| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 4/12/ 2011



حصاد الأسبوع السياسي في العراق

محمود القبطان   

لقد مرَّ أسبوع ثقيل على العراق والعراقيين بعد التفجير الذي حصل بالقرب من البرلمان بسبب تداعيات هذا الفعل الإجرامي.وقد تزايدت الانقسامات في مختلف التحالفات على المسرح السياسي.ومن ثم ضرب الدستور عرض الحائط فيما يخص المناطق"المتنازع" عليها بين أبناء الوطن الواحد.والزيّ الموحد وعشائر العراق.

 1: لقد ضرب الانفجار الجديد أمام البرلمان في بعض أسس المصالحة الوطنية وقد كان من الممكن أن يؤدي الى انفجار الوضع السياسي أكثر مما هو عليه ألان.والمصيبة في كل هذا هو تعدد التصريحات والتصريحات المضادة,ولا يعلم أحد أهي تصفيات حسابات سياسية أم الكشف عن الجناة وليقول القضاء كلمته فيهم أم ماذا؟

فما أن حدث الانفجار حتى هبت عواصف الاتهامات لطرف سياسي معين وكأن الانفجار كان موقوت لهذه اللحظة,ومن الطرف الثاني أنبرى أكرم ألعبيدي * الناطق بأسم النجيفي ليقول إن المستهدف من الانفجار هو رئيس البرلمان.وما أن مر يوما واحدا حتى صرح اللواء عطا إن الانفجار كان يستهدف رئيس الوزراء وقبل اكتمال التحقيق.ولا يعلم أحد لماذا لم ينتظروا اكتمال التحقيق وعندها ليدلوا كل حزب أو نائب بما لديه,وليكن القضاء المستقل الحكم بين الجميع.مع كل هذا فالحدث كبير والتصريحات المتبادلة تدل بدون أي شك إن هناك تخبط في العملية السياسية وقادتها عبر أحزابها التي نست الوطن وهموم المواطن لتسرح في همومها الخاصة وفي مقدمتها كرسي السلطة.

2 : لم يعد للدستور أي احترام من الناحية الفعلية,وانما أصبح مجرد مواد يتبجح بها من يريد أن يُوقع بالأخر من أجل بقاءه أكثر,وتفسيره كل حسب رغبته.فتفجرت أمام حزب الحكومة الفعلي أكثر من قنبلة سياسية موقوتة من قبل حلفاءه قبل خصومه,واليوم كأخر حدث أن انشقت كتلة الرافدين عن كتلة دولة القانون.إن الخطط المبيتة ضد تصرفات الحكومة ورئيس وزرائها تحديداً جاءت بعد إقصاء الأساتذة من جامعة صلاح الدين,والاعتقالات,وهي "القشة التي قصمت ظهر البعير,ليعلن مجلس محافظة صلاح الدين إجماعه على تشكيل إقليم مستقل بذاته!!ولا يعلم هؤلاء ماذا يعني الإقليم المستقل بذاته,كما صرح أكثر من عضو في هذه المجلس,وهم في غمرة الصراع مع الرافضين والمركز لفكرة الإقليم .لابل سوف يأججون الطائفية مرة أخرى,وهناك من يحرك هذه النعرة,عبر طلب بلد والدجيل ,وربما سامراء أيضا انضمامها الى محافظة بغداد,وهناك سوف يحدث ما لا يحمد عقباه ,ووقتها لا يفيد الندم.

وعلى هذا الخط تقدم رئيس الجمهورية ليلتقي وفدا من عشائر صلاح الدين ليساند مطالبها ويصب الزيت على النار,ومن الطرف الأخر يلتقي المالكي وفدا من نفس المحافظة الرافضين لفكرة الإقليم ويعدهم بأن لا إقليم جديد,بنفس النبرة للطالباني عندما قال إنه يساند الإقليم الثاني.لمصلحة من هذا التناقض,وقد قلت ويبدو إن هذا واقع فعلاً,إن كلام النهار الجميل والقبل يمحيها ظلام الليل ولقاءاته الكثيرة.ومن الطرف الأعلى صرح رئيس إقليم كردستان إنهم,لا ينتظر تفعيل المادة 140 وانما سوف يسير باعتبار مدينة مخمور مدينة كردستانية ,ولكن لن يعين أي ممثل لهم في البرلمان الكردستاني إلا بعد حسم مرجعية منطقة مخمور للإقليم.اذا ما هو سبب هذا التسرع باعتبار المنطقة كردستانية قبل حسم مرجعيتها؟وهل رئيس الإقليم هو من يعين ممثلي هذه المنطقة أو تلك في البرلمان وهل هذا من صلاحياته؟ولو كان كذلك فأين مكان دستور الإقليم من الإعراب؟ثم لماذا الاستمرار بالتعاقد مع الشركة الأمريكية بالتنقيب عن النفط في نينوى,وهم يعلمون إن شركة كورية قد توقفت عن التنقيب في الإقليم بسبب احتمال فقدانها الامتيازات في الجنوب والوسط.

