| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الخميس 4/10/ 2012



دعوة الى تصحيح مفاهيم خضير طاهر

محمود القبطان        

مناقشة هادئة مع السيد طاهر بعد نشره مقالة في صوت العراق 20121001 معنونة ب : دعوة الى تصحيح المفاهيم المناضل الحزبي ليس مناضلا وطنيا!

حقيقة كلما حاولت أن أقترب من مفاهيم السيد خضير طاهر لفهمها ووضعها في دائرة فكرية معينة افشل حيث لم يعد له مصدر فكري واحد يعتمد عليه في كتاباته,وربما أجد,أحيانا,التجاوب معه لجرأة طرحه الأفكار الجديدة,ولكني اثبت فشلي ,مرة أخرى,في الوصول في الى ماذا يريد أن يصل في قلب الحقائق التي لا تقبل الجدل,أو تنكره لحقائق تاريخية ومن الواقع.

في مقالته لدعوته الى تصحيح المفاهيم التاريخية يثبت لي مرة بعد مرة,وأن كرر نفس ألأفكار قبل حوالي العامين في "شرشحة"الأحزاب العراقية من الشمال الى اليمين,ونتيجة واحدة يتوصل إليها وهي إن الحكم الملكي المباد هو النظام الوحيد الذي كان يمكن أن يجلب الى الشعب العراقي الرفاهية والديموقراطية..

ولأنه لا يقرأ التأريخ بصورة صحيحة فأنه يتصور إنه يملك الحقيقة هو وحده.
ففي المقالة المذكورة يصنف الأحزاب العراقية الى يسارية وقومية وإسلامية بتفرعاتها المعروفة.وملخص مقالته هو إن المناضل الحزبي مخلصا لحزبه وليس لوطنه,ويطالب بالتعويضات والمناصب ألخ..ويقول"إن أبسط تعريف للمناضل الوطني:هو تحقيق أهداف مشتركة لعموم أبناء الشعب اكتسبت صفة الشرعية بحكم الإجماع عليها.."وإذا كان المناضل يؤدي نفس النتيجة بعمله الإرادي والاختياري من ضمن منظومته الحزبية,فما هو البأس في ذلك مما يؤدي الى "تحقيق أهداف مشتركة لعموم أبناء الشعب"؟بغض النظر عن صفة الحزب,أي حزب كان,فأن جماهير تنتسب إليه ويكون له مريدين من غير المنتسبين لاسباب فكرية أو عاطفية الخ..بسبب قناعات الجماهير بالأهداف المعلنة,أما إذا حصل الابتعاد عن هذه الأهداف أو لم يستطع تحقيقها لاسباب عدة فهذا ليس خطأ المنتسبين والمؤيدين بقدر ما الظروف المحيطة مكانا وزمانا هي التي قررت الوضع الجديد.

يقول السيد طاهر:"في الحياة السياسية العراقية من المؤسف لا توجد أحزاب وطنية خالصة..."لان جميعها تم تأسيسها"بوحي أو أوامر من خارج البلاد.."قد ينطبق كلامه على بعض التشكيلات لكن التعميم هو من أوقع السيد طاهر في خطأ كبير.نعم كل ألأحزاب لها امتدادات مع الخارج ولكن هذا لا يلغي صفتها الوطنية ,كما يقول .إذا كانت كل الأحزاب العراقية بعيدة"عن الواقع العراقي وحاجاته وهمومه.." فليقل لنا من هو الحزب المؤهل لان يكون حاضرا حسب وصفه؟لكن ما العيب في أن يكون لحزب ما صلات فكرية مع مثيلاته خارج العراق دون أن تخل بوطنيته؟أنا أجزم إن كل من أنتسب الى الأحزاب العراقية بدافع فكري معين كان همه العراق,ولكن الانحرافات الفكرية في الممارسة اليومية هي من صنع السلطة ومغرياتها.فهل كان يتوقع شاب يسقط في مظاهرة خرجوا احتجاجا ضد نظام معين إنه سوف يرجع الى بيته وسوف يستلم الوزارة بعد حين وإذا برصاصة ربما طائشة ترديه قتيلا,فلا الحياة ولا الوزارة حصل عليهما.فهل نستطيع أن ننعت هذا القتيل بأن أوامر خارجية أوصلته الى هذا الوضع أم إنه بمحض إرادته خرج وحدث ما حدث؟إن البعث لا يحتاج الى من يسترسل بتأريخه الفاشي منذ البداية وليومنا هذا,لكن هل يستطيع أحد أن يقول كل من انتسب الى البعث كان مجرما أو قاتلا أو كان يعرف مصيره القتل والغدر من قبل رئيسه(قتل قيادي البعث في 79 بما سمي مؤامرة عدنان الحمداني ومحمد عايش وجماعتهم)؟أم أن يدخلوا بحروب لا طائل منها سوى القتل والدمار؟هذا ليس تبريرا لمن عرف ما هو البعث وكيف يعمل ,وإنما أتحدث عن البدايات فقط.ويشرع ليصل الى الحزب الشيوعي العراقي "المعروف بارتباطه الإتحاد السوفيتي تنظيما وفكرا..."ويقول"انتمى الى هذا التنظيم شباب عراقي شريف ونبيل.... لكن غُرر بهم من قبل القيادات.."

