| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 4/10/ 2010



ماذا يدور الآن بعد ترشيح المالكي؟

محمود القبطان  

كان العراق ينتظر بفارغ الصبر صعود الدخان الأبيض حتى لو كان عفنا.حسم التحالف الوطني قراره التوافقي باختيار المالكي مرشحا له لرئاسة الوزراء لفترة ثانية بدون موافقة المجلس الأعلى ومنظمة بدر بالرغم من حضور رئيسها هادي ألعامري الى الاجتماع الحاسم,ثم تلا هذا الحضور الغريب تصريحات تدل على تناقض داخل الائتلاف الوطني الذي يتزعمه الحكيم,والذي قيل في هذا الحضور انه حضور شخصي لا يمثل كتلة بدر,وهذا مؤشر جديد لشرخ جديد في الائتلاف الوطني,مع العلم إن ألعامري لم يتقدم الى الميكروفون للجواب على سؤال وجه له شخصيا.بعد حوالي السبعة اشهر حُسم الموقف لصالح المالكي وأصبح عبدالمهدي بعيدا ,ربما ليبقى نائبا لرئيس الجمهورية في المرحلة القادمة.

لكن ماذا يدور بعد ترشيح المالكي ألان؟

1:
ذهب الدباغ موفدا عن دولة القانون الى دولة قطر لشرح الموقف السياسي "للإخوة" ليس لسبب غير طمأنتهم على الإصرار على تأليف حكومة شراكة وطنية ,تضم كافة الكتل الفائزة.وسوف يتجول الدباغ لشرح هذه الأمور هنا وهناك للإخوة لكي لا يقلقوا على مصير العراق العروبي الإسلامي,ولكن لم يأتي الى العراق وفدا من إحدى هذه الدول لشرح وضعهم لا سابقا و لاحقا.هل جاء وفدا من قطر أيام النظام البائد ليشرح سبب انقلاب الأمير الحالي على أبيه وطرده من قطر؟انه شأن داخلي.هل جاء ملك البحرين ليطمأن العراق,لا يهم الزمن,لماذا وكيف رحل أبيه بعد زيارة السفير الأمريكي إليه ودفنه بدون مراسيم أميرية تليق بأمير بلاد,هذا شأن داخلي أيضا,حسنا.هل جاء وفدا من مصر لشرح ملابسات توريث جمال حسني مبارك لرئاسة مصر بعد أبيه.انه شأن داخلي.وكل هذا وذاك صحيح,ولكن لماذا يتراكض ويتسابق سياسيو العراق الى دول الجوار والإقليم لشر غسيلهم اليومي وبدون مقدمات؟

2:
بعد انتهاء ترشيح المالكي من قبل كتلة التحالف الوطني,انشرح التلفزيون العراقي وبدا صفحة جديدة من التفاؤل وبث أغنية لحسين نعمة وفي أرضية القاعة أو الصالة,لم يكن هناك حضور طبعا,كتب :عيد سعيد, افترض أنا صاحب بعض الأسئلة اللجوجة إن الحفل كان بمناسبة عيد الفطر الفائت,لكن هل من المعقول أن تظهر في هذه اللحظات أغنية لمطرب عراقي قال على شاشة العربية وأُعيدت مقابلته عدة مرات :انه غنى للرئيس صدام :عزيز أنت ولست نادما!! ما الفرق بينه وبين داود القيسي؟

3:
مواقف الكتل الباقية من المالكي.
التحالف الكردستاني : قالوها صراحة ويقولوها يوميا إنهم مع أي رئيس وزراء قادم شرط أن يحقق مطالبهم في ورقة المباحثات التي قدموها,وتخص المادة 140,والمناطق المتنازع عليها, وعقود النفط التي أبرمتها حكومة الإقليم.عدا هذا لينقلب العراق (فوگ حدر) لا يهمهم الموضوع.لم نسمع رأيهم بما يحدث يوميا في بغداد والمناطق الملتهبة الأخرى.لم نسمع منهم غير ديالى وبلد روز وممثليهم في مجلس المحافظة وحول خانقين التابعة لإقليم كردستان رغما على انف المركز.لم نسمع منهم تهدأة لمواقف التشدد في نينوى عدا إن هناك خطة لإقامة مجلسين للمحافظة, وهم دعاة الوحدة الوطنية.لم يقولوا شيئا عن "إشاعة" التهجير لبعض سكان كركوك وما هو دور الأمن الكردي هناك.

الائتلاف الوطني : قال احد قيادي الائتلاف إنهم لم يختلفوا حول المالكي,إذن لماذا انتظرتم أكثر من 6 أشهر؟,وإنما حول برنامجه؟هل سمعنا عن برنامج المالكي الجديد وهو لم يؤلف وزارته بعد؟ولكن أين نقاط الاختلاف ,لو صح قولهم,من برنامج المالكي؟

الكتلة العراقية :
أصيبت بضربة على القفا جراء ترشيح المالكي حيث لعبوا كل الفترة على إمكانية ترشيح عبدالمهدي وتنتهي العملية بأخذهم رئاسة الوزراء كاستحقاق انتخابي إذ ليس من المعقول أن 60نائبا أو أكثر بقليل يتفوق على 91 نائبا .تحركات صالح المطلق وباقي الكتل في العراقية المريبة أحيانا تثير الشارع العراقي,وألا ما دخل رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان حيث زاره المطلق قبل أيام من ترشيح المالكي؟احدهم فسر التهديد بالانسحاب من تشكيلة الوزارة هي بمثابة رفع سقف مطالب العراقية لدخولها وزارة"الشراكة"الوطنية.