وهنا تأتي خطوة رئيس جمهورية العراق بأن أرسل مشروع قانون يقضي بإلغاء التغيرات التي أجريت على الحدود الإدارية للمحافظات العراقية خلال حقبة النظام السابق.وأنا اجزم بأن رئيس الجمهورية لم يقدم على هذا المشروع بسبب لمن تعود النخيب أو مثيلاتها وانما من أجل المناطق التي يسمونها المتنازع عليها وهي تخص خانقين وخواتها.لكن ماذا عن مطالبات التركمان بمنطقة طوزخرماتو وتلعفر,هل يقبل رئيس جمهورية العراق أن تصبح تلك المناطق محافظة ومستقلة عن الإقليم ,وهذا حق لأهلها,أم إن تلك الحدود لا تلمس ولا تستقطع و ليست قابلة للنقاش كحق لتركمان العراق؟

إن المطالبة المستمرة والمتزايدة من سياسي الاكراد بمناطق كثر الحديث عنها واختلفت الآراء عليها,بالرغم من وجود مواد دستورية يخص بعضها لكن ليس هناك مادة وحق دستوري يجيز انسلاخ مدن عن بعضها وتشكيل محافظات عديدة بحجة عائديتها قبل عدة قرون أم عقود.وتهجير الناس الذين ولدوا فيها بحجة النظام السابق.أين السلام الوطني من كل هذه المطالبات التي لا توفر أدنى شكلا من أشكال الديموقراطية وحرية السكن في المناطق التي يرغب فيها الإنسان.وجل من يحكم العراق حاليا كانوا يعيشون في دول لا تُحرّم عليهم السكن في أية منطقة يرغبون بها,فلماذا يفعلون هذا في العراق بعراقيينهم؟

 3: مازال رئيس إقليم كردستان يرتدي البدلة العسكرية والخاكي,والتي من المفترض أن يبدلها ببدلة مدنية,بغض النظر عن شكل تلك البدلة ,تراثية قومية أم البدلة الرسمية في دوائر الدولة العراقية,والأقرب له رئيس وزراءه,مثلاً.

ومن هنا جاءت مطالبة البعض في البرلمان الكردستاني أن يفرض البدلة القومية لاعضائه أسوة بباقي الدول!!والمُشرّع لم يقل أية دولة فرضت اللباس القومي على أعضاء برلمانه.وإذا كان يقصد دول الخليج فلباسهم ليس قومياً وانما بسبب الحر الشديد,ومع ذلك ليس هو لباس بفرض القانون وبينما نرى أن الجيل الجديد ابتعد عنه وأصبح لباسه أوروبيا أكثر من أن يكون تقليدياً.وفي البرلمان العراقي هناك أكثر من برلماني يرتدي زيه الكردي أو العربي أو الديني دون سن قانون خاص بذلك.وفي مرة في إحدى جلسات البرلمان العراقي قال احد البرلمانيين الكرد لماذا لا يتكلم بالكردية فرد عليه النجيفي بأنه لا مانع من أن يتكلم أي برلماني بلغته القومية.ولم أرى أو أسمع لهذا البرلماني أن تكلم بعد هذه المرة. أتمنى على البرلمان الكردي أن يسمح لاعضائه بالتكلم بأية لغة يريدها النائب,لان الحريات والديموقراطية لا تتجزأ.وبالمناسبة ما يُحسب لبرلمان الإقليم هو منعه التدخين والنرجيلة في البرلمان والأماكن العامة وهذه ظاهرة صحية فائدتها تعم المجتمع كله,ويا حبذا لو احتذى البرلمان العراقي في بغداد بهكذا خطوة صحية وتعمم على كل ألاماكن العامة.والعالم يسير بهذا الاتجاه الصحيح.


* أكرم العبيدي : كان الضيف الدائم في فضائية الديمقراطية لصاحبها محمد الهاشمي .وكان العبيدي من المنتقدين الأشداء للعملية السياسية في العراق الجديد,وظهر في العراق ليكون الناطق الرسمي بأسم رئيس البرلمان النجيفي!!


 

20111204
 

 
 


 

free web counter