مغالطة قد يراد منها إيهام القارئ بها,في الوقت الذي كان على السيد طاهر أن يقرأ التأريخ بشكل محايد ليصل الى حقيقة إن تشكيل الحزب الشيوعي العراقي لم يكن بإرادة سوفيتية وإنما الظروف التي كانت تحيط بالعراق هي التي حتمت تشكيل وانبثاق هذا الحزب العصي على كافة الأنظمة الديكتاتورية التي مرت على العراق منذ العهد المباد الأول الى نهاية العهد المباد الثاني ومازال راسخا في جذور العراق كنخيله.وليقل السيد طاهر مادام إنه أعرف من غيره بالحزب الشيوعي العراقي:هل كان الشهداء الذين اعتلوا منصات المشانق وهتافاتهم المدوية ومن استشهد بعدهم من رفاق الحزب,ومن كافة الأطياف العراقية كانوا يريدون أن يصبحوا وزراء أو يحصلون على أموال السلطة؟ولو كانت الوزارة أو ألأموال هي الهدف فلم يكن من الذكاء الاستشهاد,لكن الوطن والشعب كان نصب أعينهم وتحقيق أهداف عموم الشعب في الاستقلال والرفاهية.والأمر كذلك بالنسبة للأحزاب الإسلامية لولا إغراءات السلطة لكان بإمكانها أن تحقق الكثير.وإذا كان لحزب ما علاقات أممية هذا لا يلغي وطنيته.فقد قال الشهيد فهد في محاكمته,لقد كنت وطنيا وعندما أصبحت شيوعيا أصبحت أكثر وطنية,وهو أمام الموت القريب ,فهل امميته منعته من الإخلاص لوطنه واستشهاده من أجل استقلال وطنه ورفاهية شعبه؟

يعتبر,السيد طاهر, مظاهرات الأول من أيار في 1959 واحتفالات تموز بعد الثورة "غوغائية".."وختم تأريخه بالمشاركة في انقلاب العسكري عام 1958الذي فتح الطريق للخراب الحالي.." .يا سيدي,لا اعلم كم عمرك المديد في عام1959 فلم يكن الحزب يجبر بالعصا إخراج الناس في تظاهراته,لتصبح مليونية,ولم يوزع البطانيات ولا الدولارات فئة ال 100 ليشتركوا في تظاهراته وإنما كانت بإدراك وحب للحزب وللثورة,والدليل إنه بعد انتكاسة الثورة كان من يخرج عددا هزيلا تشجعه بعض الجمعيات الفلاحية التي أدارتها السلطة حينذاك.ولان الحزب لم يستلم السلطة فمن التجني اعتبار تظاهراته "غوغائية ومعرقلا للاستقرار..."ولولا مواقف الحزب في 1959 لما استطاعت قيادة ثورة تموز الاستمرار حيث إن شركات النفط الكبرى التي ضربت مصالحها والإقطاع المنهزم لم يلقوا أسلحتهم ضد الثورة وكانت تتربص بها,ولو كان الحزب يريد السلطة لكان ببساطة شديدة أن يأخذها وبسلام من بطلها الشهيد عبدالكريم قاسم,ولأنه ليس من شيمهم الغدر فتحملوا الكثير من اجل العراق وشعبه ,وفي أثناء الحرب على الشعب الكردي تكبد الحزب الشيوعي العراقي 10000 معتقل بسبب دفاعهم عن الشعب الكردي وأستلمهم البعث في انقلابه في 1963,ويكذب من يقول إن الحزب لم يرفع شعار الديمقراطية في برامجه,حيث كان شعاره:الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان,وشعار آخر يقول:نريد خبزا لا دما.فأي الأحزاب التي يعرفها السيد طاهر رفعت هذه الشعارات بصدق غير الحزب الشيوعي العراقي الوطني بكل تفاصيله؟

وإذا كان العهد الملكي هو بوصلة الأمان للسيد طاهر فليقرأ لمحات اجتماعية للعلامة الراحل على الوردي في الجزء 6\1 صفحة 195 و 196,ليرى كيف كان يسير العراق وما هو دور المندوب كوكس والمسز بيل وكيف كان يحاك مصير العراق,كيف ضربت عشائر الفرات الأوسط بالطائرات بأمر من كوكس نفسه الرافضة للانتداب الإنكليزي ,وما هو موقف الملك فيصل الأول وقتها.القتل والإضطرابات كان في كل العهود لكن الزمن اختلف في الوسائل والإمكانيات وتعدد وسائله.

وعلى السيد طاهر أن لا ينسى قول أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية وهو طالب الرفاعي في مقالة له في صوت العراق في 20120502 قوله:أسسنا الحزب بردة فعلٍ لمواجهة الشيوعيين.وحزب البعث لم يكن بعيدا عن هذا التوجه في كل أوقاته و لا ننسى التحالف بين البعث والأحزاب الإسلامية في بعض الأوقات لا سيما بعد ثورة تموز الخالدة في 1958.

وكلمة أخيرة للسيد خضير طاهر أن يقرأ التأريخ بموضوعية وتجرد وأن لا يغبن المناضلين الوطنيين حقوقهم بجرة قلم لان الحقيقة لا تحجب بغربال مهما تندر على عهد النظام الملكي لان الأخير كان له امتدادات خارجية أيضا.
 


20101003


 

 

free web counter