة:ناضل ضد الطغاة,كما فعلت الشعوب الأخرى.انتشر فيه الفساد المالي أكثر من أي شعب آخر.يقتل الجيران جيرانه من أجل حفنة من الفلوس الملوثة بالخزي كما في دول التخلف العرقي والطائفي.بنى سدودا كما فعلت الشعوب الأخرى.حرث أرضه كما فعل ألاخرون.تراجع الشعب العراقي الى الوراء أكثر من الشعوب ألأخرى,العالم يبني الحضارات و فئات عدة من الشعب العراقي تركض وتمشي المئات من الكيلومترات بناءا على توصية من حزب ديني _سياسي للابتزاز الديني العاطفي والانتخابي.نعم زرعنا ولكن لم نحصد أكثر من الدمار,

بنينا نعم ولكن هدمنا ما بنيناه في وقت غياب القانون .فئات من الشعب العراقي سرقت تراثه وتاريخه لمجرد غياب القانون وما فعلته هذه الفئات الضالة لم نراه في أي بلد آخر له حضارة ويحترم تاريخه.شعوب العالم الواعية تزرع الشجر في كل مكان ونحن نقطعه لشوي السمك على الطريقة العراقية"المكسوف"لم تفعل هذه الأعمال الشعوب المتقدمة ولم أراه في التلفزيون الا في ألبانيا حيث البلد فقير والحرامية عددهم لا يحصى كما في العراق الجديد,حيث لا يحاسب ألحرامي الكبير وإنما فقط ألحرامي الصغير الذي لا يسرق الا ما يسد حاجته اليومية,ولكن مع الأسف الشديد أصبحت السرقة والرشوة ظاهرة خطيرة تنهش في المجتمع.ولذلك في العراق لا يسمح في استجواب وزير فاسد ماليا أو تسويف وتعطيل الاستجواب من أجل التغطية على أمور قد تشمل الكثير من أصحاب القرار في الدولة وماكنتها.

اللهم اجعل من العراق بلدا آمنا وأميناً ينعم في خيراته ويربي أجياله تربية وطنية صالحة وحقيقية ويتمتع بكافة الخدمات ,وتنتشر المحبة بين أفراده ولا يسمعون صوت طلقة واحدة.ويعم التقدم في كافة مجالات الحياة.

هل بقى من عمري الكثير حتى أرى ما أتمناه؟


20091104


 

free web counter