| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الجمعة 4/5/ 2012



مكارثية جديدة ...هي المالكية

محمود القبطان    

ج. مكارثي عاش ومات وهو خائف مرتجف من الاتحاد السوفيتي السابق والشيوعية ,وكان جل أعماله تصب في التخطيط ضد الشيوعية.ومات(ربما منتحرا) وهو السيناتور الكبير وبقت الشيوعية فكرا منورا للشعوب للقضاء على الاستغلال.أما ما حدث في الاتحاد السوفيتي السابق والدول الاشتراكية لم يكن خللا بالنظرية وإنما بالتطبيق,وهذا موضوع كبير وواسع قد تناوله الكثير من المتبحرين في النظرية الماركسية.لكن ما "يحسب" لمكارثي إنه ترك إرثاً في الكراهية والحقد ضد الشيوعية لمن جاء بعده,وبغض النظر عن المكان والزمان,سوهارتو بنوشيت,وصدام وإيران الخمينية, وأخيرا وليس آخرا,العراق الجديد على أيدي حزب الدعوة.

وفي الدول العربية والإسلامية التي طغى فيه الإسلام السياسي كانت وما زالت تسير بنهج مكارثي الكارثي على أصحابها.ويبدو للوهلة الأولى ,في أوقات النضال من التخلص من الديكتاتوريات, إن الجميع يسير في خط واحد وهدف واضح وواحد وهو العمل المشترك حتى بعد تغيير الأنظمة الديكتاتورية.لكن ما حدث ويحدث ,على الساحة العربية شيء آخر, ما أن يحدث التغيير حتى تكشر الأحزاب الاسلاسياسية عن أنيابها الحاقدة على كل ما جديد وعلماني وعلى كل من يطالب بحقوق الناس ويناضل من أجل العمل وتوفير الخدمات. وتبدو هذه الأحزاب وكأنها هي الوحيدة على الساحة السياسية لتملي ما تريد وليذهب البلد وشعبه الى الجحيم.

ماذا يحدث في العراق ألآن؟

لم يعد السيد المالكي يدير السلطة بحكمة ودراية,بسبب كثرة مستشاريه وتخبطه في إدارة الدولة واختراع أزمات سياسية الواحدة تلو الاخري,وبعده عن معاناة الشعب وعدم استطاعته تحقيق الحد الأدنى من برنامجه ,إذا كان هناك أصلا برنامجا لحزبه الانتخابي أو الحكومي,ولم تنفعه المئة يوم ولا الألف لأنه في حقيقة الأمر التهى بقهر ألازمات التي خلقها للدولة ولنفسه عبر أعضاء حزبه الذين يفاوضون ما لم يعطيهم الدستور وما لم يفوضوا به.

انقلاب المالكي على الحزب الشيوعي العراقي

منذ 25 شباط 2011 شد المالكي على سواعده في "النضال" ضد الحزب الشيوعي العراقي عبر تضيق ومراقبة تحركانه وتهديد مقراته واعتقال شبيبته واقتحام مقراته واعتقال بعض أعضاءه,وآخرها عدم إجازة مسيرة الأول من أيار أول الامر,وكل هذه الأمور مخالفة للدستور الذي كتبوه على عجالة ولكن بتعمد وإدراك منهم,وكل هذا تم ويتم بتوجيه من المالكي,ولو كان العكس من ذلك لصرح مستشاره الإعلامي ,على الأقل وفي أدنى المستويات,بنفي علم المالكي بتلك الخروقات للدستور ضد الشيوعيين ومقراتهم,ولان تصريح مثل هذا لم يخرج من فم احدهم وبالتالي فكل هذه المظاهر اللا قانونية والدستورية هي بعلم وبتدبير من المالكي الذي سوف يحاسب عليه مهما طال الزمن. وأكثر, إن من يدعي إنه حامي الدستور وإضافة الى الأحزاب في السلطة لم ترفع صوتها ضد هذه الخروقات, لأنها في لهو واستمرار لحل أزماتها لتقسيم العراق والثروات.قد ينجح المالكي في خطبه الديماگوگیة لكسب ما خسره منذ الانتخابات ,لكن ذلك مؤشر مؤقت,لأنه يحاولون ترهيب الشعب باحتمال وصول ممثل الصدريين الى رئاسة الحكم وليذكروهم بصولة الفرسان وما فعل الفارس الجديد بالميليشيات وقتها.

