| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 4/3/ 2012



يا أصدقاء وأعداء الحزب الشيوعي العراقي يوم 31 آذار لقادم

محمود القبطان    

في كل عام وفي آخر أيام آذار الجميل تحل ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. وكل يتذكر هذا اليوم بطريقته الخاصة.إن أعضاء وأنصار وجماهير الحزب تبدأ بالتحضير للمناسبة العزيزة على قلوبهم بطريقة توحي الى أكبر الاحتفالات فيتذكرون شهداءهم الذين لا يُنسون على مدى الزمن,وأبطالهم الذين تحدوا كافة الأنظمة القمعية, ويفتخرون بأنهم من أصل تربة العراق, ويُذكّرون أعدائهم الطبقيين بأن حزبا شيده الشهيد الخالد فهد لا يُقهر ولا يزول من أرض العراق,وهذا درس لكل الطغاة على مختلف مسمياتهم. يحتفل محبو الحزب في مهرجانات كبيرة ,كما كان في العام الماضي في ملعب الشعب أو مقرات الحزب المنتشرة في المحافظات ,لكنها ليست بالبعيدة عن أعين "البعض" بسبب "الحفاظ" على الأمن.

هكذا أرى,أنا,الاحتفال بيوم تأسيس الحزب من قبل محبيه,لكن في المقابل هناك أعداء الحزب المرئيين واللا مرئيين حيث في كل عام ما أن تقترب الذكرى إلا ويشنون اعتى الحملات التشويهية للنيل من الحزب ومواقفه الوطنية وتأريخه المُشرف ونزاهته.لكن هيهات. فقد خاب كل من سلك هذا الممر الضيق بأفكاره و طروحاته الباهتة التي لا أساس لها.

لنأخذ عينة من شيوعيين قدامى اختلفوا مع الحزب لاسباب هم أحرار في ذلك ,لكن هل من الإنصاف رمي الحجر السياسي على الحزب وفي غمرة التحضير لمؤتمره التاسع , بدل أن يقدموا المقترحات والحلول و ما يرونه أكثر فائدة للحزب ومستقبله,أخذوا يشنّون حملات لا علاقة لها بالحزب وبرنامجه الذي عجزوا عن أغناءه وإنما ركزوا جُلّ اهتمامهم الى أمور تكاد أن أسميها أكثر من تافهة,وتحديدا "السن ذهبية", كما كتب عنها الأستاذ إبراهيم الحريري الكثير , يبدو إنها أصبحت قضية "الساعة" لهؤلاء "الأخوة",والذين أصبح قسما منهم موظفا عند الرئيس القادم لتونس محمد الهاشمي المعروف باتجاهاته الدينية المتطرفة والذي يرأس فضائية الديمقراطية والمستقلة. وهم يعملون بصفة "محلل سياسي", ومعروف إن احد أعداء العملية السياسية والذي كان ضيفا دائما على فضائية محمد الهاشمي أصبح بقدرة رجال العراق الجُدد المتحدث بأسم رئيس البرلمان. وشتان بين الاثنين الفريقين فكريا لكن هناك مشتركات بين هذا وذاك وهو العمل بأجر عند الهاشمي التونسي.

