| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               السبت  4 / 1 / 2014



عملية دحر داعش الإرهابية والبلاغات العسكرية

د. محمود القبطان        

العمليات العسكرية ضد المجموعة الإرهابية داعش مستمرة منذ أيام قليلة لاسيما بعد مقتل بضعة ضباط من قبل الارهابين وبعد إزاحة خيام الاعتصام في الرمادي.كما بدا منذ البداية أن هذه المجموعة الإرهابية لا تشكل خطرا كبيرا حيث أعدادها قليلة وربما من هنا جاء التهاون والتساهل معها في بداية تشكيلها ولكن الأنباء المتواصلة من قبل أكثر من متحدث عسكري تدل وبدون أي شك إن أعدادهم كبيرة,بدليل الخبر الذي أعلنه العميد سعد معن بأن إرهابيي داعش حاولوا الدخول الى بغداد بأعداد كبيرة ولكن الفرقة كذا تصدت لهم واستخدم طيران الجيش في صد الهجوم!المفرح إن التصدي لهم نجح,حسب ما أعلنه العميد,لكن السؤال يبقى يدور وهو من أين أتت هذه القوة التي بسببها أضطر الجيش الى استخدام طيرانه وصد الهجوم فقتل من قتل من الإرهابيين وهرب القسم الآخر منهم؟والى أين هربوا وكيف؟هل نزلت هذه الأعداد الكبيرة من الإرهابيين مع المطر(وكأنه فلم خيالي عندما تمطر السماع ضفادع) ,وكيف هربت من ساحة المعركة؟ومن أين لهم هذه التسليح الثقيل والذي جابهوا به الجيش؟أسئلة تدور في عقول الناس وأكثر,لماذا تتضارب التصريحات ومن أكثر متحدث؟برلماني نائب عن دولة القانون يصرح بما ليس من اختصاصه وفقط يطلق التصريحات دفاعا عن كتلته وكأن الأمر محصور بكتلته وليس بالعراق ككل,نائب آخر يدافع عن "الأبرياء" الذين سقطوا نتيجة"القصف العشوائي",علي الموسوي يصرح بأن الجيش لم يشترك في إزاحة خيام المعتصمين,المالكي يقول الجيش اشترك,وهكذا تتضارب التصريحات وتخلق حالة من البلبلة في الشارع.الشرطة العراقية والتي من صلب واجباتها حماية المواطنين ليس مؤهلة للدفاع عنهم ليومنا هذا,فهل يترك الوطن مباحا للقتلة بحجة إن الجيش للدفاع عن الحدود فقط؟ وإذا كان هذا لماذا لا يعترض على اشتراك الجيش في الإغاثة أثناء الفيضانات أو حدوث كوارث طبيعية معينة ,كما في دول العالم الأخرى؟لكن هذا لا يعني التهاون في تصرفات البعض الغير مؤهل في التعامل مع الناس بحجة التفتيش عن الإرهابيين,لابد وأن هناك أو ويجب أن تكون معايير وطنية في هذا المجال واحترام حقوق الإنسان.وحيث لا يشك أحد في التقول على المالكي في قضية اقتحام خيام المعتصمين فقد قالها المالكي بنفسه إزاحة الخيام جاء متأخرا,لكن لماذا كل هذا التأخير وهم يعلمون إن الإرهابيين قد دخلوا الاعتصام من عدة منافذ؟وإذا كان الأمر لا يتعدى الدعاية الانتخابية لماذا لا تُحصر البيانات العسكرية بمن ينوب عن القوات الأمنية فقط؟ولماذا انتظر القرار عاما كاملا وبعد أن تكاثرت يوما بعد يوم المطالب من قبل المعتصمين الى حد تغيير النظام؟ليس هناك أدنى شك في إن الانتخابات القادمة كانت السبب الحقيقي وراء كل الانتظار لتسجيل نقطة انتصار لرئيس الوزراء .كان وما زال في العراق إرهابيين ومن الدرجة الأولى قسم منهم يغض الطرف عنه والآخر يُدان,في بعض الأحيان من طائفة واحدة وقسما منهم من الطائفتين.ففي الحالة الثانية اعتقل احمد العلواني المعروف بتطرفه الطائفي والذي أصبح عنوانا"للمقاومة" وأشعل الفتنة بسبب اعتقاله وهو لا يساوي شيئا حتى في الرمادي,والآخر طائفي وإرهابي الى حد أللعنة يعفى عنه هو مشعان الجبوري ويعفى عنه لابل يُراد له أن يُرشح عن محافظة صلاح الدين وهو المطلوب للقضاء ولعشيرته,ومادامت البلاد أصبحت عشائر وقبائل وليست دولة مدنية يسود فيها القانون.

الإرهابيون لا يسكنون الصحراء فقط وإنما يدخلون المدن ولهم حواضن,وهنا البلاء,فالقضاء على الحواضن يُسهّل القضاء على داعش وأخواتها في الإرهاب وهم كلهم من نفس العفونة,ليس لهم هدف غير القتل والقتل.وثمة أمر مهم وهو مادام إن العشائر وقفت مرة أخرى في الرمادي وما حولها ضد الإرهاب على الحكومة ,إذا كانت تتمتع ببصيرة وعقل منفتح,أن لا تترك شباب هذه العشائر مرة أخرى بيد الإرهاب وانما تأخذ بيدهم وتؤهلهم دراسيا وتوظيفهم كل حسب رغبته ومؤهلاته وأن لا تسمح مرة أخرى أن يتركوا دون مساعدة لهم ولعوائلهم.إعادة أعمار المنطقة الغربية وتأهيلها وإدخال الصناعة فيها وامتصاص البطالة ليس كردة فعل مؤقت وإنما اختيار الأصلح والأكثر نفعا لمحافظات المنطقة لسد الطرق أمام الإرهاب ومن يقف معهم وخلفهم.وأمر مهم وخطير وهو ضرورة الإعلان عن نتائج لجان التحقيق بتهريب اعتى مجرمي القاعدة ولأكثر من مرة وما هي الإجراءات التي اتخذت وأن لا تبقى القضية طي النسيان.



20140104
 

 

 

 

free web counter