في خطابه بذكرى استشهاد الصدر الأول حاول أن يبدو الزعيم المنتصر الواحد والوحيد حيث إنه تمكن من الإلحاد والحداثوية والعلمانية,بأس الخطاب,فما هي نجاحاته في الدولة؟أين الخدمات والعمل للعاطلين والقضاء على الفساد المالي والذي يقدر بمئات المليارات من الدولارات,أين القانون من سراق الشعب الذين يهربون الواحد تلو الآخر,لماذ تصدر أوامر الاعتقالات بحق البعض أثر عدم الاتفاق على بعض أمور الدولة,قل توزيع ثروات العراق بينهم,بحق أو بباطل,لماذا يسكت عن المجرمين وإرهابيين,أعوام ومن ثم يطلقها حسب الحاجة له ولحزبه,لماذا يبيع العراق بأبخس ألاثمان لشركات النفط العالمية ,لماذا لم يحاسب أعضاء حزبه من السراق الكبار,لم يقل لمن تعود ال75 مليون دولار التي كانت مع علي الشلاه في مطار سويسرا ومن أين أتت بها دولة القانون,قل حزب الدعوة,حسب ما اعترف به الشلاه نفسه لشرطة مطار جنيف... لماذا لم يستطيع من تعيين وزراء الدفاع والداخلية منذ اتفاقية اربيل وليومنا هذا؟لماذا وقع على اتفاقية اربيل ولم يطبقها ومتى اكتشف عدم دستوريتها..؟ وهناك المئات من الأسئلة التي لا تنتهي يمكن طرحها على المالكي,ولكن يبدو كل هذا شيء والتضييق على الحزب الشيوعي العراقي شيئا آخر.فقد توج تخبطه ضد الحزب الشيوعي بعدم إجازة مسيرته في ألأول من أيار وإخبار الحزب تلفونيا بعدم إجازة المسيرة وأخيرا الموافقة عليها لكن بعد تغيير طريقها.قد يتصور المالكي,وعبر مستشاريه,إنه بهذه الطريقة قد يحقق الانتصار على حزب ليست له ميليشيات,لكنه سوف يفشل في تخويف وإعاقة الحزب بطريقته الماكرثية هذه,لان لم يعد يدرك ويتذكر بمصير كل من وقف ضد الحزب الشيوعي العراق وضد الشعب,ومن يحمي شيوعيو العراق هو الشعب الذي أنجبهم.وليتذكر من ألان ويهيأ نفسه ومستشاريه ماذا سوف وكيف يخططوا لمنع مسيرة الرابع عشر من تموز القادمة,كيف سوف يمنعوها وهل سوف يرسل شرطي ميليشياوي لتبليغ الحزب الشيوعي بمنع مسيرته القادمة في الرابع عشر من تموز القادمة أم عبر احد مستشاريه,ربما؟في خطابه الأخير في الثاني من أيار قال عليهم أن لا يخدعوا العمال البسطاء بشعاراتهم ولافتاتهم,إنهم بحاجة الى العيش الكريم والسكن.جميل أن يتذكر المالكي العامل في الثاني من أيار ويلصق بعملة الشعرات واللافتات بحادة العمال الى السكن والعيش الكريم.لكن من يحقق خدمة العمال في عيشهم وسكنهم؟هل الشيوعيون هم من منع المالكي في توفير الأكل الشهي الصحي والسكن بأربعة نجوم للعمال؟أم الفساد المالي وسراق الشعب من أعاق تحقيق العيش الكريم للعمال والفرحين ولكل قطاعات الشعب؟

المالكي يقطع أجازته في الأول من أيار ليسافر الى الإسكندرية ليقابل عمال المعمل ليقرأ لهم خطابا ويتهم الشيوعيون بعدم توفير العيش والسكن لهم.هل العمال بهذه البساطة والسذاجة ليصدقوه؟ الشعب يريد رجلا يقود الدولة كثير العمل وقليل الخطب ونظيف اليدين.قبل يومين قال احد رجال حزب الدعوة أن الشعب يريد المالكي لدورة ثالثة,لا يعلم أحد متى كان الاستفتاء عليه,أما أمس فقد صرح حسن السنيد:أن التحالف الوطني يريد بديل للمالكي أما خضير الخزاعي أو الشهرستاني.والسنيد من" أهل البيت",فهل يصرح هذا من تلقاء نفسه,وهو عراب اتفاقية اربيل, أم من الواقع الجديد المفروض على المالكي.

مات السيناتور الأمريكي ج. مكارثي وترك لأولاده ,ورثته السياسيين, الجدد خزين كبير من الحقد والكراهية للشيوعية وأحزابها في تطبيق,تقسيم الثروة الفكرية, ما لم يستطيع في وقتها لعل الأولاد الجدد قد يتذكرونه "بالرحمة".وفي بلادنا العراق ظهر احد الأحفاد للفكر الماكرثي الجديد وهو السيد المالكي.فهل سوف ينجح والى متى؟
 


20120504

 


 


 

free web counter