وهناك أعداء الحزب العلنيين والمرئيين الذين كتبوا في الأعوام الماضية بأسماء لم تتواجد على الساحة الإعلامية وبعد أن أنجزت ما أوكلت لهم من مهام اختفوا من الساحة وربما ظهروا أو سوف يظهرون بأسماء جديدة.فأمامي مقال للسيد عبدالصاحب الناصر يعنونه ب: لماذا يغار بعض الشيوعيين من حزب الدعوة. ويدعي أنه يساري. يقول الناصر نقلا عن الكاتب جورج طرابيشي :"يموت الشيوعيون ببطء لانهم لا يقبلوا الاعتراف ليتقبلوا التغيير عن اقتصاد السوق".المهم للسيد الناصر اقتصاد السوق وما سوف يدر على منفذيه من أرباح خرافية ,ولكن ماذا عن القسم الأعظم من الناس؟ كم مليون تحت مستوى خط الفقر في أمريكا وكندا واستراليا والجيك والمجر ورومانيا وفنلندا التي تبعث بعاطليها الى السويد, ماذا يحدث في اليونان وأسبانيا وايطاليا وفرنسا ؟ ألا يلاحظ المراقب قرب انهيار عملة اليورو؟ وبعد هذا ما هو مصير الاتحاد الأوروبي العنصري الذي تقوده فرنسا وألمانيا ؟ ماذا في سويسرا المالية ؟ ماذا يحدث لو انسحبت مدخرات العرب أصحاب المليارات والترليونات من بنوكها ؟ ماذا سوف يحل لها اقتصاد السوق المتيم به السيد الناصر؟ ولكن ماذا قدم للشعب العراقي اقتصاد السوق المزمع الاستمرار به ؟ أكثر من 30% من الشعب تحت خط الفقر,حسب تقارير الأمم المتحدة ؟ الراكضون خلف هذا النفس الاقتصادي في العراق أصبحوا من أكبر أغنياء العراق وهم قلة جدا,لكنهم يكدسون كل أموال النفط سواء في الإقليم أو في باقي مناطق العراق لحسابهم الخاص,فلم لا يكون الاقتصاد الحر هو الشفيع لهم؟ ونرجع الى الناصر وبحثه عن غيرة الشيوعيين من المالكي,ليحدد مشكلة قائمة بذاتها وهي أن صحيفة يسارية تصدر في فيينا تنتقد المالكي عن المليارات :"على الضفة الأخرى من النهر" وبغض النظر عن من كتبها ولماذا ؟ ما هو دور شيوعيي العراق في ذلك وهل هذا سبب لان "يغار" الشيوعيون من المالكي؟ لكن ليقل السيد الناصر"الحكم" أين المليارات التي تبخرت في أرض العراق وعددها 17 مليار؟ وهناك,حسب تقارير "المحرر" أمريكا ان 3 مليارت لم يعرفوا أين اختفت من صندوق العراق عند تسلمها من قبل فريق عراقي؟ المسألة ,يا سيد الناصر,هي ليست المالكي أو من يدور في فلكه وحوله والهاشمي والطالباني,وإنما أموال العراق نُهبت ومصالح العراق ليست في وارد من يدير الدولة ومهما كان اسمه وحزبه,لان الماء تقلص الى مستويات أدنى من المعقول سواء القادم من تركيا أو من إيران,ومعظم المناقصات والعقود الاستثمارية مع هاتين الدولتين الإسلاميتين.وإذا تؤيد أن تعطي تزكية للبنك المركزي حول الأموال فقد أتضح جليا أن الحريق في البنك المركزي قبل عام أو أكثر الذي ادعى قاسم عطا وقتها أن الحريق لم يصل الى الوثائق المهمة وهي محفوظة,تبين ان الحريق أتى عليها بالكامل,لكن لماذا ؟ وبعد ذلك يقول مسئول في البنك إن بعض أموالا اختفت ولم يعرف عن وجهتها والوثائق قد حرقت,بالمناسبة الحرائق في العراق تكررت في أكثر من وزارة بسبب العقود الوهمية الكثيرة والتي فيها ألغاز العمولات والرشاوى. ويتهالك الناصر ليضمد جراح مقالته فيصل الى إن الشيوعيين يغارون حتى من الأحزاب الكردية ويعتبرهم مع "رفاقهم في القائمة العراقية" المزاحمون الوحيدون للأيام المشمسة القادمة". هكذا وبصورة درامية تتضح الصورة الجديدة للأيام المشمسة القادمة في العراق الذي يقوده المالكي وحزبه ,ويبدو لم تكفي الأربع سنوات الماضية من حكمه, ولا أقول ال9 أعوام,ولذلك وبعد أن نفى المالكي شخصيا الترشح لفترة قادمة ,أقر لصحيفة عكاظ السعودية أنه يصر على الترشح لفترة ثالثة قادمة. ويصل الناصر "الأكيد" الى انه يساري وغير منتسب الى حزب الدعوة,وكتب كل هذا, فماذا لو كان منتسبا لهذا الحزب,فما عساه أن يكتب ضد الحزب الشيوعي العراقي؟ حتى يغار الحزب من المالكي كان على الأخير أن يقدم العمل للعاطلين, وأن يقضي على الفساد والفاسدين وأن لا يهرب من وزراء كتلته بسبب الفساد,وان يوفر الخدمات في اقلها.فهل فعل هذا لكي يغار الآخرون منه؟ وكلمة أخيرة ,بحق السيد عبدالصاحب الناصر وهي ليس من المناسب لصق كلمة يساري,هو, في مقالته لان ذلك لا يعطي الى ما كتبه قوة لان الخوف من قوة الشارع الذي يستطيع شيوعيي العراق تحركيه سلميا مع وجود القمع البوليسي وبأدوات بعثية,كما قالت النائبة الصدرية مها الدوري في العام الماضي في ساحة التحرير قد بان من طريقة تفكيره في المقالة التي سطرها,وأن لا ينسى إن أحد ألد شيوعيي العراق في لندن يُدعى د.فواز حلمي هو الأخر يدعي نفسه إنه يساري ماركسي,وإذا فاته التعرف لهذا الشخص الحاقد عليه ,الناصر,أن يتتبع ظهور الشخصيات في فضائية الطائفي السلفي محمد الهاشمي في لندن.

إن ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي في 31 آذار قادمة وسوف يحتفل بها محبيه وأصدقاءه قبل أعضاءه,ولا يخفف من ذلك أية مقالة يرتجف أصحابها الى حد الهستريا, وحتى ربما تكثر "العيون" المراقبة في كل عام عند قرب حلول الذكرى الجميلة.
 


20120304


 


 

free web counter