التيار الصدري : هذا التيار هو بيضة ألقبان يحسمها في اللحظات الأخيرة كما كان دوما سواء في انتخاب المالكي في المرة الأولى أم في إصدار قانون الانتخابات المعيب.لكن ما الذي دعا التيار الصدري على الموافقة على المالكي بعد أن "دگ رجل ضده" لأشهر عدة,وتصريحات بهاء الاعرجي مازالت طرية في إن التيار لن يوافق على وزارة يشكلها المالكي؟ كل الدلائل تشير الى صفقة بين الصدريين ورجال "دولة"القانون.والصفقة هي وببساطة شديدة هي العفو عن كل من أدين من التيار الصدري في الأحداث الطائفية والقتل العشوائي الذي مارسه جيش المهدي والاستيلاء على مناطق عدة منها نصف بغداد والعمارة والبصرة والكوت وغيرها وما صولة الفرسان التي قادها المالكي بنفسه في البصرة إلا دليل على أفعال هذا التيار والذي انشق عنه تيار عصائب الحق والذي كان يقوده عبدالهادي الدراجي وغيره من الذين اعتقلوا والذين هربوا الى إيران.لكن الى هنا لم تنتهي مشكلة التيار الصدري لان الأهم هو إصدار عفوا عاما بحق مقتدى الصدر والمجموعة الملتحقة به في إيران والتي صدرت أوامر إلقاء القبض عليهم بعد اغتيال الخوئي,حيث طالب حيدر الخوئي بدم أبيه ولن يسمح بنسيان هذه الجريمة ,على حد قوله اليوم.ولكن أين القانون والقضاء في حالة نسيان جريمة قتل الخوئي؟هل يتسامح القضاء بهكذا جريمة وهكذا عفو؟علما بأن العديد من أعضاء جيش المهدي كان قد أطلق سراحهم تباعا وعلى وجبات وما زال التعهد الذي أعطاه المالكي للتيار الصدري نافذ المفعول,واحدهم عبدالهادي الدراجي ولكن المالكي لم يضع كل أوراقه على الطاولة بعد.

دولة القانون : نفسها دولة القانون أكدت عبر المالكي التي قابلته الفضائية العراقية كسبق إعلامي قال بعد الكثير من الإنشاء والتمنيات:إن السياسيين نسوا معاناة الإنسان العراقي لأكثر من 6 أشهر ,أو ربما الإنسان العراقي تصور ذلك...

لكن لم نتعرف أخيرا ايهما أهمل الآخر السياسي أم المواطن البسيط.لا شك إن المالكي قالها وتراجع في نفس الوقت حتى لا يؤنبه ضميره يوما ما,واجزم إن المواطن العراقي لم يكن حاضرا في كل المباحثات بين كل الكتل التي سمومها الفائزة وإنما كان الهم الأوحد من يكون رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة.وقد قالها المالكي في تلك المقابلة وبدون لبس إن باقي المنصبين احدهما للإخوة الاكراد والأخر للإخوة السنة.العراق إذن والى فترة غير قصيرة سوف يسير باتجاه هذا التكتل الطائفي العرقي المعيب جدا.لان بدون هذا التقسيمات سوف يندحرون ولذلك سوف يبقون على عيوب الدستور وقوانينه لكي يضمنوا الاستمرار في الحكم ولكن الى متى, إنها لن تدوم لأحد.الم يروا كيف سارت الأمور لصدام؟لقد نسوا ذلك حتما.

أما ألان فسوف تجري المباحثات بين وفد من التحالف الوطني مع باقي الكتل للتفاهمات القادمة وجس النبض هنا وهناك وسوف يلتئم مجلس النواب قريبا,متى ؟الله اعلم,ليرشح رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ليكلف المالكي بتشكيل الحكومة وله 30 يوما فترة لتلك المهمة التي سوف لن تكون سهلة على الإطلاق,هكذا شرحها المالكي للفضائية العراقية قبل يومين.ولكن الائتلاف الوطني مع حزب الفضيلة شكلا وفدا للقاء الكتل الأخرى لتشكيل الوزارة أيضا.إذن أفتوها ماذا يجري في العراق وخلف الكواليس؟هل ننتظر الرحمة من السماء لفترة اشهر جديدة من المعاناة؟

4:
اثنان من كتلة دولة القانون وزراء وثلاث مستشارين للمالكي وخلال الستة أشهر وبضعة أيام كان في اجتماع مستمر. لكن كيف كانوا يوفقون بين أعمالهم الوظيفية اليومية والاجتماعات التي كانت في أيام عديدة يتواصل فيها الليل مع النهار.هل كانوا في إجازة وكم هي مدة الإجازة للوزير والمستشار في الدولة العراقية حاليا؟

ملاحظة:
ما يجري في محافظات البصرة والنجف وديالى والموصل والانبار حدث ولا حرج في ظل غياب القانون والقضاء النزيه والوزارة الجديدة والجلسات المنتظمة للبرلمان ولكن بودي أن أضيف نكتة الموسم وهي إن مجلس محافظة بابل اعترض على فقرات مهرجان بابل الغنائية وقد دُعيت الفرق العربية والعالمية وصُرفت الأموال لذلك ووافقت وزارة الثقافة"الإسلامية السياسية" على إلغاء تلك الفقرات نظرا لموقع المدينة الديني!!!ماذا لو كان المهرجان في كربلاء أو النجف؟

 

20101004




 

free web counter