| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الجمعة 4/2/ 2011



 انعكاسات الانتفاضة الشبابية في مصر على الوضع العربي وال50%

محمود القبطان  

لقد حدث الزلزال أو التسونامي السياسي في تونس ليفجر الثورة الشبابية في مصر.وقد أحدثت هذه الانتفاضات ثورة داخل مجتمعاتها بكل معنى الكلمة بعد أن عاشت عقود من الزمن تحت وطأة الفقر والبطالة والتجهيل والقمع السياسي,مما جعل لبعض الجماعات,لاسيما الاسلاسياسية أن تتوغل بين الجماهير ابتداءً من الأحياء الفقيرة لتصل الى الجامعات,والتي ينحدر معظم طلبتها من تلك الأحياء والمدن المعدمة,وخير شاهد على ذلك ما يظهر في المسلسلات والأفلام والتي تعبر عن حقيقة أحداث واتجاهات المجتمع عند القهر والفقر والبطالة.

لم تقتصر هذه الأحداث المتسارعة على دولة واحدة أو اثنين والتي أطلقت العنان للحناجر لتقول رأيها وبصراحة بتلك الأنظمة,وخصوصا في مصر بعد أن استتب الأمر نسبيا في تونس. لا أذهب الى ما شاهدتها ملايين الناس في كل أنحاء العالم وإنما أريد أن أرصد بعضا من ردود الأفعال العربية حيال ما حدث ويحدث في مصر بعد تونس.ففي اليمن أول ردود ألافعال هو تخلي على عبدالله صالح عن قرارا أراد تمريره على برلمانه بأن يسن قانونا جديدا لتوليه الرئاسة الى يوم مماته ومن ثم توريثها الى ابنه المدلل. تخلى عن هذا والمظاهرات في اليمن لم تنتهي ليومنا هذا ,واعتبرها صالح إن من يقول هذه الدعايات والتي أسماها الاسطوانة المجروخة لا صحة لهذه الادعاءات لأنه لن يرشح نفسه ولا يورثها لأحد. تماما كما قال حسني مبارك يوم أمس لمراسلة أي بي سي,وأكد ذلك عمر سليمان,سوف لن يرشح مبارك نفسه ولا يورث السلطة لولده. أما في ليبيا فطبق عليه الصمت وكأنه مات من زمن بعيد.في الجزائر أوصى بوتفليقة برفع حالة الطوارئ التي وجدت منذ 19 عاما.وسمح بالتظاهرات في كل المدن عدا العاصمة,وسمح للتلفزيون بإتاحة الفرصة للرأي الآخر في قول رأيه. في سوريا هناك مظاهرة في الخامس من هذا الشهر كما يكتبون في الفيس بوك. في إيران صرح مرشدها الكبير انه يرحب بما يحدث في مصر ويعتبرها صحوة إسلامية,ولكنه نسى كيف صرب المظاهرات في إيران بعد الانتخابات الهزيلة وكيف كانت قوات الأمن والشرطة تسحق المتظاهرين والقتلى والجرحى في الشوارع وموجة الاعتقالات لم تتوقف ليومنا هذا.في كل الجمهوريات تقريبا سوف تتحرك الجماهير.

في العراق ليس غريبا أن تتحرك جموع الغاضبين من الفقراء والمحرومين من العيش الشريف والتعليم وباقي الخدمات.ففي الديوانية يوم أمس وفي قضاء الحمزة تحديدا خرجت مظاهرة بسبب فقدان كل الخدمات ,وقد وصفها المذيع على القناة العراقية بأنها سلمية,بينما باقي الفضائيات والمواقع الالكترونية تقول سقوط شهيد وعدد من الجرحى,ولا أعلم في أية مظاهرة سلمية يسقط القتلى والجرحى,ولا أستبعد أن يقول لنا المتحدث بأسم الحكومة أو مجلس محافظة أن لجنة تحقيقة سوف تًشكل لهذا الغرض ,وتنام هذه اللجنة مثل"أهل الكهف" أسوة بأخواتها من اللجان التي شكلت واختفت.

وفيما يتعلق بتطورات الوضع في مصر كانت الحكومة العراقية الحالية قد نست نفسها ولم تقول قولة حق بأهل مصر ولو من باب التضامن الشكلي,وكأي تضامن عربي على مدى التأريخ.والانكى من ذلك أن الرئيس العراقي لم ينطق بأي كلمة للشعب المصري وإنما أراد "تجبير خاطر" مبارك. مراسل الفضائية العراقية قال اليوم بعد أن عرض صورة المالكي الطالباني وقال وكأنهم بعيدين عن الحدث.وقال الشمحاني ,نائب في البرلمان إن العراق له وضعا خاصا,وأراد في قوله أن يبرر سكوت الحكومة العراقية على أحداث عظيمة كما في مصر.ولا أستبعد من هذا السكوت المخجل أن يكون بعيدا عن ضمان فكرة انعقاد مؤتمر القمة في الشهر القادم.يعني غزل بطرف عين لكن ليس في محله.

وتستمر المظاهرات المطلبية في العراق بسبب سوئ أداء الحكومة وتعطل تشكيلها وفقدان كل الخدمات ,وقد عرض التلفزيون العراقي منظرا مؤلما للأطفال في مظاهرة في إحدى الأحياء يمشون حفاة في مياه الأمطار والتي أصبحت الشوارع فيها بحيرات صغيرة ليس للسباحة وإنما لمحاولة المرور فقط .وقد خرجت عدة مظاهرات مطلبية اليوم في بغداد

ومدن أخرى عسى أن تستلم الحكومة الإشارة ,"واللبيب يفهمها هي وطايرة". لكن ما يلف الانتباه هو خطوة المالكي بتبرعه عن 50% من راتبه وإرجاعه للخزينة العامة.الخطوة جيدة وتحسب له لو جاءت قبل أحداث مصر.وأنا أعتبرها خطوة لامتصاص النقمة عليه بسبب تعطيله تشكيل الحكومة كاملة لحد ألان وتردي الأمن وانعدام الخدمات.ولكن هل يمشي على خطاه أعضاء حزبه ووزراءه ومستشاريه ورئيس البرلمان ورئيس الجمهورية ونوابهم العديدين؟هل يًشرع قانون جديد لرواتب الدرجات الخاصة ليكون بموازاة رواتب نفس الدرجات في السويد أو في أمريكا أو في فرنسا؟أن امتصاص نقمة الشعب لا تأتي بأجراء فردي هنا أو هناك.إنها تتطلب إجراءات جدية وشاملة.في مصر ألآن اعتقل أكثر من مسئول بسبب الفساد ,ومنع من السفر أكثر من رجل أعمال ووزير,وسوف يحالون للقضاء قريبا.

إن حرية الشعوب لا تمنح من رئيس أو ملك وإنما هي حق لها وتأخذ بقوتها ووحدتها. إن تجزأة الحريات وتقسيمها حسب الطلب لا يلاقي غير الرفض ,وسوف تجبر أية حكومة للانصياع لمطالب شعوبها في حقها بالعيش الشريف وتوفير الخدمات والتعليم وتوفير العمل للجميع والمساواة بين أطياف تلك الشعوب,ولأنها بعكس ذلك سوف تكنسها شعوبها كما حصل في تونس ويحصل في مصر .

رياح التغيير آتية على كل المنطقة لا محال.

 

20110204



 

free web counter